العدد 1465 - السبت 09 سبتمبر 2006م الموافق 15 شعبان 1427هـ

بوش يصعد هجومه على منتقديه مع اقتراب 11 سبتمبر

ستشكل الذكرى الخامسة لاعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول نقطة الذروة في الهجوم المضاد الذي يشنه الرئيس الأميركي جورج بوش منذ أسبوع على منتقدي سياسته في مجال «الحرب الشاملة على الإرهاب».

وسيكون بوش من أوائل الذين سيحيون الذكرى الخامسة للاعتداءات الأكثر عنفا التي استهدفت الولايات المتحدة عبر تاريخها إذ وضع أكليلا من الزهور أمس عند في موقع مركز التجارة العالمية إذ لقي أكثر من 2600 شخص حتفهم العام 2001. كما يوجه بوش غدا (الاثنين) عند الساعة 9 مساء بالتوقيت المحلي (الثلثاء 1 فجرا تغ) رسالة إلى الأمة من المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، للمرة الخامسة فقط منذ وصوله إلى البيت الأبيض. ووجه بوش الرسالة الأولى في 11 سبتمبر 2001. وفي هذه الأثناء، سيكون بوش رفع صلاة مساء اليوم (الأحد) في نيويورك، وتناول طعام الفطور مع عمال إنقاذ صباح الاثنين، ووقف في دقيقة صمت عند الساعة 8,46 صباحا وهي الموعد التي اصطدمت فيه طائرة الرحلة 11 التابعة لشركة «أميركان إيرلاينز» بأحد برجي مركز التجارة العالمي.

ثم يضع الرئيس الأميركي إكليلا من الورد في شانكسفيل (بنسيلفانيا) إذ تحطمت طائرة البونيغ التابعة لـ «يونايتيد إيرلاينز» والتي حاول ركابها استعادة السيطرة عليها، وفي البنتاغون، التي اصطدمت به طيارة أخرى في الحادث الأخير من ذلك اليوم. وسيكون هذان اليومان بالنسبة إليه أبرز مناسبة لإحياء ذكرى الضحايا وتعظيم أميركا وتأكيد تصميم حكومته على مكافحة الإرهاب. وسيتوج اليومان حملة مكثفة استمرت أكثر من أسبوع سعى فيه للاستفادة من التأثر الحاد الذي سيتسم به غدا (الاثنين).

وينفي البيت الأبيض أن يكون «سيس» ذكرى حدث ترك بصماته على الولايات المتحدة. بيد أن الرئاسة الأميركية شنت حملة واسعة سبقت يوم 11 سبتمبر الذي أعلنته «يوما وطنيا». ولم يكن مسئولو إدارة بوش ليأملوا بان تؤدي هذه الحملة إلى إعادة نسبة التأييد الشعبي للمعدل الذي سجلته في الأيام التي تلت 11 سبتمبر 2001 عندما كان 90 في المئة من الأميركيين يعلنون عن تأييدهم للرئيس، بيد أنهم يسعون لإعادة التحكم بتطور المجريات السياسية قبل شهرين على موعد الانتخابات التشريعية الأميركية. وتواجه الغالبية الجمهورية امتحانا صعبا خلال هذه الانتخابات مع تصاعد الانتقادات الشعبية لسياسة بوش الخارجية على خلفية تزايد أعداد الضحايا الأميركيين في العراق وأفغانستان. وصرح الناطق باسم البيت الأبيض طوني سنو أن خطاب بوش مساء الاثنين «لن يكون خطابا سياسيا»، مشيرا إلى أن الخطاب «لم يعد لترسيم حدود فاصلة بين الديمقراطيين والجمهوريين». وقال إن «يوم 11 سبتمبر هو يوم لا ينسى. والفكرة هي في مشاركة ذكرى مماثلة مع ما يفرضه الأمر من بساطة، وأيضا تفاؤل، لأن الطريقة التي تفاعل الأميركيون فيها بعد ذلك اليوم كانت خارجة عن المألوف وما كان بالإمكان أن تحصل سوى في هذا البلد».

وقال «سيكون الأمر بشأن ما عناه 11 سبتمبر للرئيس والبلاد بأسرها، وعن الحقائق التي جعلنا نتنبه إليها وعما يمكن أن نقوم به لربح الحرب على الإرهاب». وأطلق بوش منذ 31 يوليو/ تموز سلسلة خطابات لإقناع الأميركيين بأنهم باتوا أكثر أمنا بفضل الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأميركية وأن كان الخطر لايزال قائما، وأن الأساليب التي استعملت في «الحرب الشاملة على الإرهاب» التي تتعرض لانتقادات في الولايات المتحدة كما في الخارج مبررة. وحاول بوش إعادة تركيز انتباه الأميركيين على موضوع أمنهم الوطني وتحويل الانتباه عن الصعوبات التي يعاني منها الجيش الأميركي في العراق والتي يحاول الديمقراطيون تركيز الجدل عليها

العدد 1465 - السبت 09 سبتمبر 2006م الموافق 15 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً