أكد الرئيس الأميركي جورج بوش أمس قبل يومين على الذكرى الخامسة لاعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 أن الخطر الذي يحيط بالولايات المتحدة لايزال قائماً وأنها ستطارد الإرهابيين بلا هوادة. بيد أن بوش أشار في خطابه الإذاعي الأسبوعي إلى أن الولايات المتحدة صارت أكثر أمناً منذ الاعتداءات المذكورة بفضل حكومته. وقال «لاتزال الولايات المتحدة تواجه أعداء مصممين»، وتابع «يجب أن نأخذ كلام هؤلاء الإرهابيين على محمل الجد وأن نعمل بتصميم لمنعهم من التوصل إلى أهدافهم الشريرة».
وذكر الرئيس الأميركي بالقرار الذي أعلن الأربعاء والمتعلق بمحاكمة 14 عضواً بارزاً في «القاعدة» كانوا محتجزين في سجون سرية قبل أن ينقلوا أخيراً إلى معتقل غوانتنامو في كوبا. وأضاف أنه عندما يقر الكونغرس تشريعاً بهذا الخصوص، وفق ما طلب منه، سيسمح بإحالتهم على محاكم عسكرية، «سنحاكمهم ونوجه رسالة قوية إلى الذين يقتلون أميركيين: سنعثر عليكم ونحاكمكم، مهما تطلب ذلك من الوقت».
لندن - رويترز
في تماثل مدهش شنت «القاعدة» والولايات المتحدة حرباً دعائية الأسبوع الجاري اتفق فيها الجانبان على نقطة واحدة هي الدور المركزي لأسامة بن لادن حتى بعد خمس سنوات من الاختباء. واستهدف شريط فيديو بثته قناة «الجزيرة» يوم الخميس إظهار بن لادن وهو يجتمع مع بعض المهاجمين الانتحاريين الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر/ أيلول وهم يتدربون على مهمتهم التي قاموا بها في العام 2001 لشن هجمات على الولايات المتحدة قتل فيها نحو 3000. جاء ذلك عقب سلسلة كلمات بمناسبة الذكرى السنوية لهجمات سبتمبر ألقاها الرئيس الأميركي جورج بوش وركز فيها بشدة على شخصية بن لادن بل ونقل عنه مقتبسات موسعة ليؤكد الخطر الذي يقول إن تنظيم «القاعدة» يفرضه على الولايات المتحدة. وتمثل الهجمات المتبادلة أحدث حلقة في معركة دائرة منذ فترة طويلة لكسب قلوب وعقول الرأي العام وتهدف إلى تسليط الضوء على نقاط الضعف في الجانبين... بالنسبة إلى بوش فشله في القاء القبض على بن لادن وبالنسبة إلى تنظيم «القاعدة» اعتماده على لقطات لزعيم لم يوجه أية رسالة جديدة على شريط فيديو منذ الليلة السابقة على انتخابات الرئاسة الأميركية قبل عامين.
وقال رئيس المرصد الدولي للارهاب في باريس رولاند غاكارد: «إن أحدث شريط فيديو يعد رواية ذكية أذيعت في توقيت جيد استهدفت بوش لكنها أضاعت فرصة لتبديد أسئلة تحيط ببن لادن». وقال غاكارد: «أعتقد أن النتيجة 1 - 1»، بين القاعدة وواشنطن من حيث أحدث حملات دعائية متبادلة. وبوش من جانبه ألقى سلسلة كلمات تستهدف توصيل رسالة مهمة هي «بعد خمس سنوات من 11 سبتمبر 2001 أصبحت أميركا أكثر أمناً... وأميركا تنتصر في الحرب على الإرهاب». وبينما حاول مسئولون أميركيون بعد الفشل في إلقاء القبض على بن لادن في أفغانستان التقليل من أهميته، وضعه الرئيس بوش في قلب الحوادث مرة أخرى في كلمة ألقاها يوم الثلثاء الماضي نقل فيها مقتبسات عدة من رسائله وكتاباته.
وقال مصطفى العاني من مركز أبحاث الخليج في دبي إنه بينما قد تخدم هذه الحملة المتبادلة هدف بوش في شرحه للأميركيين السبب في أنهم مازالوا في خطر، فإنها قد تحدث آثاراً عكسية في العالم الأوسع وخصوصاً لدى الرأي العام العربي.
وقال إنها قد تبعث برسالة إلى العرب مفادها أنه «إذا كان رئيس الولايات المتحدة ينقل مقتبسات مما يقوله أسامة بن لادن فلابد أن يكون أسامة بن لادن شخصاً مهماً حقاً ولابد أن يكون بوش مرعوباً حقاً من أسامة بن لادن». وتنبع مصاعب واشنطن في مواجهة جاذبية القاعدة في جانب منها من الغضب الواسع النطاق في العالم الإسلامي من غزو العراق والتأييد الأميركي لـ «إسرائيل».
وهي تواجه أيضاً عدواً يستخدم مهارات وسائل الإعلام وشبكة الإنترنت بإحساس تكتيكي قوي وأحياناً يحتفظ بمواد على سبيل الاحتياط ويبثها بهدف إحداث أكبر تأثير ممكن في لحظة مناسبة وهو أسلوب أوضحه الشريط الذي أذيع يوم الخميس بعد خمس سنوات «لوصيتين» مسجلتين لاثنين من خاطفي الطائرات في 11 سبتمبر.
وقال العاني إنه لن يدهش إذا رأى رسائل من «القاعدة» في الأيام التي تسبق الذكرى السنوية لهجمات سبتمبر يوم غد (الاثنين) ربما من بينها شريط فيديو جديد طال انتظاره لبن لادن. وقال: «لقد خططوا للحرب الدعائية مثلما خططوا للحرب الفعلية على الولايات المتحدة. إنها استراتيجية طويلة المدى»
العدد 1465 - السبت 09 سبتمبر 2006م الموافق 15 شعبان 1427هـ