إحدى الجمعيات السياسية (الأحزاب) أعلنت في الاسبوع الماضي بأنها ستدعم كل مترشح (تابع لها) للانتخابات النيابية بمبلغ عشرين ألف دينار بحريني والمواطن يسأل من وين؟... ومن كم شهر أعلنت جمعية أخرى بأنها وضعت جدول مساعدات مالية لجميع المترشحين التابعين لها حتى يتمكنوا من خوض الانتخابات وجيوبهم منفوخة، وفي تلك الجداول كانت المساعدات موزعة بدرجات متفاوته بين المترشحين للمجلس البلدي والمترشحين للمجلس النيابي... والسؤال من وين؟.
من وين لكم هذه المبالغ الكبيرة؟ إذا كان عدد المترشحين للمجالس البلدية من كل جمعية عشرة أفراد فقط ولكل واحد منهم يصرف له 15 ألف دينار فيكون المجموع 150 ألف دينار بحريني... وهذه الجمعية السياسية نفسها لديها عشرة مترشحين (على الأقل) لمجلس النواب ويصرف لكل واحد مساعدة بقيمة 20 ألف دينار والمجموع 200 ألف دينار، ونضيف هذا على ذاك فيصبح المجموع للعشرين مبلغ وقدره 350 ألف دينار بحريني بالتمام والكمال... ويرجع السؤال من وين؟... وإذا قلنا إن عدد المترشحين (من الجمعية نفسها) للمجالس البلدية ومجلس النواب هو أكبر من الذي ذكرناه في المثال فإن المبلغ سيرتفع إلى نصف مليون دينار.
طبعاً رئيس الجمعية ونائب الرئيس راح تكون لحملاتهم الانتخابية مبالغ أكبر وأعلى بكثير من الأعضاء العاديين... والعشرين ألف تحتاج إلى أن يكون على يمينها صفر زيادة وتدبيلها أيضاً، وبعض المقربين منهما سيأخذون فوق المبلغ مساعدات إضافية تكون أكبر من المبلغ نفسه ولو حسبناها بالصحيح فإن الذي ستصرفه الجمعية الدينية ممكن أن يكون بين المليونين والثلاثة ملايين دينار بحريني فقط لاغير. ونرجع للسؤال الأول من وين؟... من وين لكم هذه المبالغ الكبيرة ونحن في البحرين عيال قريه وكل من يعرف خيه؟ ومستحيل أن يكون رئيس أي جمعية سياسية أو أحد أعضاء الجمعية وارث أموال (أوناسيس) أو له صلة قربى مع صاحب سلسلة فنادق هيلتون العالمية أو على علاقة أسرية مع مخترع برامج الكمبيوتر بيل غيتس... عيل من وين؟. من وين لكم هذه الملايين ونحن نعرف بأن جميع منتسبي جميع الجمعيات السياسية هم ناس على قد حالهم؟... ولايمكن أن يقنعني أحد بأن أي واحد من هوامير الأموال والأراضي في البحرين هو منتسب لأية جمعية سياسية، وحتى لو كان أحد منهم يستحب جمعية ويفضلها على أخرى فمن رابع المستحيلات أن يتبرع لها بفلس واحد لأن شعار هوامير الأموال الدائم هو أن المال عديل الروح، ومقولتهم الشهيرة (والتي يعرفها جميع أبناء البحرين) هي أن المال والبنون... يعني المال أعز من البنون... طيب، إذا كانت غالبية أهل البحرين من الكحيانين مادياً وهم المنتسبون للجمعيات، وإذا كان تجار البحرين غير منتسبين للجمعيات ولايمكن أن يرموا أموالهم هدراً على أناس يقفون سداً منيعاً في طريق الكثير من مشروعاتهم التجارية حتى ملوا منهم وقالوها صراحة في الكثير من اجتماعات الغرفة التجارية... إذا كنا جميعنا نعرف ذلك ونعلمه علم اليقين فمن حقنا أن نسأل.
إذا كنا جميعاً ( أهل البحرين ) نعرف البير وغطاه... يصبح من حقنا أن نسألكم من وين لكم هذه الأموال؟ وما مصدرها؟ والسؤال الأهم هو كيف تكونون أنتم (فقط) تعرفون موعد الانتخابات النيابية والبلدية بالتاريخ المفصل وغيركم (جميع سكان البحرين) لا يعرفون هذا التاريخ حتى الآن؟ كيف عرفتم بالموعد المحدد وأصبحتم تتراكضون في توزيع الهبات والمكيفات والثلاجات التي ادخلتموها من النوافذ الكبيرة بعد أن عجز الباب عن إدخالها لكبر حجمها؟ كيف يكون ذلك ومن الذي سرب لكم التواريخ المؤكدة للانتخابات القادمة؟ ومن الذي يدعمكم بالأموال الملايينية؟. هذا السؤال فيه كيف ولماذا ومن أين، والجواب عليه يحتاج له متى وحتى وإن... ويضاف عليه الكثير من علامات الاستفهام التي تجعلنا ندور وندور، ويلعب الفار في عبنا، وعيوننا تروح ذات اليمين وتأتي ذات اليسار، وتفكيرنا ساعة يروح وساعة ييجي، ونضرب كفاً بكف ونحن نقول لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم هلون صارت البحرين... السماء تمطر ملايين الدنانير، والله عجب
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1464 - الجمعة 08 سبتمبر 2006م الموافق 14 شعبان 1427هـ