دعاة التطهير العرقي في بلادنا ربما لايعلمون بأنهم يسيرون في نهج يعتبر جريمة في القانون الدولي، وخصوصا بعد الجرائم الكبرى التي حصلت في البوسنة والهرسك في تسعينات القرن الماضي، عندما قامت مجموعة من الصربيين العنصريين بتهييج الصرب ضد البوسنيين، وقاموا بارتكاب أبشع الجرائم التي شهدتها الفترة الأخيرة من القرن الماضي. دعاة التطهير العرقي في المحرق لجأوا الى هذا النهج لأنهم فشلوا في محاولاتهم لاثارة الطائفية بهدف العودة الى أيام أمن الدولة عندما كانوا يعيشون على حساب آلام الآخرين. دعاة التطهير العرقي بإذن الله سيفشلون في مآربهم الساعية الى زج الشارع البحريني نحو التنازع لأن مسعاهم لايمت الى الانسانية او العروبة او الاسلام او البحرين او المحرق في شيء.
دعاة التطهير العرقي محصورون الآن في زاوية حرجة، وهم يعلمون بأن ما قاموا به في السابق (لافتات طائفية ... الخ) لم يحقق لهم نتيجة، وبالتالي لجأوا الى اقحام اسماء المسئولين الكبار ضمن حملتهم الحالية التي تروج للتطهير العرقي، على رغم ان عددا من المسئولين أعلن براءته مما يرمي اليه العنصريون الحاقدون على البحرين وأهلها. دعاة التطهير العرقي مفلسون انسانياً، وليس لهم من الحظوظ في الانتخابات المقبلة شيء، ولذلك فانهم يسعون الى اختلاق أزمة من «لا شيء» بهدف تحشيد الناس عنصرياً، بعد ان فشلوا في تحشيدهم طائفياً.
الصربيون المسئولون عن سياسة التطهير العرقي في البوسنة في نهاية القرن الماضي سبقوا دعاة التطهير العرقي في البحرين،إذ قاموا بأبشع الأعمال، لكنهم انتهوا في المحاكم الدولية وأصبحوا ملعونين في كل مكان في العالم.
دعاة التطهير العرقي في المحرق مجموعة من الفاشلين سياسياً، وهم سيفشلون أيضاً في تحركهم الحالي، ذلك لأن أهل المحرق كانوا دائماً في ريادة الاعمال الحضارية التي أسست مجتمع البحرين الحديث، وأهل المحرق أبرياء من أدعياء العروبة والوطنية الذين انكشفت أوراقهم الطائفية من قبل، وتتكشف أوراقهم العنصرية اليوم، ولن يكون مآلهم بأفضل مما آلت اليه الامور بالنسبة إلى من سبقهم من الصربيين الذين حقدوا على البوسنيين وانتهجوا فلسفة للتطهير العرقي أصبحت تعد جريمة يدينها الضمير الانساني العالمي
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1464 - الجمعة 08 سبتمبر 2006م الموافق 14 شعبان 1427هـ