بعد فترة توقف طويلة عن شاشة السينما يطل علينا أحمد بدير في فيلم مهم أثار جدلاً كثيراً، البعض يقول إنه من أهم الأفلام المصرية التي قدمت، والبعض الآخر يقول إنه قام بتعرية المجتمع المصري بشكل سيئ، وانضم هو للرأي الأول مؤكداً أن «علينا أن نلقي الضوء على سلبياتنا حتى نحاول تحويلها إلى إيجابيات». تحدث بدير عن فيلم «عمارة يعقوبيان» ودوره المؤثر فيه، الذي لا يتجاوز ثلاثة مشاهد قائلاً: أعتقد أن هذا الفيلم من أهم الأفلام المصرية التي قدمت، وهو يستعرض مصر في فترة الخمسينات والستينات بكل السلبيات والإيجابيات في تلك الفترة، وهذا الفيلم توافرت فيه عناصر نجاح أي فيلم، بداية من القصة الأدبية المتميزة لعلاء الأسواني وحوار رائع لوحيد حامد، بالإضافة إلى مجموعة النجوم الذين أعطوا أجمل ما عندهم على رغم قلة مشاهدهم باستثناء عادل إمام له 30 مشهداً، فيسرا لها أربعة مشاهد، وأنا ثلاثة مشاهد»، وأضاف قائلاً: «أنا أرفض جميع الأقاويل التي حاولت النيل من الفيلم، وأقول لابد أن نصل إلى مرحلة الجرأة لتوضيح مشكلاتنا وأن نكون صرحاء مع أنفسنا، والفيلم جريء وقام بتعرية وتشريح المجتمع بشكل واقعي جداً والشخصيات حقيقية وملموسة»، وتابع الغريب أن الشخصية التي كان المتوقع رفضها هي الشخصية التي أداها خالد الصاوي ونالت احترام النقاد والجمهور الذي فهم هذه الشخصية وتقبلها وفعلاً لكن الرفض كان من تشويه شكل مصر في هذه الحقبة الزمنية مع أن هذا قد قدم في كثير من الأعمال، لكن ليس بهذه الجرأة، لكن هذا العمل قدم شريحة معينة من المجتمع وليس معناه أن مصر تنتمي بأكملها لهذه الفئة، وفي رأيي، إن هذا الفيلم سيفتح الباب مجدداً لعودة تحويل الأعمال الأدبية إلي أعمال سينمائية».
وأضاف بدير «أقوم في الفيلم بدور ملاك الشخصية الانتهازية كل هدفه النجاح في سرقة العقد من زكي الذي يقوم ببطولته عادل إمام عن طريق فتاة الليل التي تقوم بدوره جيهان قمري، والحمد لله أنا راض عن هذا الدور على رغم أن حجمه صغير فإنني أعتقد أني قدمته بشكل جيد».
وعن آخر أعماله التلفزيونية يقول: «انتهيت فعلاً من تصوير مسلسل (المنادي)، وهو سيناريو وحوار محمد فتحي الشرقاوي وإخراج مجدي النجار وتشترك معي في البطولة نهال عنبر وأحمد راتب وسوسن بدر، والجميل أن هذا العمل يتحدث عن عادات وقيم اجتماعية افتقدناها بشدة هذه الأيام، وأصبحنا لا نلقي الضوء إلا على الصفات السلبية في الأشخاص، وأقوم فيه بدور رجل يعمل منادياً وهذه المهنة مازالت موجودة في الريف المصري، بالإضافة إلى عمله كمؤذن في المسجد وهو شخصية سوية، ويعول ثلاثة أولاد هم أحمد فلوكس وأحمد مراد ومنة فضالي، وزوجتي نهال عنبر. والعمل يدور في إطار اجتماعي».
سينما الشباب
وعلق على تجربة جيل الشباب باعتباره أكثر الفنانين الذين أشادوا بسينما الشباب قائلاً: «أعتقد أن هذا الجيل فعلاً موهوب، قدموا الكثير من الأفلام الناجحة التي تحوي مضموناً، وأنا شاهدت بعضاً منها مثل: (سهر الليالي)، (زواج بقرار جمهوري)، (تيتو ومافيا)، ولكن أتمنى مع كل فيلم يقدمه أحد منهم أن يسأل نفسه هل إذا عرض هذا الفيلم بعد عشر أو عشرين سنة سيلقى النجاح نفسه؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فبالتأكيد أن العمل سيكون جيداً لأنه استكمل جميع عناصره، وأعني أن يبدأوا النظر في قضايا وطنية واجتماعية ذات قيمة، في الوقت نفسه الذي يقدمون فيه الأعمال الكوميدية الهادفة لأننا في وقت نحتاج فيه إلى الترفيه في ظل هذه الضغوط التي نعيش فيها»، وأضاف «اعتبر أن هذا الجيل أكثر حظاً منا لأننا عندما ظهرنا في السينما كانت هناك خمسة أو ستة أسماء محتكرة السوق ويشترط المنتج وجودها في الأعمال، لأن أسماءها تبيع وتسوق الفيلم في الخارج، مع الأخذ في الاعتبار أن عدد الأفلام كان ضئيلاً جداً»
العدد 1464 - الجمعة 08 سبتمبر 2006م الموافق 14 شعبان 1427هـ