قبل أربع سنوات صدرت صحيفة «الوسط»، فكانت أول مطبوعة، رسمت خطاً آخر في صورة الإعلام المكتوب السائدة في البحرين.
ومنذ صدور الأعداد التجريبية لـ «الوسط»، رسمت الوليدة الجديدة ملامح تمايزها في التعامل مع محيطها بما يمثله من جمهور، ومع موضوعاتها المطروحة في مجالات الحياة الوطنية في البحرين، إضافة الى رسمها لنوع خاص من العلاقات الداخلية التي تحكم العاملين في الصحيفة.
فكانت في تعاملها مع الجمهور صوته في طرح ومعالجة قضاياه بطريقة هادئة لكن حاسمة ونشطة، وكانت في تعاملها مع قضايا الحياة الوطنية هادئة موضوعية، وفي الحالتين سعت «الوسط» من خلال جرأتها وجديتها، لتجسد مشروع الإصلاح، ليس في توسيع حيز الحرية فقط بما يعنيه من ضرورة لمشروع الإصلاح، وهو أمر بديهي في العمل الصحافي، بل من اجل أن تكون الحرية سمة عامة في الحياة الوطنية.
واتبعت «الوسط» المسارين السابقين بخط ثالث، يشكل ضمانة حسن تعاملها مع الجمهور وقضاياه في آن معاً، وهو خلق إطار جديد للعمل الصحافي من خلال خلق آليات جديدة وجدية لهذا العمل في مؤسسة ولدت في ظل محدودية التجربة الصحافية في البحرين، فجاء في هذا السياق خلق كادر صحافي، وتكريس علاقات، وتوليد تجارب، لم تكن الصحافة في البحرين قد عرفتها على نطاق واسع.
من تلك الملامح، ولدت وتطورت تجربة «الوسط» في أعوامها الأربعة الماضية، وهي تجربة لاشك انها ساهمت بقوة وفعالية في تطوير وتجديد التجربة الصحافية للبحرين التي تفخر اليوم بوجود عدد كبير من الصحف على اختلاف توجهاتها وتنوع اهتماماتها وتجاربها في التعبير عن شعب يسعى من أجل الحياة ومن أجل المستقبل الأفضل.
كان من حسن حظي، أن كنت بين أول كتاب صحافيي «الوسط» منذ أعدادها التجريبية، فواكبت تجربة الكتابة فيها عبر كل الأنواع الصحافية، وعرفت الزميلات والزملاء عن قرب أو عبر موضوعاتهم، ولاحظت كيف تطورت وتقدمت «الوسط» بجهودهم ودأبهم من اجل الأفضل مهنياً، ومن اجل أن تكون الأكثر قرباً من المجتمع، والأكثر قدرة في التعبير عن قضاياه في تجربة أكاد أقول إنها مميزة.
أربع سنوات من عمر وتجربة «الوسط»، تستحق أن نشعل لها شمعة جديدة تكون منارة في المرحلة المقبلة، التي لاشك انها ستجدد حياة البحرين وشعبها، وتجعل تقدمهما أمرا مؤكداً
العدد 1463 - الخميس 07 سبتمبر 2006م الموافق 13 شعبان 1427هـ