تعد محافظة العاصمة أرضاً خصبة لسكنى آلاف الآسيويين وبعض الجنسيات العربية، وبحسب مصادر موثوقة فإن «غالبية من تم تجنيسهم من آسيويين وبعض الجنسيات العربية خلال السنوات الأخيرة يتركزون في محافظة العاصمة». ويرى مراقبون سياسيون أن التوليفة التي تعيشها محافظة العاصمة من خلال الأعداد الضخمة من المجنسين من شأنها أن تقلب أوراق قوى المعارضة في انتخابات المجالس التشريعية والبلدية المقبلة، خصوصاً جمعية الوفاق الوطني الإسلامية التي تمتلك قواعد شعبية لا يستهان بها في بعض دوائر العاصمة، وتتحدث بعض القوى السياسية أن المجنسين الجدد قادرون على رسم الخريطة الانتخابية في بعض دوائر محافظة العاصمة.
وتبدو الدائرة الثالثة في محافظة العاصمة التي يمثلها في مجلس النواب الحالي النائب إبراهيم العبدالله في طريقها لأن تكون إحدى الدوائر الصعبة على قوى المعارضة، ففي الوقت الذي لم تعلن الجمعيات السياسية بعد عن قوائمها الانتخابية، بدأت تبرز على السطح بعض التسريبات المحسوبة على الجمعيات السياسية، إذ يتردد أن جمعية «وعد» تنوي ترشيح إبراهيم كمال الدين عن هذه الدائرة، فيما أعلن عضو جمعية «أمل» رضوان الموسوي الترشح عن هذه الدائرة، وفي الوقت ذاته لم تحسم جمعية الوفاق قرارها بعد، فيما يتردد أنها تتجه لدعم الشيخ جاسم المؤمن، كما يتردد أن محمد الانصاري (القريب من جمعية الميثاق) ينوي الترشح هو الآخر.
وعلى صعيد التوزيع السكاني، تعتبر الدائرة الثالثة في محافظة العاصمة إحدى الدوائر المتلونة، إذ تفيد الأنباء أن الدائرة تحتضن أعداداً كبيرة من المجنسين ممن ينتمون إلى جنسيات آسيوية وعربية يقطنون هذه الدائرة، ولم تستبعد بعض المصادر أن تدفع تكتلات المجنسين بمترشح لها في الانتخابات، خصوصاً أن نسبة المجنسين في هذه الدائرة تصل إلى 40 في المئة، بحسب محمد الأنصاري. وإلى الدائرة السابعة بمحافظة العاصمة التي يمثلها في مجلس النواب الحالي النائب يوسف الهرمي، إذ تفيد مصادر موثوقة من داخل هذه الدائرة أن «عدداً من المترشحين بدأوا منذ مدة في حملة لتجنيس آسيويين وعرب من دوائر آخرى ونقلهم إلى الدائرة السابعة بهدف قلب الموازين في الدائرة وضمان الفوز بمقعدها في الانتخابات النيابية المقبلة».
وذكرت المصادر أن «المترشحين قاموا بالتوسط لدى الجهات المعنية لتغيير عناوينهم السكنية من الدوائر التي يقطنون فيها إلى الدائرة السابعة بمحافظة العاصمة التي ينوون الترشح عنها، ومن ثم قاموا بمنحهم الجنسية البحرينية من خلال النفوذ الذي يمتلكونه في إحدى الجهات الرسمية». وفيما تعذر الحصول على إحصاءات رسمية عن عدد من جنسوا أخيراً في الدائرة السابعة في العاصمة، غير أن الأنباء تفيد أن أعدادهم تقدر بالمئات.
وبحسب المعلومات المتوافرة، فقد حسمت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية أمرها بأنها ستدعم أمين عام المؤتمر الدستوري عزيز أبل مترشحاً لمجلس النواب في هذه الدائرة، وذلك بعد أن نجح في تغيير عنوانه من الدائرة الخامسة في المحافظة الشمالية إلى هذه الدائرة. وكانت الأنباء التي تتردد في وقت سابق تفيد أن «الوفاق» بصدد دعم رئيس مجلس بلدي العاصمة وعضو مجلس شورى «الوفاق» مرتضى بدر، غير أن الجهاز المركزي للمعلومات رفض السماح لبدر بتغيير عنوانه من مدينة زايد إلى الدائرة السابعة بمحافظة العاصمة.
ويتنافس على مقعد هذه الدائرة مجموعة من المرشحين هم عبدالحكيم الشمري (رئيس صندوق المحرق الخيري وعضو غرفة تجارة وصناعة البحرين)، يوسف الهرمي (النائب الحالي)، ضوية العلوي (المدعومة من المجلس الأعلى للمرأة)، عباس هلال (رئيس جمعية المحامين)، بالإضافة إلى الشيخ أحمد الماحوزي وخالد العلوي.
من جهته، أكد وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة في وقت سابق أن التجنيس في البحرين ليس سياسياً ولا يستهدف الانتخابات أو تغيير التركيبة السكانية، وشدد على أن التجنيس يتم وفق القانون، وأشار إلى أنه تم تجنيس خمسة آلاف شخص خلال الثلاث سنوات الماضية
العدد 1462 - الأربعاء 06 سبتمبر 2006م الموافق 12 شعبان 1427هـ