أشتد النقاش بيني وبين كاتبة مخضرمة في الصحافة البحرينية في الورشة الإعلامية الوحيدة التي نظمتها جامعة البحرين في صيفية العام 2001، وكان ذلك بسبب وضع الصحافة البحرينية في ذلك الوقت، وكنت في تلك الفترة مازلت طالب سنة أولى إعلام. الكاتبة المخضرمة وجهت لي سؤالا بعد تذمري الشديد من وضع الصحافة المحلية وعلاقتها بالمواطن وقضاياه «أين ستعمل بعد تخرجك؟ ألن تمتهن الصحافة؟»، فرددت عليها: إذا بقت صحافتنا على هذا الحال فلا يمكنني أن أحمل اسم صحافي في هذه الصحف. لم يمر عام واحد حتى برزت فكرة تأسيس صحيفة «الوسط» برؤية جديدة ومختلفة مجتمعيا، لا سلطوية فيها وبرؤية حيادية لا آحادية، هذه الرؤى لهذه الصحيفة فرضت على كل من يبحث عن رئة صحية في الصحافة البحرينية ليعيد التفكير بما كان يقال عن عدم وجود صحافة حقيقية تجسد نبض الشارع فكان ما كان والتحقت بـ «الوسط» بعد ثلاثة أيام من صدورها في السابع من سبتمبر/أيلول العام 2002 وبعد مرور أربعة أعوام على صدورها استطاعت هذه الصحيفة الفتية تغيير نمط الصحافة البحرينية من الفهم الآحادي إلى الفهم الاجتماعي ومن لسان السلطويين إلى لسان المجتمع الأعم والأشمل لكل مكوناته من شعب وحكومة ومؤسسات مجتمع مدني. بعد أربعة أعوام من صدور «الوسط» أصبح عدد الصحف في البحرين سبع صحف عربية واثنتان أجنبية، ومازالت «الوسط» محافظة على موقعها ومكانتها واحترامها، مازال الطريق أمامها طويل جداً لتنمية المواطن البحريني وممارستها لدورها كسلطة رابعة حقيقية
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 1462 - الأربعاء 06 سبتمبر 2006م الموافق 12 شعبان 1427هـ