تحت عنوان متفائل وطموح يقول »نهاية تشغيل الأطفال... في متناول اليد«، أصدرت منظمة العمل الدولية يوم 4 مايو/ أيار الماضي تقريراً بشأن تقييم جديد لأوضاع تشغيل الأطفال في العالم.
وترى المنظمة في هذا التقرير أن تشغيل الأطفال - على الأقل في صوره الأسوأ - يشهد تراجعاً في شتى أنحاء العالم. وتشير الإحصاءات التي أوردها تقرير مكتب العمل الدولي الى انخفاض الظاهرة بنسبة 11 في المئة ما بين عامي 2000 و2004 أي تراجع العدد من 246 مليون طفل عامل إلى 218 مليون طفل عامل.
ويذهب التقرير إلى حد التكهن بإمكان القضاء على أسوأ أشكال تشغيل الأطفال في العالم نهائياً في غضون السنوات العشر المقبلة »إذا ما استمرت نسبة الانخفاض على هذا المنوال«، مثلما ورد في النص.
لكن ومن جهة أخرى، يحذر تقرير المدير العام للمنظمة خوان صومافيا من أن نسبة الشباب العاطل عن العمل في سن ما بين 14 و 25 عاماً تفوق 86 مليون شخص من بين الـ 192 مليون عاطل المسجلين في العالم.
يزداد المر سوءاً عندما تضاف إلى تلك النسبة الأعداد الهائلة من الذين لا يتوفرون على عمل والذين لم تشملهم الإحصاءات الرسمية، وهو ما يدفع المنظمة إلى ضرورة البحث عن طرق مبتكرة من أجل »تفعيل فرص التشغيل في العالم«.
وحذّرت تقارير أخرى صدرت عن المنظمة من شبح البطالة الذي بات يسيطر على الكثير من الاقتصادات العالمية، والتي لا يخفف منها ذلك التقدم الطفيف الذي عرفته بعض الدول المتقدمة. وأشارت تلك التقارير إلى إن »البطالة العالمية سجلت مستوى قياسيا مرتفعاً بلغ 192 مليون عاطل عن العمل خلال العام 2005 رغم انتعاش الاقتصاد العالمي وإن الشبان يشكلون نحو 50 في المئة من العاطلين«.
وأضافت المنظمة التابعة للامم المتحدة إن نحو نصف العمال في العالم وعددهم 2,8 مليارات ما زالوا يحصلون على أجر يقل عن دولارين في اليوم وهو خط الفقر الدولي بلا تغير عما كان قبل 10 سنوات. وعلى رغم نمو الناتج الاقتصادي العالمي بنسبة 4,3 في المئة في 2005 إلا أن نحو 3 في المئة فقط من 500 مليون شخص يحصلون على أقل من دولار في اليوم بمقدورهم تحسين حالهم ورفع دخولهم فوق حاجز الفقر المدقع.
واستقر معدل البطالة العالمية في 2005 عند 6,3 في المئة بعد أن هبط في العامين السابقين. لكن بالنظر إلى الزيادة في عدد السكان الذين في سن العمل في العالم فإن عدد العاطلين زاد بمقدار 2,2 مليون مقارنة مع .4002 وسجلت البطالة في 2005 أكبر زيادة في اميركا اللاتينية والكاريبي حيث ارتفعت بمقدار 0,3 نقطة مئوية إلى 7,7 في المئة. .
وظل الشرق الأوسط أعلى المناطق من حيث البطالة الاجمالية عند 13,2 في المئة. وفي الدول الواقعة جنوبي الصحراء في إفريقيا تراجع المعدل قليلاً إلى 9,7 في المئة. واستمرت الفجوة بين بطالة الرجال وبطالة النساء في الانحسار لكن بشكل طفيف.
وفي 2005 كان 52,2 في المئة من النساء في سن العمل يعملن في وظائف مقارنة مع 51,7 في المئة في 2004. وبالنسبة للرجال بلغ الرقم 66,3 في المئة و66,8 في المئة على الترتيب. فهل بوسعنا أن نتفاءل بمصير ومستقبل شبابنا وأطفالنا بعد مطالعتنا الأرقام تلك؟
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1462 - الأربعاء 06 سبتمبر 2006م الموافق 12 شعبان 1427هـ