العدد 1462 - الأربعاء 06 سبتمبر 2006م الموافق 12 شعبان 1427هـ

صاحب مؤسسة الحكاية...

نختلف بين «مع» و«ضد»... ويبقى الـ «هيكل»...

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

«الرجل الوحيد في العالم الذي أنا مستعد للانحناء أمامه هو جمال عبدالناصر»

محمد حسنين هيكل

لأن الكلام «سلطة»، كان لـ «هيكل» أن يحوز لقب «الأستاذ»، لا مجازاً مطلقاً، بل عبر استحقاق قار. له ما له، وعليه ما عليه.

يطلق «الأستاذ» كما يقول سعد محيو «التحليل البارد لتطورات تاريخية ساخنة، عبر وضع الأمور في نطاقها العقلاني خارج إطار التفكير الرغائبي». يعتقد «محيو» أننا بحاجة ماسة لهيكل «كيلا تنتقل (جماهيرنا) فجأة من الفرح إلى الصدمة، أو من التفاؤل إلى التشاؤم. فالصراع الذي يجري هذه الأيام في المنطقة وصل، أو يكاد، إلى مستوى الصراع الوجودي، او إلى مستوى الحياة والموت، كما قال عن حق شيمون بيريز»، حسناً نحن بحاجة لهيكل في أكثر من جانب، فالصدمة - أي صدمة - لم تعد ذلك الجديد الذي يأتي علينا حين غرة.

هذا الـ «هيكل» كان، ومازال في الصحافة العربية رقماً استثنائيا، مثيراً للجدل نعم، لكنه رقم عصي على التجاوز، من يمتلك الأحقية بالتنظير بهذا الشكل على قناة الجزيرة هو طبعاً جدير بأن يكون أشبه بالأسطورة.

«هيكل» هو نجم الفترة الناصرية بامتياز، والمستبعد من بعده، المبشر بالنيوقومية التي باتت علائقها بالأمس أصيلة لكنها متنكرة خلف قناع أو يزيد. الصريح الذي تنازل عن صراحته مرات ومرات، حتى أنهكت قواه النكسات الناصرية.

هيكل رفيق الملوك من الشعب، المتحدث باسم الشعوب - رمزيا ودون تفويض - عند صالات الحكم والإمارة، المليء بالمغامرات والحكايا، الممسك بالحوادث والمفاوضات، المتنبئ بما لا يمكن أن يكون اعتباطيا إلا من قبل مناوئيه البنيويين، الذين يعتبرون هيكل مثالاً صاحب الحكايات العربية التي تغري ولا تغير شيئاً، سوى أنها تبعث على النوم باطمئنان ذلك انك عرفت الحقيقة.

هيكل صديق الرؤساء وعدوهم... ملف مفتوح من البعد والدراية وتحمل النقد.

- يوم وفاة عبدالناصر (28 سبتمبر/ أيلول 1970) لم يكن هيكل في حاجة الى أن يذهب للسادات كما ذهب قبل ثمانية عشر عاما الى مكتب عبدالناصر، يطلب حوارا وتعارفا وعرضا بتقديم خدماته كصحافي، فقط كان الرجلان (السادات وهيكل) على قدم المساواة مع آخرين في منزل عبدالناصر المسجى جسدا بلا روح.

أيمن شرف

- فقد كان يقول لي عندما – جمال عبدالناصر – أسأله عن كتابة مذكراته خصوصاً بعد أن كبرت وشغلتني الحوادث السياسية: "ليس لدي وقت للكتابة... هيكل سيتولى ذلك".

هدى جمال عبدالناصر

- لدي الحد الادنى من امكان التقدير، الذي ادر كبه استحالة تغطية جوانب الفكر السياسي لهيكل في بضع صفحات، وهو فكر يشيع في عشرات الكتب وفي مئات المقالات كتبت كلها في مدى يزيد على خمسين سنة، وكلها فكر سياسي، وهو فكر متحرك ومتفاعل مع ظروف تاريخية متغيرة. فيلزم متابعته في اطار سياقه التاريخي السياسي، وتبين مراحله في ملامحها العامة، وأوضاع تعامله مع تلك الظروف.

طارق البشري

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1462 - الأربعاء 06 سبتمبر 2006م الموافق 12 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً