إلى وزير الداخلية في مملكة البحرين الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة الموقر... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أبعث لكم هذه الرسالة الأخوية من خلال عمودي في الصميم في صحيفة «الوسط»... لكي أشكو لكم الحال التي أنا عليها، ومع أسرتي نعانيها منذ أكثر من خمسة وأربعين سنة... وأنا على يقين بأن معاليكم الكريم بيده أن يرفع عني ظلم الزمان وقساوة الحياة التي لم يكن لدي فيها أية خيارات أخرى سوى البقاء في هذا الوطن الذي أعطيته الكثير في حياتي، وأعطاني بدلاً منه الأمان.

القصة ياطويل العمر هو أني مولود في العام 1961م. في سلطنة عمان لأب عماني الجنسية وأم عمانية الجنسية، ولدي أخ أصغر مني بسنة ونصف وأخت أصغر منه بسنة ونصف أيضاً، وكلاهما مولودان في سلطنة عمان أيضاً... وفي العام 1964م. وعندما كان سني 3 سنوات فقط وعمر أخي سنة ونصف السنة وأختي شهوراً معدودة، حضر والدي إلى البحرين لكي يعمل بوظيفة شرطي في الأمن العام واستقر بنا المقام في جزيرة المحرق الباسلة، وتحديداً في فريق الصنقل إذ كان لي الكثير من ذكريات الطفولة مع الكثير من أبناء الأسر البحرينية في تلك المنطقة ومن ضمنهم بعض من أبناء الأسرة الحاكمة الذين لديهم بعض من المراكز الكبيرة معكم في وزارة الداخلية.

سكنت عائلتي في منطقة الصنقل وابتدأت دراستي الأولية وأنهيتها بالثانوية في مدارس مملكة البحرين... بداية درست في مدرسة الدوي (في فريق الصنقل) ثم انتقلت إلى مدرسة أبوعبيدة الجراح (في فريق الشيخ حمد) ثم في مدرسة عمر بن الخطاب (في فريق بن هندي) وأخيراً أنهيتها بالدراسة في المدرسة الثانوية التجارية في مدينة المنامة... سكننا في الصنقل كان في بيت صغير بالإيجار، ومن ثم انتقلنا للسكن في بيت أكبر منه في فريق بن هندي وكان بالإيجار في البداية حتى تمكنا من شرائه في العام 1983م. واستقرينا فيه نهائياً أنا مع والدتي وأخي وأختي فقط، إذ عاد والدي إلى سلطنة عمان وتوفي هناك رحمة الله عليه... ونحن مكثنا في وطننا البحرين.

تزوجت في بداية العام 1984م. من سيدة بحرينية ولي منها الآن أربعة أبناء... بنت وثلاثة أولاد وهم (ميعاد 1984م، مروان 1988، جمعة 1989، حمد 1998). وجميعهم ولدوا وترعرعوا ودرسوا في مملكة البحرين، وأنا منذ أن قدمت إلى هذه الأرض الطيبة لم أغادرها أبداً طيلة ثلاثة وأربعين عاماً ولها في قلبي معزة كبيرة، وهي بلادي التي تربيت ودرست وعملت وتزوجت وكونت أسرتي فيها وليس لدي أي بديل عنها... أنا مخلص لهذا البلد منذ أن وطأته رجلي وحتى الآن.

المشكلة ياسيدي هي أن أخي الأصغر مني حصل على الجنسية البحرينية منذ فترة طويلة، وأختي أيضاً حصلت على الجنسية البحرينية كونها تزوجت من رجل بحريني، وبقيت أنا طوال هذه السنوات من دون أن يكون لي الشرف في الحصول على الجنسية... أركض يميناً وأرجع يساراً وأكتب الكثير من الرسائل وأملأ الكثير من البيانات وأراجع الكم الكبير من المسئولين بلا فائدة، وأبنائي كلهم محتارون لا يعرفون ماذا يعملون... هم مولودون في البحرين ومن امرأة بحرينية وأب عاش في البحرين طوال عمره ومع ذلك لا توجد لديهم جوازات سفر من البلد التي ولدوا فيها.

أنا اسمي عبدالله علي حسن ورقمي السكاني هو 610132709 وأكتب لكم مشكلتي حتى أحصل منكم على الجواب الذي يريحني مع كامل أسرتي وإن شاء الله لكم الثواب وجزاكم الله خيراً على ما تفعلونه.

هذه رسالة وصلتني من إنسان عربي وخليجي بالجنسية ولكنه بحريني بالتربية وبالتكوين العائلي... يعني قلباً وقالباً... أرسلها، كما وصلتني إلى صديقي وابن عمي وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله بن أحمد آل خليفة حفظه الله وأرجو منه أن يسرع البت في طلب هذا الإنسان الذي هو فعلاً أولى من غيره في نيل الجنسية البحرينية، ولأن هذه الجنسية عندما تعطى لهذا الإنسان البسيط فإنها ستشمل معها أبناءه الذين هم أربعة مواطنين مخلصين لهذا البلد العزيز ولقادته الكرام ولترابه العزيز... الباقي الآن متروك لمدير مكتب سعادة الوزير