هكذا إذاً اصبح كل شيء يتحرك طائفياً ويفسر طائفياً على هوى ومزاج من يشاء من الطفيليين والمتطفلين على بحريننا... وهكذا ذهبت تحليلات تنشر هنا وهناك توحي بأن طائفة ما تريد تغيير الديمغرافية من خلال شراء الاراضي، ولذلك تم منعهم رسمياً من شراء قطع أراضٍ في المحرق... هكذا بكل بساطة اصبح أهل البحرين الذين حافظوا على استقلال البحرين وضحوا من اجل عزتها وكرامتها واستقلالها وبذلوا الغالي والنفيس من أجل انجاح مشروع الاصلاح يُتّهمون من قبل كل من سوّلت له نفسه ان يتطفل ويتهم فئة من المجتمع بأنهم يشترون أراضي لصالح دولة أجنبية!

لا حاجة للرد على هؤلاء المتطفلين على بحريننا، ولا حاجة للتدليل بأن اهل البحرين الذين ضحوا بكل ما لديهم من أجل أن تنعم البحرين بما تنعم به الآن ليس لدى أكثرهم القدرة على شراء أراضٍ وحتى أراضي قبورهم بدأت تُنبش وتُؤخذ منهم... أهل البحرين، سنة وشيعة وآخرين، ليسوا بحاجة الى شهادة من الطفيليين على وطنيتهم، ومن لديه مال من اهل البحرين واستطاع ان يشتري ارضاً (مما تبقى من أراضٍ ) فإنه يكدح ليل نهار من أجل الحصول على قرض لكي يبنيها لأطفاله، بينما يزداد ريش المتطفلين في النمو من خلال العيش على حساب وآلام الآخرين.

نعلم ان المعادين للديمقراطية يبحثون عن أي شيء هذه الأيام لإثارة الضغائن ولإبعاد المعارضة السلمية التي أعلنت أنها ستشارك في الانتخابات من دخول المعترك السياسي... ذلك لأنهم يعلمون أن أهل البحرين الطيبين (شيعة وسنة وآخرين) مثلهم كالكلمة الطيبة، اصلها ثابت، وفرعها في السماء... اما المتطفلون الذين عاشوا على حساب آلام الآخرين فإنهم كالكلمة الخبيثة التي اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار.

نعلم أيضاً أن المرتبكين من العملية السياسية السلمية سيفتعلون الكثير من القضايا الأخرى، عسى ولعل ينجر الشارع الى ما يشتهون ويتم قمع الاصلاحات... فبعضهم ربما سيذهب الى حائط مدرسة ويفجر اسطوانة غاز اخرى فيه، ومن ثم سيطالب بتطبيق قانون مكافحة الارهاب على الاهالي الذين يئنّون من قسوة الظروف بينما يتمتع المتطفلون بكل شيء لا يستحقونه أساساً.

تمهلوا قليلاً أيها المنتفعون من ماضٍ تعيس... فلا تستعجلوا الأمور، فلربما تصلح حالكم المشاركة السلمية في العمل السياسي، ولربما يهديكم ربكم الى رحمته الواسعة التي وسعت كل شيء، وتوسعون على أنفسكم وتخلصونها من الحقد الطائفي