كم من مؤسسة وطنية كتب عليها - أو كتبت هي على نفسها - الإفلاس والشقاء والانتكاسة الموجعة بسبب ثقة عمياء منحتها لرجل أحمر البشرة، يجلب من أقاصي الأرض معززاً مكرماً، ويمنح عشرة أضعاف ما يتقاضاه البحريني في المنصب ذاته والذي قضى سنوات ولربما عقوداً كارفاً. كم من شركة عملاقة رمت كرتها في ساحة ابيض ليعيد توازنها المالي، لتجد نفسها في انتكاسة تلو الأخرى لا تخرج من وضعها إلا بأعجوبة، ذلك لأنها أخطأت التقدير، وهناك من الشركات الإقليمية التي وجدت ضالتها في هذا المارد الأبيض، لتكتشف بعد فوات الأوان أن قراراها جر عليها ويلات ومتاعب. الموظف البحريني وخصوصا في المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية ومن على شاكلتها مضطهد، مسلوب الإرادة، لا يقدم ولا يؤخر «ما يخيط خيط إلا بموافقة عسيرة»، وتحجب عنه الحسابات خوفاً من خطر موهوم أصبح عقدة لكثير من بيدهم الحل والعقد في كبرى المؤسسات الاقتصادية البحرينية. بعض الرجال الحمر المستوردين في أبهة ورونق لا يداني، عاثوا في مؤسسات الدولة والقطاع الخاص فسادا، وجففوا منابع الدخل، وجلبوا عشرات ولربما مئات المديرين الذين يتقاضون رواتب خيالية وامتيازات يحلم بها أي بحريني ذي كفاءة حتى لو علّق على كتفه رزما من الشهادات. لست في وارد التشكيك في كل رجل أحمر، لان تلك عقدة لا تتنافى والذوق الإنساني، والتمييز العرقي ليس من شيم أهل هذه الأرض، ولكن أقول لكل من تورطوا برجال حمر المظهر، سيئي الخلق والإدارة، ولكل مؤسسة أودعت « اللي وراها واللي جدامها» في سبيل ترضي به الرجال الحمر
إقرأ أيضا لـ "حيدر محمد"العدد 1460 - الإثنين 04 سبتمبر 2006م الموافق 10 شعبان 1427هـ