يعود تاريخ العوائل الهندوسية المعروفة بـ «البونيان» في البحرين إلى أكثر من قرن وهي التي عمل معظمها في التجارة العامة والصرافة وصياغة الذهب وبيع التوابل والأقمشة التي كانوا يجلبونها من الهند إلى سوق المنامة القديم.
ومن بين هذه العوائل عائلة «سراداس اسنراس» التي كان يلقبها البحرينيون بـ «دي آي» إذ كانت تعمل في التجارة والصرافة بين الهند والبحرين بينما كان منزلها الذي هدم في مرحلة ما يقع خلف محلين مازالا موجودين حتى اليوم هما يعقوب ياديجار للعطور التاجر البحريني اليهودي وبائع الفضة عبدالرزاق الرومي البحريني ذوي الاصول العراقية.
أيضاً من بين هذه العوائل التي يعرف اسماؤها الباعة من أهل البحرين مثل جاشنمال، باتيا، كاجريا، ماكان مال، كيلورام، جوني لال، هري دات... هؤلاء معظمهم كانوا يعملون في التجارة العامة بما فيها التوابل والحرير منذ فترة طويلة.
في الوقت نفسه، كان هناك قسم آخر من الهندوس ممن حضروا إلى البحرين وهم يمارسون حرفة وصناعة وتجارة الذهب إذ كان الكثير منهم حتى وقتنا الحالي يملك في ازقة سوق المنامة ورشاً لصياغة الذهب، من بين هذه العائلات راتي لال، بجوانجي، ديفجي وغيرهم ممن لديهم الآن سلسلة كبيرة من محلات صياغة وبيع الذهب في سوق المنامة وفي مجمعات التسوق الراقية.
لقد تركز المجتمع الهندوسي أو البونياني في وسط سوق المنامة لقربه من المكان الذي تقع فيه محلاتهم وأماكن سكنهم حتى معبدهم الخاص الذي يقع حالياً خلف سوق الذهب الذي يمارسون فيه بكل حرية طقوسهم وشعائرهم الدينية إذ تزدان المحلات والطريق المؤدي للمعبد بالورود والزهور الهندية المعروفة إلى رائحة البخور والطيب الهندي الذي يكثر حين يتوافدون إلى المعبد.
لقد لعبت هذه العوائل دوراً كبيراً في تنشيط وتطوير الحركة التجارية في البحرين وان أهل البحرين وخصوصاً المعمرين والكبار من تجار سوق المنامة مازالت تحتفظ ذاكرتهم بدور هؤلاء... لذا فعندما نتكلم عن سوق المنامة وتطويره علينا الا ننسى ونتجاهل الدور الذي لعبه هؤلاء في الحركة التجارية في قلب هذا السوق العريق وازدهاره يدا بيد مع تجار البحرين المعروفين.
بهذا الموزاييك لسوق المنامة له نكهة خاصة ومكانة في قلوب البحرينيين فحبذا لو يتم تدارك هذا الامر في مشروع تطوير سوق المنامة بحيث يتم تقسيم السوق إلى عدة اقسام تخلد فيها دور الاعراق والاثنيات التي ساهمت وعملت على مدى اكثر من قرن لمصلحة البحرين فيكون هناك قسم ينسب إلى البحارنة والهولة والعرب والعجم والهندوس واليهود والمسيحيين والبهرة لانهم جزء من حضارتنا... فسوق البونيان يقع حاليا خلف مسجد بشمي قرب منزل الشتر وهو كان في يوم من الأيام سوق الطواويش الذي وللأسف هدم في سبعينات القرن الماضي
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1460 - الإثنين 04 سبتمبر 2006م الموافق 10 شعبان 1427هـ