بدعوة كريمة من خلية النحل الدائمة (مكتب سمو رئيس الوزراء)... ذهبت صباح الأمس للسلام على صاحب السمو رئيس الوزراء الموقر الشيخ خليفة بن سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله لنا وأبقاه ذخراً... الحضور كان مقتصراً على أصحاب المعالي نواب رئيس الوزراء وعدد ليس بالكثير من الوزراء واثنين من أبناء العم الذين لهم مناصب مهمة في المملكة وثلاثة من أعضاء مجلس الشورى ونجم مجلس النواب اللامع الأخ فريد غازي... كان مجلس مختصراً قبل بداية الاجتماع الأسبوعي.
سمو رئيس الوزراء (المحبوب) ابتدأ المجلس بالحديث الشامل عن زياته الميمونة لمدينة المحرق، وتحدث بإسهاب عن المجالس التي زارها وعن نوعية المواطنين الكرماء الذين قابلهم في ذلك اليوم الصيفي (الحار جداً) ولقد كان بودي أن يكون سعادة محافظ المحرق الأخ العزيز والصديق المتجدد سلمان بن عيسى بن هندي موجوداً في مجلس الكرم والجود حتى يسمع بنفسه ما يقوله صاحب السمو عن المدينة التي تربى وترعرع فيها سموه عندما كان صغيراً، وحتى ينقل لمواطني هذه الجزيرة العريقة في تاريخ البحرين (قديماً وحديثاً) ما يقوله عنهم المسئولون في بلادنا.
أنا وبصفتي محرقاوياً أصيلاً... ولدت وتربيت ودرست في مدينة المحرق... أخذت الدموع تترقرق في عيني وأنا أستمع لصاحب السمو رئيس الوزراء الموقر وهو يشرح للحضور في مجلسه العامر كيف كانت زيارته والترحيب الكبير الذي وجده هناك من الشيوخ الكبار في السن والأمهات الكبيرات في السن ومن رجالات المحرق الكرماء وأبنائها المخلصين لدينهم وتراب هذا الوطن وقادته... لمعت عيني وانفطر قلبي عندما كان الحديث عن الأرملة الكبيرة في السن والوحيدة التي دعتها الحاجة إلى بيع بيتها وسكنها الوحيد، ولكن المشتري كان رجلاً شهماً (من أهل المحرق) دفع لها المبلغ وطلب منها مواصلة السكن في المنزل حتى يأخذ الله أمانته، هذه الأرملة عندما دخل سموه منزلها ليطلع على حالها أبت إلا أن تضيفه وتفرش له (القدوع) شوفوا كرم أهل المحرق.
كان بودي أن يكون هناك أناس من المحرق (غيري أو إضافة لي) حتى يستمعوا إلى سموه وهو يشرح للحضور في مجلسه عن (فرجان لول) البنعلي والضاعن والبوخميس وعيسى بن علي والمرة وبن هندي والصنقل والحالة وغيرها الكثير، كان بودي ذلك حتى يحسوا بما أصابني وأحسست به من شعور بالعزة والرفعة والولاء لانتمائي إلى هذه المدينة الأصيلة وأهلها الكرماء (الله يخليهم)... كنت أحس بالكثير من الفخر عندما كان سموه يتكلم عن البيوت القديمة والمعروفة في تلك الفرجان مع المؤرخ الكبير والعم العزيز الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة وقد كان يذكرهم بيتاً بيتا.
كنت جالساً في مجلس الكرم والجود، وكان صاحب المجلس يتكلم عن أناس زارهم واطلع على أحوالهم... هم أهلي وناسي... ولأنني كنت أنا المحرقاوي الوحيد من بين الحضور، فقد انتابتني الفرحة وشعرت بالعزة وظننت أن صاحب السمو يتكلم عني وعن بيتي وعن فريجي وعن أهلي وأصحابي، وكلما شرح سموه شيئاً من الزيارة كنت أتبسم للحضور وألتفت يميناً ويساراً حتى يعلموا أن الرجل المحرقاوي الكبير الذي يصعد السلم وينزل منه من دون أية حماية جانبية هو والدي، والمرأة التي دعته للقدوع هي والدتي، وأصحاب المجالس الذين استقبلوا صاحب السمو بكل حفاوة وترحاب هم أهلي وإخواني، والفرجان والبيوت التي تمت زيارتها هي فريجي وشارعي وبيتي.
صاحب السمو رئيس مجلس الوزراء الموقر الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله زار مدينة المحرق في عز الصيف القائض غير آبه ولا مبالٍ بالحر الشديد ودرجات الحرارة والرطوبة المرتفعة، فقط لكي يطلع على أحوال المواطنين ويستمع لهم ويحضر شكاويهم... زار المدينة من شارع إلى شارع ومن فريج إلى آخر وهو محاط بالعدد الكبير من المواطنين لا متضجر ولا متأفف، يستمع إلى هذه الشكوى وينصت إلى ذلك الرأي ويأخذ تلك الرسالة، يعطي كل مواطن حقه في التعبير والكلام المسترسل ولا يقاطع أحداً، ويأمر بتسجيل كل ذلك ويسأل عنه حرفاً حرفا.
أخيراً وعندما نقول سلمت لنا يا أبا علي على هذه الزيارة الكريمة والتي نتمنى أن تشمل باقي مدن البحرين وقراها، فإننا ندعو لك بطول العمر
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1459 - الأحد 03 سبتمبر 2006م الموافق 09 شعبان 1427هـ