منذ العام 2004م بدأ التاريخ البطولي لسباقات السرعة في البحرين يأخذ منحنى آخر وشكلاً لم نألفه سابقاً، فبعد سباقات شبه تقليدية كانت تقام في «مدرج» الصخير القديم، تغير الحال وكتب لهذه المسابقة التي يعشقها كثيرون من أبناء الخليج أن تسطر ملاحم بطولات... فحتى البطولات العالمية التي تقام في موطنها الأول المدينة أو الولاية الأميركية (كالفورنيا) مقارنة باقامة البطولة هنا في البحرين فإن الوضع يكاد يكون متشابهاً في أمور كثيرة على رغم تفاوت الامكانات والمستويات.
هنا، كتب التاريخ ان يسجل موسم 2004 أول بطولة على أرض حلبة البحرين، شارك فيها الكثير من ألمع سائقي البحرين والخليج معاً، وكلنا يتذكر أول بطولة تحت إشراف شركة إبراهيم خليل كانو.
كان أكثر ما تشد الأنظار إليه المشاركة الواسعة لتلك البطولة حتى ان أعظم المجلات العربية انتشاراً في مجال السيارات مجلة «سبور اوتو» اقرت هذا الشيء عندما وصف محررها الصحافي المعروف فراس النمري ان البطولة كانت متميزة لولا بعض الأمور المتعلقة بالقوانين وما شابه ذلك من خلاف ادى إلى انسحاب الوفد الكويتي، ولكن الأمر الجميل ان البطولة كانت جماهيرية... جماهير تواقة لم تعهدها أي حلبة عربية أخرى مثلما شاهدناه ورأيناه.
إن بطولة السرعة في البحرين هي بطولة احترافية على رغم تواضع الامكانات على مستوى المتسابقين، ولكن الثورة التي يمتلكها متسابقونا كانت سلاحاً فتاكاً لمواجهة العجز المادي الفادح، وكان لزاماً على متسابقينا ان يحرثوا الأرض ليزرعوها بقوة وعزيمة، قهروا بها الكثير من العراقيل والمطبات.
تلك الروح التي شربها متسابقونا كانت الملهم الأول والناصح الأول والشرارة الأولى، وذلك يستحقون شهادة فخر واعتزاز عندما واصلوا المهمة.
هناك الكثير من الأمثلة الحية على عدم اليأس في سبيل انعاش هذه المسابقة والنهوض من نومها الذي استمر أكثر من (5) سنوات... محمد الشوملي يحطم كل مراحل العجز ويسمو بسيارته فوق الأرقام الجميلة، لقد كرر فوزه في أول موسم والموسم الذي تلاه... والأمثلة كثيرة لتحطيم الأرقام وحب المنافسة مثل خالد محمد الذي يتطور مستواه من موسم إلى آخر وهو الذي قال عنه بطل الإمارات بدر أهلى انه متسابق المستقبل وهي كلمة تعني الكثير.
هناك الكثير من الأبطال الذين سجلوا نتائج إيجابية، هناك ياسر محمد وهو غني عن التعريف، هناك أبناء جناحي خالد وبدر، هناك أمير الخان وهو بطل، هناك دعيج حسن وثامر صلاح الدين، ونادر حسين وجاسم علي... في مثل هؤلاء هناك أيضاً عليهم متسابقون آخرون في حجمهم وقريبون منهم وهم لا شك قادمون... هؤلاء كانوا ومازالوا يعملون على تهيئة أنفسهم والحصول على أفضل النتائج، كل ذلك من أجل صراع حب المنافسة وهزيمة المستحيل.
الموسم الجديد سينطلق بعد ثلاثة أيام، وستكون لنا مواقف وحكايات مع حصيلة كبيرة من المتسابقين وسنكون معهم لنسجل كل الانطباعات والملاحظات.
اعتقد... بل اجزم ان أول اختبار وتجهيز سيكون مقتصراً على مشاركة مزدوجة، منها للمناورة والأخرى لعدم جاهزية سياراتهم، ولكن حتماً ستكون العيون متفتحة دائماً، ولن تنام إلا بعد معرفة المجهول
العدد 1459 - الأحد 03 سبتمبر 2006م الموافق 09 شعبان 1427هـ