العدد 1459 - الأحد 03 سبتمبر 2006م الموافق 09 شعبان 1427هـ

العلوم التطبيقية بين الفهم الشمولي والترويج التجاري

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

على حين غرة، ومن دون سابق إنذار اكتظت صفحات الصحف اليومية بإعلانات وأحاديث وتصريحات بشأن فرص الالتحاق بمعاهد وكليات التقنية والعلوم التطبيقية. تبدو الصورة وردية والكل متفائل.

بعيداً عن ذلك، وبرعاية حكومية ودعم اقتصادي وأكاديمي، انطلقت يوم 28 من أغسطس/ آب الماضي في برن، مبادرة لدعم وتشجيع التلاميذ للإقبال على العلوم التقنية والتطبيقية، وترغيبهم في التمسك بها كأحد الفروع الدراسية ذات المستقبل المهم.

الملفت للنظر أن يدعم هذه المبادرة الطموحة، وزير الشئون الداخلية باسكال كوشبان (المعني أيضاً بشئون التعليم)، يشاركه في ذلك أيضاً وزيرة الاقتصاد دوريس لويتهارد بالتعاون مع شركات مهمة في مجالات تصنيع الأدوية والكيماويات والصناعات الدقيقة والميكنة، مع المعاهد الأكاديمية المتخصصة.

وحول الموضوع ذاته، يقول رئيس مجلس الأبحاث في الصندوق الوطني لتمويل البحث العلمي، ديتر إيمبودن في كلمته التي دشن بها هذه المبادرة: إن المدارس السويسرية عليها واجب مزدوج: الأول، التأهيل من خلال توفير أفضل المستويات الدراسية والعلمية. والثاني، نقل القيمة الحضارية لهذا العلم، مؤكدا في الوقت نفسه أن الناحيتين، الحضارية والعلمية، يلتحمان ليكونا جزءا أساسيا من الثقافة السويسرية.

ويؤكد إيمبودن أن المبادرة الجديدة تركز على مشكلة أساسية في نظام التعليم السويسري، التي لا يمكن تأجيلها أكثر من هذا، إذ يعتقد أن العملية التعليمية الحالية تركز على العلوم الإنسانية والاجتماعية والفنون، أكثر مما تعني بالعلوم الطبيعية والتطبيقية.

كما أعرب عن قلقه الشديد، لأن المعاهد العليا المتخصصة تفكر جديا في إجراء اختبارات معينة لقبول الطلبة الحاصلين على شهادة إتمام الدراسة الثانوية (البكالوريا) كشرط للالتحاق بها.

أما النائبة البرلمانية كاتي ريكلين، رئيسة لجنة العلوم والتربية والثقافة في البرلمان، فقد أعربت عن قلقها من ارتفاع نسبة التلاميذ الذين يحجمون عن الإقبال على الأقسام العلمية والتقنية، سواء في التعليم الثانوي العام أو المهني المتخصص.

وأوضحت ريكلين، أن هناك قوة ديناميكية جديدة نشأت في آسيا خلال السنوات الاخيرة تشكل خطرا على أوروبا وسويسرا، وذلك لأنها استطاعت العناية بالعلوم الطبيعية والتقنية.

أما السكرتير العام للمؤتمر السويسري لمدراء التعليم في الكانتونات هانز أمبول، فقد أكد على دعمه الكامل لهذه المبادرة التي جاءت في الوقت نفسه الذي يقوم فيه رجال التربية بإعداد برامج تعليمية جديدة، تعمل على الاستفادة المتبادلة بين برامج التعليم في شقي سويسرا الناطقين بالفرنسية والألمانية.

بينما يقول نائب رئيس الأكاديمية السويسرية للعلوم التقنية فلافيو كاسيا: إن العمل على تلقين العلوم التقنية بطريقة متسلسلة أمر مهم للغاية، وهو ما تفتقر إليه المناهج التعليمية، حسب رأيه.

عملياً، دشنت المبادرة موقعاً على الانترنت ضمن النطاق المعني بالعملية التعليمية على الصعيد الفيدرالي، ومن المفترض أن يقدم معلومات مجانية بشأن المتاحف والمعارض والوسائل التعليمية والفرص المهنية المتاحة في المجال التقني.

ويتفق خبراء التربية والتعليم السويسريون على أن فهم التقنية والتعامل معها عملية متكاملة، من معرفة وفهم الظواهر العلمية وتقييم أهميتها إلى الحكم على إمكانات تطبيقها في الحياة العامة.

الفرق بين الحالتين أنهم في سويسرا يبنون برامجهم التقنية والتطبيقة بأفق تنموي شمولي متكامل، بينما نروجه نحن بشكل تجاري فوقي مبتور

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1459 - الأحد 03 سبتمبر 2006م الموافق 09 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً