مع ازدياد الحديث عن التجنيس وتبعاته يبدو أن الوقت قد حان للحديث عن البحريني لكي تتحدد معالمه وبالتالي يتعايش كل مواطن مع أخيه المواطن بغض النظر عن أية اعتبارات غير انسانية. وفي حديث وزير الداخلية أمس الأول مع الصحف المحلية أشار الى ان البحرينيين إما بالولادة او بالتجنس، والبحرينيون بالولادة كان لهم آباء أو أجداد قد سكنوا البحرين وأصبحوا بحرينيين بعد ذلك.
لو رجعنا قليلاً الى التاريخ سنجد أن هناك بحوثاً عن الشعب الدلموني القديم، الذي تكون من قبائل اندمجت مع بعضها بعضاً واسست حضارة ثم انقرضت. وخلف هؤلاء قبائل «معاد» و«معن»، ويقال ان منطقة «عالي» يعود اسمها الى قبيلة «معن»، كما أورد ذلك المؤرخ سالم النويدري.
أما «البحارنة» فهم الذين سكنوا البحرين منذ القدم (قبل الاسلام بمئات السنين) وترجع اصولهم الى قبائل عربية أهمها «ربيعة» وهو الجد الأكبر للقبائل الأخرى مثل بكر بن وائل، وتغلب بن وائل، وبني عبدالقيس، وتميم ... وحاكم البحرين قبيل الدعوة الاسلامية كان المنذر بن ساوى التميمي، وكثير من أسماء المناطق والقرى ترجع الى فروع هذه القبائل مثل دار كليب، والجفير (اسم مرتبط بعبدالقيس)، وسترة (ترجع الى اسم من عبدالقيس)، الخ. وهناك الهولة، وهم العرب الذين سكنوا في ايران وعاد كثير منهم الى المناطق العربية خلال القرون الماضية، وهناك قبائل العتوب والقبائل العربية الاخرى التي انتقل بعضها من شبه الجزيرة العربية الى الكويت ومن ثم الى قطر والبحرين... وهناك العجم الذين نزحوا الى البحرين خلال فترات سابقة من التاريخ، وهناك الهنود الذين عاشوا في البحرين أيام اللؤلؤ وكان يطلق على بعضهم «البونيان»، وهناك اليهود والمسيحيون الذين نزحوا الى البحرين قبل نحو قرن من العراق والشام ... الخ.
جميع من ذكر أعلاه كوّنوا مجتمع البحرين وامتزجوا في نسيجه وتعايشوا سلمياً حتى لو أنهم اختلفوا في بعض الأحيان... فالبحرين طيبة بأهلها، والكل يعود الى بعضه البعض ويعيش متصالحاً ومسالماً، على رغم قساوة الظروف أحياناً. البحرينيون هم كل هؤلاء، ومن يأتي بعدهم، ويتعايش معهم، ويخدم البحرين ولايكون عبئاً على أحد
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1459 - الأحد 03 سبتمبر 2006م الموافق 09 شعبان 1427هـ