في لقائه مع عادل الدقاقي، مراسل تقرير واشنطن (http://www.taqrir.org/showarticle.cfm?id=449)،يؤكد مساعد مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية جيم كوندر أن الولايات المتحدة تعتزم وضع خطة لتوفير المساعدات الإنسانية للمتضررين والخطط الخاصة بالتنمية وإعادة الإعمار في لبنان.
وما قاله كوندر أيضا، في تلك المقابلة بشأن الوضع في لبنان:
1 إن الولايات المتحدة ستزيد من مساعداتها الإنسانية إلى لبنان إلى 230 مليون دولار إذ تستطيع بفضل هذا المبلغ أن تساهم في المساعدة في إعادة بناء جسور وطرق رئيسية.
2 إن عودة النازحين تعتبر مرحلة حساسة في أية عملية إغاثة إنسانية، ولهذا السبب إن ما تحاول القيام به الولايات حالياً هو ضمان وصول مساعدات الإغاثة إلى تلك المناطق إذ يعود النازحون اللبنانيون.
3 إن الحكومة الأميركية قد بدأت أيضاً التخطيط لمساعدة حكومة لبنان في عملية إعادة الإعمار على المستوى البعيد.
4 إن وجود لبنان ديمقراطي ومزدهر هو ما تصبو الولايات المتحدة لتحقيقه.
5 إن الاقتصاد اللبناني هو الأكثر مديونية في العالم، وهذه مشكلات طويلة الأمد يتعين حلها وتصحيحها لجلب الاستقرار والازدهار لجميع مناطق لبنان وهذا ما ستقوم الولايات المتحدة بدعمه.
ليس هناك ما يقال بشأن ما جاء في حديث كونرد، بل، ولربما هو أفضل تشخيص لما تحتاج إليه الحالة اللبنانية التي أعقبت حرب حزب الله - «إسرائيل» الأخيرة. لكن هناك بعض الملاحظات، عن، أو بالأحرى النواقص في، تصريح كونرد يمكن تلخيصها في النقاط الآتية:
1 أن كل ما قامت به الولايات المتحدة يعالج الأعراض ولا يعالج المرض. فكل ما جرى خلال تلك الحرب هو افراز طبيعي للصراع العربي الإسرائيلي في الإطار العام، والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي في النطاق الخاص. ومن ثم، فمهما كان حجم المساعدات، ومهما تكن القنوات التي ستسلكها الولايات المتحدة وغيرها من الدول، والفترة الزمنية التي ستستمر تلك الدول في ضخها، لكنها في نهاية الأمر قد تتبخر في حال اندلاع غزو إسرائيلي جديد مصحوب بمشروع دمار كامل للبنان كالذي شهدناه في الحرب الأخيرة.
2 إن حديث كونرد، على رغم خوضه في الكثير من الجزئيات، لكنه تحاشى التطرق إلى المسئولية الإسرائيلية في الدمار الذي تعاني منه لبنان. لسنا بصدد الدخول في تحليل سياسي معقد يتناول كل جوانب الحرب، وعلى من تقع مسئولية إشعال فتيلها. هذا المدخل كان ضروريا لو أن سلوك «إسرائيل» كان مختلفا تجاه الفلسطينيين في الضفة والقطاع. إن الوجود الإسرائيلي في الشرق الأوسط على النحو الذي هو عليه الآن، وفي إطار السلوك السياسي والعسكري الذي تمارسه الدولة العبرية تجاه التجمعات السكانية العربية المحيطة بها هو شبيه إلى حد بعيد بسلوك الخلايا السرطانية، في جسم الإنسان، نهمة للتمدد والانتشار وقضم الخلايا السليمة المحيطة بها.
لذلك، ومثلما يتوهم الشخص المبتدئ قليل الخبرة والحيلة فينصح مصابا بالسرطان بتناول أحد المهدئات كي يخفف عنه شيئا من الألم، أو كما يتعمد طبيب حاذق متمرس يرغب في تردي حالة المريض كي يوصله إلى شافة الهلاك، فهو الآخر يصف له أحد المهدئات. والنتيجة واحدة... استشراء المرض وفشل المهدئات... وليست المساعدات الأميركية سوى إحدى المهدئات... ونترك لواشنطن أن تختار بين السذاجة والحذاقة.أو كما يتعمد طبيب حاذق متمرس يرغب في تردي حالة المريض كي يوصله إلى شافة الهلاك، فهو الآخر يصف له أحد المهدئات. والنتيجة واحدة... استشراء المرض
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1458 - السبت 02 سبتمبر 2006م الموافق 08 شعبان 1427هـ