العدد 1457 - الجمعة 01 سبتمبر 2006م الموافق 07 شعبان 1427هـ

آخر المحترمات

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

هنالك نماذج فنية تجبرك على احترامها، ليس للفن الذي تقدمه فحسب، لكن لشخصياتها الملتزمة، التي تحدد ماذا تريد من الفن. وجوليا بطرس، الفنانة والمطربة اللبنانية هي من ذلك النوع النادر من الفنانات اللواتي استطعن أن يتبوأن مكانة على القمة بالنسبة إلى الجيل الذي ينتمين إليه.

جوليا بطرس فنانة مختلفة كل الاختلاف عن غيرها من الفنانات، صاحبة فكر ثاقب، تحمل قضية لا تتنازل عنها. وإيماناً مطلقاً بفنها ومعرفة كبيرة بما تريده من الفن، وبدورها كفنانة ملتزمة تعرف متى تعبر عن رأيها في القضايا المصيرية، وتجيد التعبير تماما، لأن ما تقوله نابع من شخصية عميقة، ليست فارغة مثل غيرها.

منذ بدايتها لم تلوث جوليا مسيرتها أي من الشائعات، التي طالت ولاتزال تطول غيرها، وهي في برج عال بعيد كل البعد عن الخلافات التافهة، التي تغزو حياة الفنانات. لم تدخل يوما لعبة الكراسي لتتبوأ مركزاً متقدماً في ماراثون الأغاني العربية الوهمي، الذي أصبح مفروضا علينا كمتتبعين. جوليا بطرس، فنانة في صوتها قضية، وفي صمتها موقف، وفي مشاركتها اختلاف، وفي أحاديثها الصحافية أحقية بالمساحة ودعوة إلى التأمل. لذا فهي تستحق بجدارة أن تكون المرجعية الفنية، التي تعري الكثير من النماذج، التي جعلت الفن ستارا للكثير من المغالطات التي أساءت لنفسها قبل أن تسيء للفن الذي تنتمي إليه.

الفنانة جوليا وما تتمتع به من احترام على المستويين الشخصي والفني، درس صعب بالنسبة إلى أخريات، ولغة صعبة التفسير لمن لا يقرأها جيدا. وتبدو معادلة صعبة في معايير اليوم، أن تكون موجودة على الساحة فنانة بذلك الكم من الالتزام، ومن التمسك بقناعة شخصية، فيما تقدمه، بعيداً عن الصرعات الفنية التي نراها، لكنها ضريبة عادلة تبقى امتداداً لجيل فني لم يعد موجوداً

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 1457 - الجمعة 01 سبتمبر 2006م الموافق 07 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً