في جو يشبه المؤتمر الصحافي... اجتمع الأمين العام المساعد للجنة الأولمبية البحرينية برؤساء الأقسام الرياضية في الصحف البحرينية (المحلية) وأوضح لهم موضوعاً مهماً لجميع المتابعين للشئون الرياضية في بلدنا... الموضوع هو أنه (كما يقول) انتهى زمان البوق والكذب والتلاعب بالأمور المالية، وبدأ زمان الإصلاح والتصحيح ومحاربة الفساد، والتذكرة التي قيمتها 500 دينار ووصلت إلى 1200 دينار عند كتابتها في الأرصدة هو فساد ما بعده فساد وسرقة في وضح النهار سوف لن تتكرر في عهده الميمون، وأنه سيدقق في مصروفات جميع الاتحادات لضمان النزاهة.
نحن نعتقد بأن هذا التصريح جيد... وربما جيد جداً... لكن نتعجب من هكذا أنواع من التصريحات الرنانة (والفارغة)... ونستغرب من تصريح لأمين السر المساعد في أكبر هيئة رياضية تشرف على جميع الألعاب والمسابقات في مملكة البحرين وهو يتهم أناساً، ربما مازالوا موجودين في بلادنا، بالسرقة والكذب وتزوير الأرصدة... والأكثر غرابة هو أن الصحف البحرينية نشرت تصريحه بالمانشيت العريض وعلى صفحاتها الأولى... والأغرب من الغرابة هو أن المسئولين في البحرين (الرياضيين وغير الرياضيين) لم يحركوا ساكناً تجاه هذه التصريحات، مع علمهم بأن الصحف البحرينية مقروءة في الدول الخليجية والعربية وعلى مواقع الإنترنت.
عندما يأتي الأمين العام المساعد ويقول إنه كان هناك سرقة وكذب وتزوير وفساد في اللجنة الأولمبية السابقة، وأنه حالياً في اللجنة الجديدة سيتصدى لكل هذه الأمور المعيبة والخاطئة، نحن نسأل، هو يقصد من؟ من الذي كان يسرق ويكذب ويزور الفواتير؟
نحن نريد منه لو يسمح أن يضع النقاط على الحروف ويخبرنا بكل صراحة عن الشخص أو الأشخاص الذين يعنيهم بكلامه الهجومي هذا حتى يكون لدينا معلوماً وتتم محاسبته بالقانون.
مشكلتنا (نحن) في البحرين أن الشطارة لدينا لا تتمثل في تحسين أنفسنا وتطويرها للأحسن عند قيامنا بأعمال تخص النفع العام... لكن الشطارة (عندنا) هي أن نبرز أنفسنا من خلال الهجوم على أشخاص آخرين، ونحاول تحطيمهم والنيل من كرامتهم واتهامهم بالفساد والسرقة والكذب... لكن ماذا نقول للعنزة التي ضحكت على الخروف عندما قفز وارتفع ما يغطي عورته وبان المستور، مع أنها طول عمرها وهي مرفوعة الذيل وعورتها مكشوفة للقاصي والداني.
مؤتمر صحافي، وزر وبالك، والطلب من رؤساء الأقسام الرياضية في الصحف المحلية ضرورة الحضور شخصياً للأهمية، وصورة مساحتها نصف صفحة بالثوب الأبيض... وكله على نقطتين مضحكتين... النقطة الأولى هي اتهام الناس جزافاً بقصد البروز بمظهر الملاك الساحر الذي سيحول بلدنا من بوق وسرقة وكذب إلى بلاد الأحلام، والنقطة الثانية هي التصريح الخطير بأن اللجنة الأولمبية تملك 45 في المئة من أسهم شركة «إسبي ميدل إيست للتسويق والرعاية الرياضية» وأنهم (بحسب تخطيطه) يسعون إلى شراء باقي الأسهم من الشركاء الإنجليز وجلب مقرها إلى البحرين.
إذا علم القراء أن رأس مال الشركة العملاقة هو 10 آلاف دينار بحريني فقط لا غير فهل بالإمكان أن يقولوا له... وايد عليك؟
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1457 - الجمعة 01 سبتمبر 2006م الموافق 07 شعبان 1427هـ