بحسب تصريح رئيسة دائرة التمريض بكلية العلوم الصحية فاطمة جمالي لـ «الوسط» أمس فإن البحرين تحتاج خلال السنوات العشر المقبلة إلى ثلاثة آلاف ممرض وممرضة، وهذا يعني ان معدل ما هو مطلوب سنوياً يبلغ 300 ممرض، وهذا يعني الحاجة إلى مضاعفة عدد الطلاب في هذه المهنة بحيث يصعد العدد من 100 طالب إلى أكثر من 300 طالب يدخلون برامج البكالوريوس، آخذين في الاعتبار ان عدداً من الطلاب قد لا يواصلون الدراسة، وان بعضهم قد يغير تخصصه، والبعض الآخر قد يهاجر مع الطلب المتزايد عالمياً على الممرضين والممرضات في دول عدة من بينها بريطانيا وكندا.

قطاع التمريض مؤهل للنمو بشكل يوازي النمو في الدخل، ومن المتوقع ان تزداد معاشات الممرضين بنسب أعلى من غيرها من التخصصات، وخصوصاً مع دخول القطاع الخاص مجال تقديم الخدمات الصحية. وقد كان برنامج كلية العلوم الصحية في السبعينات من القرن الماضي من تلك البرامج التي يقبل عليها المتخرجون من الثانوية نظراً إلى المحفزات المادية أثناء الدراسة، ولذلك فإن اهتمام مجلس التنمية الاقتصادية بدعم هذه المهنة يعبر عن فهم مستنير لرؤية مستقبلية تعتمد التخطيط الذي يقرأ المعطيات الحالية ويستعد لملء سوق العمل بمهارات مناسبة. وسيكون لزاماً على مجلس التنمية وكلية العلوم الصحية طرح برامج توعوية لتغيير الثقافة النمطية عن مهنة التمريض... فهي، بالإضافة إلى كونها خدمة انسانية، فإنها ستكون مجزية وسترفع دخل المشتغلين فيها، وهي أمور يجب ان تكون واضحة وملموسة لمن يباشر الدخول في هذه المهنة.

ان الأزمة التي يمر بها التعليم العالي في البحرين، انما نتجت عن عدم فهم متطلبات سوق العمل في الماضي، ولذلك فإن تصحيح الوضع ينبغي ان يركز على قضايا عملية واضحة وأن يتم اعتماد رؤية مدعومة من أعلى الهيئات في الدولة بهدف الصعود بمستوى التعليم العالي بما يتلاءم مع طموحاتنا الوطنية نحو تصعيد مستوى المعيشة بالاعتماد على «المواطن أولاً».

ان حاجة البحرين إلى الممرضين قد تكون أكثر من ثلاثة آلاف ممرض وممرضة في حال تطورت خدمات الصحة في القطاع الخاص، وفي حال حدث نمو في «السياحة العلاجية» التي كثر الحديث عنها في السنوات الماضية، ولذلك فإن التوجه المحمود لمجلس التنمية وكلية العلوم الصحية لدعم هذه المهنة يجب ان يتطور أكثر