عن الولد الزهراني: القصيدة العامية «تحتضر» وقصيدته «تتحضّـر».
هذا الولد المشاغب عرف أن كلمة «الشاعر»: خطأ مطبعي! «الصح» المطبعي... هو: «الشارع»! عبدالمجيد... استطاع وبذكاء الشعراء الكبار أن يدخل الى منطقة لم يدخلها سواه في قصيدتنا العامية (كانت هنالك محاولات قليلة وخجلة لدخولها قبله).
عبدالمجيد اهتم بالتفاصيل اليومية، اهتم بـ «الخس» أكثــر مـن اهتمامه بـ «الورد»... وهذه مغامرة تصطدم مع الذائقة السائدة والذاكرة السيّدة! عبدالمجيد الزهراني، وببساطة: شاعر سجّل «تاريخ» الشوارع عبر «جغرافيا» تشققات اقدام البسطاء.
- ... وحمــاره!
قالت: أمسك يا حمار!
وقلت: هاتي...
وكانت أحلى «حمار» اسمعها بحياتي!
في قصيدتنا العاميّة مرّت الكثير من الحيوانات، منها الخيول الاصيلة، والغزلان الجميلة، والطيور الجارحة... ومع احترامي لكل «الذيابه» و«المهار الاصايل» و«الصقور الجوارح» إلا انه لم يمر على هذه الساحة أصدق وأجمل وأكثر أناقة من «حمار» عبدالمجيد الزهراني! بصدق (كانت أحلى حمار أسمعها بحياتي)!
لأمير الشعراء احمد شوقي «حماره» الخاص! ذاك الذي كتب عنه قصيدة ساخرة (وللمعلومية انا لا احب شوقي سواء كان ساخرا أو جادا) هذا الحمار الذي «لفظه» البحر واعاده الى السفينة.
بالضبط مثل هذا «النص» الذي لفظه الشعر.
كان صوتها يدوّي - في النقلة الاولى -: يا حمار ش تسوّي؟ ذولا مثل ذولا ! حمار «فهد عافت» لم يكن سوى شتيمة غير محترمة في نص محترم جدا!... ومع هذا يسجل لهذا الحمار أنه أول حمار يدخل القصيدة العامية الحديثة، وبطريقة مختلفة عن بقية «الحمير» التقليدية!
يبقى «حمار» عبدالمجيد... الحمار الاكثر جرأة في تاريخ قصيدتنا العامية! هو حمار: بأصالة حصان، وشراسة ذئب، وجمال غزال
العدد 1457 - الجمعة 01 سبتمبر 2006م الموافق 07 شعبان 1427هـ