العدد 1457 - الجمعة 01 سبتمبر 2006م الموافق 07 شعبان 1427هـ

مدرسون للتربية الرياضية يلوحون بالاستقالة أو التقاعد

أثار قرار وزارة التربية والتعليم نقل عدد من معلمي التربية الرياضية الأوائل من مدارسهم إلى مدارس أخرى ونشرته الصحف المحلية الاربعاء 30 أغسطس/ آب الماضي موجة من الاحتجاجات والتذمر في أوساط المدرسين الذين تضرروا من هذا القرار ولوح بعضهم بتقديم الاستقالة إذا ما تم اجباره قسرا على ترك مدرسته فيما فضل آخرون التقدم بطلب الاحالة إلى التقاعد المبكر.

وأفاد عدد من هؤلاء المدرسين انهم يعتزمون لقاء الوكيل المساعد للخدمات التربوية والتعليم الخاص خالد العلوي يوم غد (الأحد) لبحث السلبيات المترتبة على هذا القرار والنظر في إمكان العدول عن تطبيقه. ويرى المدرسون أن القرار له تبعات لا تخدم العملية التعليمية والمنظومة التربوية لا من قريب ولا من بعيد، وخصوصاً أنه اتخذ بعيدا عن إدماج المعنيين به في صناعته ما يوسع الفجوة بين المعلم كمحور أساسي في العملية التعليمية والمدرسة كمؤسسة معنية بتوفير البيئة الأصلح والأنسب للمعلم.


مدرسون غاضبون: التدوير لا يخدم العملية التربوية

الوسط - ميثم العرادي

عبر عدد من مدرسي التربية الرياضية الأوائل الذين تم تثبيتهم حديثا عن غضبهم الشديد واستيائهم من تبعات القرار الصادر بتدويرهم بين مدارس المملكة في الوقت الذي لوح فيه بعضهم بالاستقالة أو طلب التقاعد المبكر ان لم يسفر لقاؤهم الذي يسعون إلى عقده مع الوكيل المساعد للخدمات التربوية والتعليم الخاص خالد العلوي يوم غدٍ (الأحد) عن حل مرض. واستقبلت «الوسط» أمس الكثير من اتصالات هؤلاء المدرسين التي ألحت على الموضوع ذاته، إذ أشار المدرسون إلى ان عملية التدوير الأخير تعتبر سابقة أولى من نوعها ولم تأت من منهجية مدروسة ولا يمكن تبريرها أبدا بخدمة العملية التربوية بل العكس فانها تسيء أكبر الاساءة إلى العملية التربوية فهي ان نجحت مع المديرين والمديرين المساعدين الذين يتعاملون مع ضوابط لا تتغير كثيراً من مدرسة إلى أخرى فإنها محكومة بالفشل مقدماً مع مدرسي التربية الرياضية خصوصا لأن مادتهم ذات صبغة متحركة ومشروعات متعددة وأنشطة ميدانية مستمرة وديناميكية قد يمتد العمل فيها إلى سنوات متصلة لا يمكن قطعها من مدرسة والبدء من الصفر في إعادة تنفيذها في مدرسة أخرى.

ومن هنا يرى هؤلاء المدرسون أن كفاءة الاداء عموماً ستتضرر إذ سيحتاج المعلم إلى فترة ليست بقصيرة قد تمتد إلى عام كامل - بحسب تعبير أحد المدرسين - لبناء جسور مع إدارة المدرسة الجديدة وفريق العمل الجديد الذي قد لا ينسجم معه بسهولة بخلاف الطلبة الذين يحتفظ كل واحد منهم بشفرة خاصة للتعامل معه.

أحد هؤلاء المدرسين أكد أن العملية التربوية لا تقنن بمعايير توقيت الدوام وما شابهها بقدر ما تقوم على أساس القناعة بجدوى هذه الرسالة والاخلاص والتفاني فيها مستنكراً في الوقت ذاته ما توارد عن تبريرات إدارة التربية الرياضية والكشفية والمرشدات بأن الموضوع خارج عن إرادة الادارة وانه من خطط الوزارة التي لا سلطة لهم عليها وانهم في الادارة لم يستشاروا في هذا الأمر.

مدرس آخر لم يخف تفاجئه بالقرار الذي لم يستشر فيه المستهدفون بالعملية برمتها وان كان البعض منهم قد استفاد منه معللا ذلك بأن هناك مشروعات قد بدأت فعلا وتحتاج إلى استمرارية جادة ومن الخطأ نقل القائم عليها إلى مدرسة أخرى يبدأ فيها مشروعات جديدة فيما تبقى مشروعاته الاصلية قيد المصير المجهول.

وبنبرة لا تقل عن زملائه ألما وتحاملا لما حصل تنهد مدرس آخر وقال: «بعد خدمة دامت 34 سنة قضيت فيها أجمل 22 عاما من عمري في مدرستي جاءت حملة «التطفيش». لماذا لم ينتظروا عامين آخرين حتى أتقاعد؟ لماذا تم تثبيت 78 مدرسا أول في تخصصات أخرى في مدارسهم نفسها ولم يحصل هذا الاجراء مع مدرسي التربية الرياضية الأوائل؟، بعد 34 سنة من الخدمة المتواصلة استطيع أن أؤكد انني اتجرع احساسا مؤلماً لم أتجرعه مسبقا... هذه ضربة موجعة حداً... انني محبط ويائس من هذا الوضع... لقد سبق أن تلقيت عرضا بنقلي لمدرسة لا تبعد أمتارا عن محل سكني ورفضت ذلك لتعلقي بمدرستي التي خدمتها طيلة هذه السنوات ولم أتوقع أن يتم نقلي بصورة جزافية».

مدرس آخر كان يعبر عن غضبه بشتى أنواع التعبير مرة بالصراخ ومرة بتأوه ومرة بالطرق على الطاولة وشزرات العيون التي كانت تنطق بالحسرات، قائلاً: «أشعر كما لو انني شخص سيفارق وطنه لا مقر عمله الذي خدم فيها منذ توظيفه فيه في مرحلة التدريب العملي حتى صار ملماً بالكثير من مفصليات الحياة فيه من خلال انخراطه في الأمور الادارية والاشرافية والتسجيل».

وأخيرا قال المدرس الأول بالوكالة بمدرسة مدينة عيسى الإعدادية للبنين صالح حسن انه سيغرد «خارج السرب» حين أعلن انه وان تفاجأ بعملية التدوير كعملية غير معهودة يجدها «عملية علمية مبررة مع احترامه لآراء زملائه التي تناقض رأيه فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضية». واقترح حسن أن يرتبط نقل المعلم في مثل هذه الحالات بترقية أو حافز. وتساءل حسن: «من أعطى المعترضين على عملية التدوير الحق في البقاء في المدرسة مدى خدمتهم؟ لقد تنقلت كثيرا وفي كل مرة كنت أجد خبرات جديدة في التجارب التي أمر بها، المدارس ليست حكرا على مدرسين من دون غيرهم... ان بقاء الطواقم التعليمية على حالها فيها هدر لموارد العملية التربوية وتضييع للجهود، كما ان التعلل بانجازات المدرسة التي يصعب مفارقتها أمر بعيد عن الحقيقة فان من حقق الانجاز في مدرسة يستطيع تحقيقه في أي مكان يذهب إليه، أنا مع التدوير وأراه عملية صحية ترتقي بالمجتمع المدرسي عن الشللية والتحزبات والتكتلات التي تتستر على الكثير من الأخطاء». بعض المحتجين عقب على التصريحات الأخيرة قائلاً: «سواء غرد حسن خارج السرب أو غرد السرب خارج حسن فان أمراً ما قد حصل ويحتاج الى وقفة مصارحة». من جانبها، حاولت «الوسط» الوقوف على رأي مديرة إدارة التربية الرياضية والكشفية والمرشدات شيخة الجيب الا انها لم توفق في ذلك إذ كان هاتفها النقال مغلقاً ومن جانبها أكدت مديرة العلاقات العامة والاعلام بوزارة التربية والتعليم وداد رضي الموسوي ان عملية نقل المعلمين عملية صحية وضرورية التنفيذ وذات مردود إيجابي كبير.


«التربية»: تدوير أوائل «الرياضة» يستهدف التطوير

مدينة عيسى - وزارة التربية والتعليم

استمراراً لسياستها في مجال تدوير شاغلي الوظائف التعليمية في المدارس وتحقيق أفضل مردود ممكن، قامت وزارة التربية والتعليم استعداداً للعام الدراسي الجديد 2006/ 2007 بتدوير 46 من المعلمين والمعلمات الأوائل في مجال التربية الرياضية وفق خطة القطاع بما يحقق الجدوى المطلوبة وتحسين الأداء.

وفي هذا الإطار، أكد الوكيل المساعد للخدمات التربوية والتعليم الخاص في الوزارة خالد العلوي أن عملية التدوير تتم بشكل دوري بناء على ما يردها من تقارير من الميدان، وتنفيذاً لتوجهات الوزارة في مجال التدوير الذي يخدم خطط التطوير ويحقق الجودة والتوازن بين المناطق والمدارس. مضيفاً أن هذا التدوير يستهدف توزيع الخبرات على المدارس والمناطق بحسب التخصصات بما من شأنه تعزيز الرياضة المدرسية والقدرات الرياضية باعتبار أن المدارس تلعب دوراً كبيراً في مجال تعزيز الأندية والاتحادات الرياضية بالمواهب الرياضية الواعدة

العدد 1457 - الجمعة 01 سبتمبر 2006م الموافق 07 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً