ما إن وقعت سلسلة التفجيرات الأخيرة في العراق التي حصدت أرواح عشرات الأبرياء وكانت للأطفال والنساء حصة الأسد فيها حتى ظهرت «غربان» المحطات الفضائية تحت مسمى «محلل سياسي» وهي تهلل لهذا الانتصار الكبير للمقاومة العراقية!
هذه الغربان التي تنعق من أجل حفنة من الدولارات «حللوا» الأمر اجمالا على النحو الآتي: قتل الأطفال والنساء هو انتصار للمقاومة، تفجير الأسواق الشعبية فشل ذريع للحكومة، قتل الأبرياء فشل للمشروع الأميركي في المنطقة، تدمير البنى التحتية للبلد هزيمة للمخططات الامبريالية.
أية مقاومة هذه وأي انتصار كبير؟
هؤلاء «المحللون جدا» لم يذكروا في تحليلاتهم ان التفجيرات لم تستهدف القوات الأميركية» المحتلة «بل استهدفت الأبرياء، كما أنهم تغافلوا ان هذه العمليات القذرة جاءت بعد يوم من نجاح مؤتمر عشائر العراق الذي عقد ضمن مشروع المصالحة وتوصل لنتائج مهمة ستكون البداية الحقيقية لمصالحة وطنية شاملة، اغفلوا أيضا ان موجة الدم الحرام وقعت مع قرب تسلم القوات العراقية ملف الأمن في عدد كبير من المحافظات بعد ان أصبحت جاهزة لهذه المهمة.
اعتقد جازما أن ما حصل يؤكد أن مشروع المصالحة الوطنية يسير على الطريق الصحيح وان هذا الخيار بات خيار العراقيين،كما يؤكد ان ورقة التوت سقطت عن القتلة و«تجار الشعارات» مرة واحدة وإلى الأبد
إقرأ أيضا لـ "فاضل البدري"العدد 1456 - الخميس 31 أغسطس 2006م الموافق 06 شعبان 1427هـ