أرجع المحقق الروسي يورى سافيليف، حمام الدم الذي سال في مدرسة بيسلان الروسية في سبتمبر/ أيلول من العام 2004 والذي قتل فيه 331 شخصا، بينهم عدد كبير من الأطفال الذين احتجزوا كرهائن داخل مدرستهم على يد مسلحين موالين للانفصاليين الشيشان إلى القنابل اليدوية التي ألقتها القوات الروسية. واتضح أن نتائج التحقيق التي خلص إليها سافيليف تتناقض مع الرواية الرسمية التي أشارت إلى أن سبب تفجر الوضع هو انفجار قنابل كان الخاطفون الشيشان زرعوها في صالة الألعاب الرياضية. وقال سافيليف - وهو خبير متفجرات وأسلحة - إنه اكتشف خلال التحقيقات أن تداعيات هذه الانفجارات لا يمكن مطلقا أن تكون انفجارات ناجمة عن عبوات ناسفة محلية الصنع زرعها المتمردون، مضيفا أن غالبية الرهائن تحدثوا عن وقوع انفجارات في جزء مختلف تماما من صالة الرياضة عن ذلك الذي أشار إليه التحقيق الحكومي.
وأضاف «نتيجة لذلك، توصلت إلى نتيجة مفادها أن العبوات الناسفة التي زرعها المتمردون لم تنفجر مطلقا، لقد كانت تلك متفجرات أطلقت من الخارج»، موضحا أن هذه المتفجرات ربما كانت طلقات خرجت من قاذفات صواريخ، مشيرا إلى أن هذه الانفجارات تسببت في مقتل عدد كبير من الرهائن، بالإضافة إلى مقتل عشرات آخرين فيما تلا ذلك من معارك.
من بين «المبادئ» التي تتبعها الدول الكبرى في وقوع جريمة ذات طابع «إرهابي» واحتجز فيها رهائن، فإنه وإن كان هناك تفاوض مع هؤلاء «الإرهابيين» لا تستجيب هذه الدول لمطالبهم، وإنما تحاول السيطرة على الوضع والقضاء عليهم بأقل الخسائر الممكنة. ولكن الحال ليس هكذا دائماً وخصوصاً عندما تتقاطع أسباب العملية ولأهداف من ورائها، فهذه الدول مستعدة من أجل مصالحها أن تفعل ما لا يمكن أن يتصوره الإنسان العادي البسيط البريء، وحينها تكون التضحية بالبشر- الذين يعتبرون أحياناً أخرى الأثمن - أبسط القرارات المتخذة.
فهاهم الأطفال ومدرسة بيسلان أحد الشواهد يقتلون وبأبشع صورة والأهداف أكبر وأقبح منهم وليس لهم فيها دخل أبداً، ولا تعترف روسيا بهذا الأمر مع أنه بالتأكد معروف ومكشوف بالنسبة إليهم منذ اليوم الأول لحدوث الكارثة ولكن ظلت تتهم الشيشانيين مستغلة الأطفال، هل هكذا تدار الدول؟
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 1456 - الخميس 31 أغسطس 2006م الموافق 06 شعبان 1427هـ