العدد 3497 - الثلثاء 03 أبريل 2012م الموافق 12 جمادى الأولى 1433هـ

لِمَن يدعي وجله أو قلقه ويعشق البحرين

أحمد العنيسي comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تتوالى البيانات وتتناقض التصريحات من قبل الكثير، بداية من المتأسلمين الطائفيين مرورا بالشعب وصولا الى السياسيين المسيسين. هناك من يعبر عن قلقه لقضية دخيلة على شعبنا البحريني بين السطور ويعمل على انتشارها أو نقيضها بين الصدور.

كثير منهم، مَن يطالب بتهدئة الشارع وضبط النفس من قبل رجال الامن في العلن ويعمل على تأجيج الوضع في الخفاء. فهل أصبحنا دجالين لِلّعب بمصير الشعب بأساليب سياسية نتنة.

هناك من يؤزم الشارع ويتهجم على طائفة عريقة، كل صباح بنثر سموم قلمه البغيض من غير رادع وطني ولا انساني ولا ديني، فهل وصل بنا الامر لهذا الانحطاط الاخلاقي؟

نقول لمن يعنيهم الوصف أعلاه كفوا عن اشعال الشارع بالحقد والكراهية واعملوا بإخلاص لهذا الوطن المعطاء، بإطفاء جذوة النار قبل أن تشتعل ويحترق الوطن والمواطن، ونخسر كل ما وصلنا اليه من تطور اقتصادي ونماء اجتماعي مترابط، عاشه البحرينيون العرب الأصيلون في هذا البلد.

مع أن هناك البعض من الطائفتين الكريمتين يعملون لرأب الصدع، ويتصدون ضد من يغرس الكراهية في صفوف المجتمع، لكن للأسف يعملون في الخفاء أو بحذر خوفا من الموتورين، مِن نعتهم بالخونة كونهم لا يتماشون مع رؤاهم واعتقاداتهم الفاسدة.

الأغلبية المطلقة في هذا البلد لا يقبلون بما حدث من نشر كراهية بين ابناء المجتمع وشحن النفوس بالبغضاء. لم نقل ذلك جزافا أو دغدغة لمشاعر أو تقربا، وانما عشنا هذه التجربة، عندما كنا طلبة، مع اخواننا من اهل الرفاع والحد والمحرق والبسيتين في المدارس والجامعات والأعمال، وكانت تربطنا علاقات أخوية وصداقات متجذرة، امتدت لعشرات السنين، ولم يشبها تلوث طائفي أوعرقي.

كانت تحدث مناوشات طلابية - ليس لها علاقة بالسياسة بتاتا - في مدرستنا المختلطة، وكان شهود الحق يتدفقون على ادارة المدرسة، فتلحظ أحد المنتمين لهذه الطائفة أو تلك يشهد ضد طائفته إن كانت المعتدية، والعكس صحيح، وليس هناك من يشهد زورا وبهتانا، كما هو حاصل الان من اصطفاف طائفي مقيت.

نستطيع القول انه مازالت البحرين بخير، مادام هناك عربي يرأس اكثر من 120 موظفا وعاملا من طائفة أخرى، رفض قطع ارزاق إخوانه ولم يقبل تقطيع رواتبهم، حتى عندما تم ايقافهم لفترة عن العمل وصلت لثلاثة أشهر كونهم يعملون في مكان حساس. وقال لهم هذا المسئول ذو المعدن الأصيل لا تداوموا أيام السلامة الوطنية خوفا على سلامتهم كما أفصح، ولم يتخذ اجراء في قطع جزء من رواتبهم كما فعل الموتورون في الوزرات الحكومية الأخرى.

والمشكلة أن البعض لا يفطنون نوعية النسيج البحريني المتشابك اسريا وعلاقات مصاهرة وصداقات مترابطة يصعب تمزيقها.

المفارقة الغريبة، ان من يتهمون أكثر من نصف الشعب بالخيانة والولاء للخارج، بعضهم من اصول أخرى، فلا غرابة من تلك الجوقات المتلونة بقوس قزح في سماء غير صافية. فلتصل هذه الرسالة بألوانها الحقيقية، لمن اصطف مع الظلم والتمييز والأقصاء وقطع الأرزاق لمصالح ذاتية او اقتصادية، ويبث سمومه الطائفية والحاقدة بين أبناء الشعب.

إن من يخاف او يقلق على البحرين لا يمزق الناس بالفتن، ولا يحرض الحكم على شعبه. ولا يدعو الى قتل الشعب او تعذيب الناس كونهم عبروا عن ارائهم التي كفلها الدستور البحريني وأكدت عليها كل المواثيق الدولية. بل على العكس من ذلك، يجب الرجوع لرشدكم، بالدعوة الى الصلح والتآخي والتراحم بين الناس، حيث انه كلما اشتد عود المجتمع وتصلبت جذوره كلما ثبت أرضا. فهل يضيركم ذلك؟

فمن يخاف على البلد، لا يخفي الحقائق ويبرر الأخطاء، ومن يقلقه الوطن لا يأمر بالفحش السياسي ويكرس المنكرات. فمن يوجل على الوطن يأمر بالمعروف ويطالب ببسط العدل، وحل قضايا الناس العالقة بالمحاكم، والوصول الى نقطة التلاقي ويدعو الى الحوار، لا الى التفرقة.

إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"

العدد 3497 - الثلثاء 03 أبريل 2012م الموافق 12 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • قلم أسود | 3:00 م

      موضوع مباشر ورسالة واضحة

      لن أقدم تعليقي اليوم يا دكتور على موضوعكم لأنك لم تترك لي فرصة للتعليق فموضوعك واضح جدا ومباشر لمن يعنيهم الأمر وأرجو أن يعيه العامة ويصل اليهم. . فشكرا لك وأتمنى لك التوفيق

    • زائر 8 | 9:59 ص

      مقال رائع

      مقال رائع, شكرا لك.. اتمنى ممن يخافون على بلدنا فعلا ان يقراؤه ويتأملوا النتائج الكارثية للانجرار وراء دعوات البغض ةالحقد والكراهية ضد الاخر

    • زائر 5 | 5:53 ص

      احذروا السقوط في هذا المستنقع

      ان عتبنا يا اخ احمد ليس على هؤلاء الموتورين فهم معروفون بعدم محبتهم لهذا البلد الاصيل رغم ما يتشدقون به ليلا ونهاراعن محبتهم للبحرين ويسطرون مقالاتهم المكررة في ذلك ، ان عتبنا على شركائنا الاصلاء في الوطن بعدم قول كلمة حق ، بل نرى من نحسبه من العقلاء نراه ينزلق بقوة نحو مستنقع الطائفية ، وحقيقة لا نعرف هل يتم ذلك من تلقاء نفسه او مدفوع بقوة من الخلف للسقوط في هذا المستنقع !

    • زائر 4 | 1:51 ص

      هذا الوضع سوف يستمر

      إذا حدث ما تتمناه يا أخ أحمد فكيف لمصالحهم أن تتم وتستمر ؟ مصالحهم مرهونة باستمرار الأزمة واستمرار تشويه الغير والكذب وشهادة الزور ورمي الناس باوصاف ما أنزل الله بها من سلطان، هو زمن الغنائم ومن سبق لبق على قولتهم ، يالله خلنا ناخذ ما تخذ وخل الباقي بعدين ، هذا ديدنهم وسوف يستمر مادام الوضع السياسي دون حل، لم يفكروا في ما كنا عليه سابقا لم يفكروا في مستقبل ابنائهم ولا مستقبل الوطن ، كل همهم مصلحتهم الشخصية مادام هناك من يدعمهم/ الله المستعان.

اقرأ ايضاً