اصبحت الرابطة الوطنية للديموقراطية حزب اونغ سان سو تشي اول قوة للمعارضة في البرلمان البورمي بعد الانتخابات الجزئية التاريخية التي جرت الاحد واعتبرها الرئيس "ناجحة".
وافادت نتائج رسمية نشرت مساء الثلاثاء ان الرابطة ستشغل 43 من 44 مقعدا تنافست عليها، بينها 37 في مجلس النواب يعود احدها الى سو تشي واربعة في مجلس الشيوخ ومقعدان في مجالس المناطق.
وفي المجموع جرى التنافس على 45 مقعدا.
وبذلك اصبحت الرابطة التي حققت فوزا ساحقا في انتخابات 1990 لكن لم تعترف المجموعة العسكرية بانتصارها، القوة الثانية في البرلمان الوطني بدلا من الحزب الوطني الديموقراطي لاتنية الشان.
وهذا الحزب المعروف اكثر باسم "النمر الابيض" ويتمتع بدعم قوي من اقلية الشان الاتنية، كان الوحيد الذي هزم الرابطة الاحد بفوزه بمقعد في اقليم شان.
اما حزب التضامن وتنمية الاتحاد الذي شكله افراد من المجموعة العسكرية السابقة قبل انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر 2010 المثيرة للجدل، ففاز بمقعد وحيد في الدائرة الوحيدة التي لم يكن فيها مرشح لحزب اونغ سان سو تشي.
ومع ذلك، لا تخشى السلطة شيئا في مطلق الاحوال. فقد فاز حزب التضامن وتنمية الوحدة الذي شكله المجلس العسكري الحاكم سابقا بحوالى 80% من مقاعد البرلمان عام 2010، وبموجب الدستور فان ربع النواب في البرلمان عسكريون يعينون بدون المرور بصناديق الاقتراع.
واكد الرئيس البورمي ثين سين ان الانتخابات "جرت بنجاح". وقال في ختام اجتماع مع نظرائه في رابطة جنوب شرق آسيا (اسيان) ان "الانتخابات اتسمت بالشفافية والحرية والنزاهة لذلك يقبل بنتائجها".
وقد دعا قادة دول اسيان في قمتهم الثلاثاء في بنوم بنه الى رفع العقوبات الغربية عن بورما.
وقال نائب وزير الخارجية الكمبودي كاو كيم هورن الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للرابطة للصحافيين ان رؤساء دول وحكومات اسيان "يدعون الى رفع كل العقوبات المفروضة على بورما".
ونقل المسؤول الكمبودي عن القادة تأكيدهم في اجتماع مغلق ان "رفع العقوبات سيساهم بشكل ايجابي في العملية الديموقراطية وخصوصا في التنمية الاقتصادية لبورما".
وكان امين عام اسيان سورين بيتسوان اعلن ان الانتخابات يجب ان تساهم في "اعادة اندماج بورما في المجموعة الدولية" في اشارة الى احتمال رفع العقوبات.
واعتبر مراقبو الانتخابات الذين ارسلتهم كمبوديا التي ترأس حاليا اسيان ان الاقتراع كان "حرا ونزيها".
وكانت انتهاكات حقوق الانسان في بورما وقمع المنشقين السياسيين يطغيان عادة على التجمعات السابقة لاسيان.
لكن خلال السنة الماضية التي شهدت وصول حكومة شبه مدنية الى السلطة برئاسة ثين سين تم الافراج عن مئات المعتقلين السياسيين وتخفيف القيود على الاعلام واعادة المعارضة الى العمل السياسي.
وخلال قمة اسيان السابقة في تشرين الثاني/نوفمبر تمت مكافأة بورما على جهودها من خلال التعهد بمنحها رئاسة هذا التكتل الاقليمي في العام 2014.
وتضم اسيان بروناي وكمبوديا واندونيسيا ولاوس وماليزيا وبورما والفيليبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام.