العدد 3496 - الإثنين 02 أبريل 2012م الموافق 11 جمادى الأولى 1433هـ

مسيرة البلاد القديم!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في الخبر المنشور أمس، شارك المئات من المواطنين تتقدمهم شخصيات دينية وحقوقية وأكاديمية في مسيرة سلمية خرجت عصر الأحد الماضي في البلاد القديم.

المسيرة جابت شوارع القرية التي لا تبعد عن العاصمة بأكثر من كيلومترين فقط، وذلك للمطالبة بإطلاق سراح ثلاثةٍ من شيوخ الدين (عبدالجليل ومحمد حبيب المقداد وميرزا المحروس) المحكومين بتهم سياسية.

المسيرة انطلقت من أمام منزل المقداد عند الساعة الرابعة عصراً، وردّد المشاركون فيها هتافات تطالب بالإفراج الفوري عن جميع المحكومين والموقوفين على ذمة القضايا السياسية.

كانت أخبار المسيرة تنتشر كغيرها أولاً بأول، ويكتب البعض مبكّراً عن نيتهم المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتتوالى التعليقات القصيرة منذ بدء انطلاقها حتى لحظة الختام، الذي كثيراً ما ينتهي بمصادمات، وعادةً ما تتوّجها وزارة الداخلية بتغريدةٍ ختاميةٍ على موقعها: «خرجت مسيرة في المنطقة الفلانية وقام بعض المشاركين فيها بالخروج على القانون ما استدعى التعامل معها وفق الإجراءات القانونية». فتشعر أن هناك مناوشات «إلكترونية» تجري في فضاء الإنترنت في موازاة ما يجري على الأرض.

قبل ثلاثة أسابيع شهدت البلاد القديم مسيرةً سلميةً هادئةً للجمعيات السياسية، وبعدما انفض أغلب المشاركين بدأت «المناوشات» وإطلاق مسيلات الدموع الذي استمر لأكثر من ساعة ونصف الساعة. وهو ما حدث تماماً أمس الأول، فحسب شهود عيان أنه بينما كان المشاركون يلملمون يافطاتهم ويتفرقون، حدثت «مناوشات» وبدأ إطلاق مسيلات الدموع... ولكن بكثافة أكبر.

تلك الواقعة لم أشهدها، لكن مع عودتي مساءً من العمل، كانت أعداد العبوات الملقاة على الطريق أكبر من أي وقت مضى، ما يدل على أن هذا الشارع الداخلي وما يتفرّع عنه من أزقة ضيقة، كان مسرحاً لمعركة كبيرة!

كانت رائحة الغازات مازالت عالقةً بقوةٍ في أجواء المنطقة ومداخل المباني وأفنية البيوت، فتشعر بحرقةٍ في عينيك وأنت تمشي في الطريق. وكان على الأرض آثار سقوط الطلقات التي تخلّف وراءها بقعاًً صفراء تدل على مادة سوداء محترقة.

مساء الأحد الماضي، والساعة قد تجاوزت العاشرة، وكانت القرية هادئة، سمعنا صوت ارتطام جسم يسقط في الهوائية، فأضأت الأنوار خوفاً من أن تكون عبوة مسيل دموع، كما حدث قبل شهرين وتسبّبت في اختناق الأطفال فاضطررنا لإخلاء البيت بعد إيقاظهم من النوم. هذه المرة لم يكن هناك أيّ أثر لعبوة، ولم تتصاعد أية أدخنة، ولمحت الزوجة جسماً أبيض حذرتني منه، ولكني ظننته قطعة من الصابون، فلم أكترث للأمر، ولكن ما أن فتحت الباب حتى هبّت موجةٌ قويةٌ من الغازات.

في الصباح، اكتشفت أختنا الشغالة كيساً صغيراً، به مادةٌ صفراء، يشبه الصرر التي نراها في المسلسلات والأفلام التاريخية حين يأمر الأمير بتقديم صرّةٍ من الدراهم لأحد الشعراء المتملقين، إلا أن تلك الصرّة من القماش، أما هذه الصرّة فمن البلاستيك الشفاف!

عندما تدخل البلاد القديم، عاصمة البحرين القديمة، من جهة مسجد الخميس التاريخي، فإن أول ما يقابلك مسجد ناصر الدين، وستجد بعض زجاج نوافذه قد تعرضت للكسر، وعلى الطرف الآخر من الشارع مأتم أنصار الحسين، وقد تضرّرت واجهته بعد تعرض سيارتين مركونتين أمامه للحريق في يومين مختلفين الأسبوع الماضي.

مشاهد ولقطات سينمائية تتكرّر يومياً في مناطق مختلفة من البحرين.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3496 - الإثنين 02 أبريل 2012م الموافق 11 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 9:15 ص

      الى تعليق 6

      للحين ما خلص دوامك بعدك مواصل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ديهي حر

    • زائر 18 | 9:15 ص

      صحيح كلامك

      أمس حدث مثل ما قلت بالضبط في الدراز مع رمي كيس البلاستك عند باب البيت.

    • زائر 17 | 9:11 ص

      أهكذا تعامل الشعوب ؟

      أهكذا تعاملون شعوبكم ؟

      لماذا تخلقون لكم أعداء كل يوم وتزيدون من أعدادهم وتنقصون من أعداد أصدقائكم

      بالعدل وبالعدل وحده تأسرون قلوب شعوبكم ولكم يهنأ العيش

    • زائر 16 | 6:35 ص

      ؟؟

      تصدقون مسيل الدموع أرحم من التواير

    • زائر 15 | 5:55 ص

      حياة يومية

      هذه قصص واقعية كأنك تنقل عن مختلف المناطق والقرى التي تتعرض لهذه الانتهاكات. هذه حياة ومعاناة يومية.

    • زائر 14 | 5:40 ص

      مواد خطيرة

      فعلا هذه الاكياس أصبحت مألوفة وتشكل خطر على الاطفال لانهم يلعبون بها وهم لا يعرفون ما بداخلها من مواد كيماوية.

    • زائر 13 | 5:39 ص

      صاحب تعليق بسكم سلخ

      حياك عند دوار الخميس بالليل والعرض مجاني خذ لك نفس وانت مآشي وجيب عيالك إذا إلي يقطونه فلفل ومفيد للصحة خل يستفيدون ويانا

    • زائر 12 | 5:36 ص

      الله يعينا

      والله فعلا السالفه متعبة ويا المسيل واستهداف المنازل صار لعبة عندهم والموضوع عمره ما صار حق تفريق المسيرة أو التجمع لكن يحاولون يسببون إصابات واختناقات أعرف ناس واجد اضطروا يتركون منطقة البلاد ل يسكتون بمكن غير لهذا السبب

    • زائر 8 | 1:34 ص

      بسكم اشلخ

      لا يوجد في البحرين الا كل خير لا يوجد مظاهرات و لا توجد مطالب و لا مسيل دموع و لا و لا
      بس فلفل يقذفه إخواننا و ضيوفنا في وزارة الداخلية على الأهالي من اجل مصلحتهم لن الفلفل مفيد للمعدة
      بسكم اهرار

اقرأ ايضاً