صادف يوم الجمعة الماضي (30 مارس / آذار 2012) ذكرى يوم الأرض الفلسطيني السادسة والثلاثين، يومٌ مرَّ على البحرين بصمتٍ إلا من بيانات من جمعيات أهلية وبعض عبارات على صفحات التواصل الاجتماعي.

في الدول الأخرى خرجت المظاهرات والمسيرات السلمية المناصرة للقضية الفلسطينية والمنددة بالعدوان الإسرائيلي، فيما اكتفت البحرين ببيانات خجولة اختتمها جمعية «وعد» بفعالية تضامنية أقامتها مساء السبت.

يوم الأرض هو يوم لكل من يعترف بالإنسانية، وليس للفلسطينيين وحسب؛ لأنه يعتبر ذكرى ليوم انتفض فيه أهل الحق لحقهم الذي أُريد له أن يُسْلَب عنوةً وسط صمتٍ عربيٍّ ودوليٍّ، هو يومٌ تكرم فيه الأرض ليُعْلِن ذووها أنها أرضهم لا أرض المحتل المغتصب.

يوم الأرض الفلسطيني، هو ذكرى يجب ألا تهدأ ولا تنسى؛ لأنها ذكرى وقوف المظلوم أمام وجه الظالم، وذكرى اتحاد المظلومين لكسر شوكة الظالم، ففي العام 1976 أعلنت الجماهير العربية في فلسطين عن تنفيذ إضراب عام بعد أن قامت السلطات الإسرائيلية المحتلة بالاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينية في مثلث يوم الأرض، وهي المناطق المكونة من «عرابة والجليل ودير سخنين»، ما أدى إلى حدوث صدامات بين الإسرائيليين والفلسطينيين قبل يوم الإضراب بيوم، أسفرت عن استشهاد 6 فلسطينيين وجرح الكثير برصاص الجيش والشرطة الإسرائيلية، بعد أن أدخلوا الدبابات والمجنزرات إلى القرى لمواجهات الفلسطينيين العزل، واعتقل ما يزيد عن 300 عربي فلسطيني.

ومنذ ذلك العام والعالم يحيي هذه الذكرى استنكاراً للعدوان الإسرائيلي في كل عام بتاريخ 30 مارس/ آذار، ليكون يوماً للأرض، وخصوصاً أن «إسرائيل» رفضت الدعوات العربية بالتحقيق في واقعة القتل بالرصاص الحي وأصرت على التستر على الجناة.

في هذا العام خرجت كثيرٌ من المظاهرات في مختلف الدول العربية والعالمية نصرةً للأرض الفلسطينية العربية، لكن تظاهرات غزة أسفرت عن سقوط شهيد وإصابة 44 آخرين، بينما كانت محصلة الجرحى في مناطق فلسطينية أخرى 194 جريحاً، ما يعني أن قضية الأرض الفلسطينية لا تنتهي بإحياء ذكرى سنوية، لكنها بحاجة لدعم لوجستي وتكتيكي عربي شامل يسعى لإيجاد حلول حقيقية تُنْقِذ البلاد من أيدي الإسرائيليين، وتُرجِع الديار إلى أهاليها، وهو ما يتطلب إرادة وصموداً وعملاً مستمراً، مع إيمان بالقضية وتعريف الجيل العربي والإنساني بالقضية الفلسطينية وكل ما يتعلق بها.

ومضة: في فلسطين يسعى الصهاينة لامتلاك الأراضي، وسرقتها من ذويها، وفي دولنا العربية يسعى البعض للاستيلاء على الأراضي العامة والاستئثار بالمال العام، ما يعني أن لكل وطن يوم أرض، يحييه أنى ومتى وكيف شاء، فهل تستعيد الشعوب أراضيها؟ وهل يعود الحق لأصحابه وينتصر النور على الظلام؟