قبل عدة أعوام زار مملكة البحرين مرشح الرئاسة في مصر حمدين صباحي في إطار اجتماع للمؤتمر القومي العربي عقد لأول مرة في البحرين 2002 وفي المساء من اليوم نفسه كان حمدين صباحي صديق أسرتنا حاضراً في مجلسنا الأسبوعي. وفي العام 2008 عاد حمدين إلى البحرين لحضور مؤتمر «برلمانيون ضد الفساد»، هذه المرة أقمنا لحمدين الذي كان نائباً في مجلس الشعب حفلاً دعينا له كل أهلنا وأصدقائنا ومعارفنا، الذين التقوا بحمدين وأحبوه وجلسوا يستمعون إلى تجربته الصحافية والسياسية والنيابية الثرية، وقبل ثلاثة أعوام هاتفنا حمدين قائلاً: سأزور البحرين هذه المرة فقط لكي أكون وسط أسرتي «عائلة الموسوي» سأزور البحرين سائحاً للراحة والبعد عن ضجيج وصداع العمل النيابي والسياسي. و رغم ذلك أجرى عدة زيارات لأصدقائه الكثر في البحرين من رفقائه في المؤتمر القومي العربي وحزب الوسط العربي، وعبدالنبي العكري وإبراهيم شريف وطلب بشكل أخص زيارة المناضل البحريني الذي كان وقتها طريح فراش المرض عبدالرحمن النعيمي كي يخط عدة كلمات معبرة في دفتر الزيارة أهداها لعائلة النعيمي مثمناً رعايتها وجهودها لإبقاء سيرة النعيمي حية ومتقدة.
في كل مرة اقترب من حمدين اكتشف جوانب أخرى جديدة في شخصيته الفذة وروحه الحلوة وتواضعه وذكائه. كان حمدين يأسرنا إذا تحدث، يأخذ بلب الحضور، طاف بنا حمدين عبر مسيرته التاريخية الطويلة أثناء لقاءاتنا به وتوقف أمام واحدة من أشهر حكايات جامعة القاهرة في السبعينيات 1977 عندما وقف الطالب الجامعي حمدين أمام أنور السادات وعارضه واستنكر عليه تنكره لمبادئ ثورة يوليو/ تموز وقائدها جمال عبدالناصر، وكيف حورب حمدين في رزقه وحرم من العمل في كل مؤسسات الدولة عقاباً على تلك الحادثة.
كان حمدين في الجامعة نجماً ورئيساً لاتحاد الطلاب وملهما للشباب، وعلى رغم قتامة الواقع السياسي الذي كانت تعيشه مصر قبل ثورة 25 يناير/ كانون الثاني إلا أنني وجدت حمدين صباحي متفائلاً جداً وواثقاً أن «هذا الحال السياسي المأزوم لن يدوم، وسيأتي على المحروسة يوم جديد» هكذا ظل يردد دوماً.
وحين كنا نزور مصر كان ابن البلد المصري الناصري ابن بلطيم يأخذنا إلى قلب القاهرة وأحيائها ومعالمها ومطاعمها القديمة حيث مصر الحقيقية»، وكنا نتابع حمدين على أقنية التلفزيون وندعو له ونتمنى أن يحقق الله طموحه وأمانيه. وكان حمدين صحافياً بارعاً ونائباً شرساً ومعارضاً قوياً لسياسة مبارك الذي ظل يتهمها بأنها أفقرت الشعب المصري، كما تابعنا صحيفته «الكرامة» التي أسسها في العام 2005 ورأس تحريرها والجدير بالذكر أن «مانشيت» العدد الأول حمل عنواناً صارخاً ضد توريث مصر لجمال مبارك.
وباعتقادي تتوافر في حمدين كل مواصفات الرئيس ذي التجربة النضالية الطويلة والممتدة والمتواصلة، كان حمدين أصغر سجين سياسي في مرحلة السبعينيات وكان نائباً عصياً، يخسر ويعاود التجربة، حرق المركز الانتخابي التابع لدائرته في 1995 وقتلت سيدتان عندما أدركوا أن فوزه محقق وفي 2005 اعتدت قوات الأمن بالضرب على ناخبيه وفي 2010 انسحب حمدين من المشاركة على إثر التزوير السافر، وقد كان آخر برلمان قبل انتصار الثورة المصرية.
يترشح حمدين صباحي صديقنا وصديق البحرين بحملة انتخابية يساهم فيها الشعب المصري أيضاً، فكل من ينتخب حمدين يدفع له جنيهاً واحداً، فليس أمام ابن البلد البسيط إلا شعبه. ندعو الله أن يفوز حمدين صباحي بمنصب أول رئيس جمهورية بعد الثورة ليس لأنه صديقنا بل لأنه ابن بلد أصيل ومكافح وسياسي قدير وجدير بهذا المنصب، قاد حمدين تظاهرة ضخمة في ميدان التحرير بعد تنحي مبارك حملت عنوان «الشعب يريد بناء النظام».
حمدين يعد المصريين بتحقيق أحلامهم في وطن ينمو ويتطور وينشأ المصانع ويوظف الأيدي العاطلة ويتخلص من العشوائيات، ورئيس يستمد شرعيته من شعبه ومن ثورته ويعد بأنه سيحيط نفسه بالمستشارين في كل التخصصات أما نوابه فسيكونون ثلاثة: قبطي وشاب وامرأة.
إقرأ أيضا لـ "عمران الموسوي"العدد 3493 - الجمعة 30 مارس 2012م الموافق 08 جمادى الأولى 1433هـ
تحية لكم
يستحق المناضل حمدين صباحي ان يتحمل مسؤلية البلاد ليعيد لمصر موقعها من العالم