فكر جاسم ماذا يفعل؟ تخرج من الثانوية العامة، اخوته عاطلون عن العمل ما عدا اخيه الكبير يعمل براتب متدن (200 دينار)، منزل العائلة آيل للسقوط، الأوضاع تزداد سوءًا، جاسم يفكر ماذا يفعل؟
ذهب إلى ورشة ألمنيوم لصناعة الأبواب والنوافذ، فقال له مالك الورشة: «الوظيفة المتوافرة حالياً لا تناسبك لأنها ذات أجر منخفض 40 ديناراً، وهذا الأجر يناسب عاملا آسيويا».
فرد جاسم بحماس: أنا موافق حتى بأجر 20 ديناراً، المهم ألا أكون عاطلاً.
عندما علم اخوة جاسم، ثاروا غاضبين، وقالوا له: «أنت غبي، أنت لا تفهم، أنت أحمق، هل هناك عاقل يقبل بأن يعمل براتب 40 ديناراً، فحتى العامل الآسيوي راتبه 50 ديناراً».
لكن جاسم ابتسم وقال: «الأيام المقبلة ستكشف الغباء!؟».
لم يهتم جاسم بما يقوله الناس عنه، ووصفه بالغباء في قريته، فكان يستيقظ باكراً، ويذهب للعمل قبل شروق الشمس، ولا يعود إلا بعد غروبها، دون ان يحسب له أجر إضافي، يعمل بجد ونشاط وإخلاص، وكان مهتماً جداً بتعلم كل شيء في الصناعة.
في أحد الأيام كان مالك الورشة جالسا مع صديقه، فقال: «أنظر إلى هذا العامل، غبي ونشيط، غبي لأنه قبل أن يعمل براتب 40 ديناراً، ونشيط فهو أول من يفتح الورشة وآخر من يغادرها ويقوم بالكثير من المهمات».
فابتسم صديقه، وقال: «الأيام المقبلة ستكشف الغباء!؟».
بعد 6 شهور من العمل، قدم جاسم استقالته بعد أن تمكن من توفير 120 ديناراً، اشترى بها «مكينة» صغيرة لتقطيع الألمنيوم، ليبدأ عمله الحر انطلاقاً من منزله لصناعة الأبواب والنوافذ.
في ذلك الوقت كانت هناك 3 ورش ألمنيوم في البلد، وهذه الورش بكامل طاقتها مشغولة بمشاريع الإسكان الحكومية، حتى أنها لا تستطيع تغطيتها، ونتيجة لذلك هذه الورش ترفض طلبات الأفراد، فأصبح المواطنون الذين يبنون منازل لهم في ورطة لعدم قبول طلباتهم من قبل ورش الألمنيوم.
وعندما سمعوا، عن فتى اسمه جاسم يصنع أبواب ونوافذ الألمنيوم، جاءت الطلبات من كل مكان لدى جاسم. وسرعان ما قام بشراء المكائن وتوظيف عمال لتلبية الطلب المتزايد، وخلال 3 شهور فتح ورشة، وازداد الطلب بشكل هائل، وخصوصاً أن البلد في فترة انتعاش سكني غير مسبوق، يتسابق فيه المواطنون على بناء منازل لأسرهم.
لم يقف جاسم عند هذا الحد، كلما توافرت الأموال، نوّع من نشاطه، لتشمل المقاولات والديكور والجبس والصباغة والكهرباء والسباكة كمجموعة متكاملة.
ووظف جاسم اخوته العاطلين عن العمل، برواتب عالية، كما وظف أبناء قريته العاطلين الذين كانوا يصفونه بالغباء، برواتب مجزية لا تقل عن 500 دينار شهرياً.
وعندما أصبح عمر جاسم 25 سنة، بنى مجمعا سكنيا مكونا من 9 فلل، ودعا العائلة للافتتاح، وأعطى كل واحد من اخوانه وأخواته مفتاح فلة، وقال لهم: «هذه هديتي لكم».
دمعت عين الأخ الأكبر وقال: «أنا عملت 30 سنة، ولم استطع بناء غرفة واحدة، حتى كاد منزل الوالد أن يسقط علينا، وأنت خلال 6 سنوات تبني 9 فلل للأسرة!».
فرد جاسم: «أنا عملت في ورشة من أجل أن أتعلم المهنة وليس للراتب، وأنتم عملتم من أجل الراتب، وهذا هو الفرق».
فابتسم الأخ الأكبر وقال: «صدقت حينما قلت لنا ان الأيام المقبلة ستكشف الغباء».
وبينما كان مالك الورشة الذي عمل معه جاسم جالسا، جاءه صديقه وأراه صحيفة فيها خبر مفاده بأن جاسم يقيم مشروعا بقيمة 10 ملايين دينار.
فابتسم مالك الورشة، وقال: «صدقت حينما قلت: الأيام المقبلة ستكشف الغباء».
إقرأ أيضا لـ "عباس المغني"العدد 3493 - الجمعة 30 مارس 2012م الموافق 08 جمادى الأولى 1433هـ
الأيام ستكشف الغباء
كم نحتاج الى هذه الثقة .......
شكرا على هذا الموضوع كم أدخل الأمل والسرور في نفسي
الحمد لله على نعمة العقل
وما التوفيق الا من عند الله العلي القدير.
عندما تصدق النية تجاه المولى عز وجل وتجاه الآخرين تكون النهاية سعيدة.
اللهم انا نسالك حسن الخاتمة.
عقول نيرة وقلوب صافيه
ياليت كل الشباب العاطل يأخذونه قدوة من جد وجد ومن زرع حصد ومن سار على الدرب وصل
هذا هو البحريني طموح يفوق الخيال
الله يرزق من يشاء بغير حساب سبحان الله