سيُكتب عن قمة بغداد الكثير الكثير، لأن فيها الكثير من العظات والعِبَر والسِيَر.
فهذه أول قمةٍ عربيةٍ تُعقد بعد زلزال الربيع العربي، الذي أطاح بأربعةٍ من حيتان السياسة العربية، خلال عام واحد. أحدهم قضى نحبه، وثانٍ فرّ بجلده في الطائرة تحت جنح الظلام، وثالث تم جرجرته للمحاكمة على سرير، أما الرابع فقد أفلت حتى الآن من العقاب، وسط صفقة دولية.
هذه هي القمة التي تستضيفها بغداد بعد 22 عاماً، فبعد ثلاثة أشهر من استضافتها قمة 1990 غزا صدام حسين الكويت. ولم تمض أيام حتى عقدت قمة أخرى في القاهرة هل كان يخطر بباله يومها أن غرماءه وطرائده وضحايا قمعه، سيقفون يوماً في قصره، ليجمعوا شمل الأمة التي مزّقها بغزو الكويت؟
القمة قبل الأخيرة التي نظّمتها الكويت، لا أنسى ما حييت منظر الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وهو يتبختر في مشيته، في استفزازٍ لمشاعر الشعوب العربية التي كانت تترقب عبثاً نصرة غزة، ورفع الحصار وفتح المعابر لأهلها. كان آخر من وصل وأول من انصرف. كان قمةً في الاستهتار. اليوم يُساق على سريرٍ طبي للمحاكمة منذ أشهر، ويتظاهر أمام الكاميرات بالمرض والعجز عن المشي. ترى ماذا كان سيقول لنفسه وهو يشاهد أخبار قمة بغداد؟
القمة الأخيرة، عُقدت في سبتمبر/ أيلول 2010 بمدينة سرت الليبية، أي قبل عام ونصف. كان مضيفها ومديرها ونجمها معمّر القذافي، يصول فيها ويجول، ويطلق النكات فيضحك الزعماء، فيذكّرهم بمصير صدام، ويهدّدهم بأن الدور القادم عليهم، وأن أميركا ستلاحقهم فرداً فرداً، بيت بيت، زنقة زنقة! وكانوا يسمعون كلامه ويضحكون!
هل خطر بباله يومها أن عاصمة ملكه ستسقط، وأنه سيعيش طريداً، ويلقى مصيراً قريباً من مصير صدام، ذاك مختبئاً في حفرةٍ، وهذا لاجئاً إلى ماسورة مجارٍ. ولله الحكمة البالغة.
في مارس/ آذار 2008، استضافت دمشق قمةً غاب عنها نصف الرؤساء العرب، بسبب التشرذم العربي والخلافات الشخصية بين الزعماء. واليوم تُعقد في بغداد ويغيب عنها نصف الدول الأعضاء، وفي مقدمتهم سورية التي جُمّدت عضويتها، فاستبقتها بإعلان عدم اعترافها بما سيصدر عنها من قرارات. يطالبونها بالاستجابة لمطالب شعبها في الحرية والديمقراطية، فترد عليهم ساخرةً: من كان منكم بلا برلمانٍ فليرمنا بحجر!
في قمة بغداد، حضر المنصف المرزوقي، الناشط الحقوقي الذي أصبح رئيس تونس الجديد، وغاب زين العابدين بن علي الذي احتاج إلى مرور خمسة وعشرين عاماً حتى يفهم شعبه!
في قمة بغداد، غاب أحد المواظبين على حضور القمم العربية، علي عبدالله صالح، فقد كان لا يتخلف عن قمة قط منذ ثلاثة وثلاثين عاماً. كان يجلس على كل الموائد ويحرص على حضور كل الموالد! كان أسعد حالاً، فهو لم يُقتل بطريقة بشعة، ولم يُحاكم على سرير طبي، ولم يخرج في طائرة إلا لتلقي العلاج من التشوهات التي لحقته في انفجارٍ داخل قصره. كان أسعدهم حالاً، حتى الآن على الأقل، فقد أفلت من المحاسبة والعقاب.
لقد فتحت قمة بغداد الكثير من السِيَر والعِبَر.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3492 - الخميس 29 مارس 2012م الموافق 07 جمادى الأولى 1433هـ
سيد تعجبني مقالاتك الحقيقيه الواقعيه
اسمح ليان اقبل يدك التي تصيغ هذه المقالات والتي دائما ما تتعرض فيها لمعاناة الناس ولهموم المواطنين ومشاكلهم ومصائبهم اليوميه التي يبدو انها لن تنتهي اللي باذن رب العالمين 75 من الشعب يباد بشكل يومي ويعاقب لمطالبته بحقوقه ولعدم تهميشه واذلاله.لااعلم لماذ كتاب الجرائد المحليه الصفراء دائما مايسيئون الى 75 في المئه من الشعب والاغاله اليوميه فيهم لزيادة معاناتهم؟؟هل هو انتقام؟؟؟هل هو جهل؟؟هل هو للشهره لانهم غير متعلمين وينتقمون من الشعب لانهم مثقفون وجامعيون.سياتي اليوم الذي يقفون فيه امام الله
هداف يا سيد!! وين عنك رونالدو؟؟؟
جبتها لنا في بطن المرمى في ما ذكرته في هذا العمود الميارك "يطالبونها بالاستجابة لمطالب شعبها في الحرية والديمقراطية، فترد عليهم ساخرةً: من كان منكم بلا برلمانٍ فليرمنا بحجر!"
هل انتهى الربيع العربي؟
انه بداية ربيع الشعوب
وبداية خريف الأنظمة..... الذي سينتهي سقوط جميع الأوراق؛ ورقة تلو الآخرى والعداد قد بدأ.....
أفلت من المحاسبة والعقاب
Yإن كان صالح يحسب أنه أفلت من العقاب و المحاسبة فهو لم يفلت فمصره المحتوم ينتظره و هناك لابد من المحاسبة و لن يفلت من زلاته دون عقاب. إن الجبابرة و الفراعنة يظنون بأنهم راحون إذا أكلوا حقوق الناس وراوغوا في إعطاءها لهم و ذلك لضعف الإيمان بالله و الجساب. على جميع الناس أن يؤمنوا بأن الدنيا فانية و أيامها جداً قليلة وأنهم سيلاقون جزاء أعمالهم الحسنة و السيئة لذلك عليهم أن يتعظوا. إن هذه القمة تقام في أحد قصور المقبور صدام فهي إكبر عظة.
لا جديد في المقال ياسيد
سرد قصص للقمة كثير ياسيد نريد ماذا استفادة الشعوب من القمم العربية والي اين وصل المواطن العربي ولو على اقل تقدير توحيد المذاهب الاسلامية
افلت من العقاب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
** إنما توفون اجوركم بما كنتم تعملون ***
الاجر على قدر العمل عند من يعلم خافية الاعين وما تخفي الصدور .
وإذا ما أفلت المجرم من عذاب الدنيا مثلا . ،،، فهل بوسعه أن يفلت من عذاب اااه يوم لاينفع نال ولا بنون إلا من أتى ااااه بقلب سليم *** م الــــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــــــــــــلادي **
** الكل إلى زوال
يا سيد قاسم طرحك كما عودتنا جميل وواضح . وأأمل أن يستفيد من كتاباتكم المميزة من يعنيهم الامر. الحاكم والمحكوم /// العبد والسيد // الغني والفقير كلهم ذاهبون وكل ذاهب بعمله لا بشكله ولا نسبه ولا ملياراته
*** ومن لم يمت بالسيف مات بغيره
تعددت الاسباب والموت واحد
** م ـــ الــــــــــــــــــبـــــــــــــــلادي **
سيدنا الجليل العبر لمن يعتبر ولم يجد في قصص الآخرين الموعظة ولكن كما يقال على الدار السلام
ولكن احيانا الكبر في السن يمنع الانسان من التذكر ومن الاستيعاب
وقهر عباده بالموت والفناء
ليست العبر يا سيد في تاريخنا المعاصر فقط فقد امتلأت الكتب باحاديث العزة والذلة لمن يشاء الله له ذلك ، فالايام كالعملة متداولة بين الناس ، وقدر الانسان هو مغادرة هذه الحياة في ساعة لا يتأخر فيها ولا يتقدم ، والاخرة هي حصاد هذه الدنيا فاحرص على زراعة حياتك بما ينفعك وينفع الناس لتجني في دار الاخرة الخير الوفير و النعيم المقيم
مواعظ وعظات سيدنا
سيدنا كيف سيكون وجه القمه القادمه وربما لاتكون ربما يتضاعف عدد الدول العربيه ربما لاتكون هناك جامعه عربيه ربما يكون هناك اتحاد عربي هذا هو امر ربك مبدل الاحوال سيدنا كلما يمر ذكر المكرم المنصف المرزوقي اتذكر قوله تعالى انما نريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمه ونجعلهم الوارثين واما اذا مر ذكر من جثى على صدر شعبه كصالح اليمن لسنوات نكل بهم وعثى فساد اتذكر قول ربي انما نملي لهم ليزدادو اثما وعندما ارى حسني مبارك على فراش الاستعطاف اردد سبحان المعز المذل فهذه ابلغ الصور
لو دامت لغيرك ما وصلت اليك
كتب علي قصر بيان في ..."لو دامت لغيرك ما وصلت اليك" انها سنة الله في ارضة "ويهلك ملوكاً ويستخلف اخرين"لا يستوعبها المستبد المستكبر قال الشيخ الجمري رحمة الله علية "المستكبر يعد نفسة كبير ليس هو كبير بالضرورة" حالةالاستكبار تعمي ابصار الحكام فلا يرون الحق ولا يعملون به.