وأنا أتفكر في حالنا الصعب وأردد مع الآخرين ماذا دهانا؟، تواردت إلى خاطري أجواء الميثاق والمصالحة الوطنية والآمال العريضة بالإصلاح الشامل والأحلام الوردية بمملكة دستورية ديمقراطية.
وجدتني أبادر للبحث في مكتبتي عن معلم مهم ووثيقة تاريخية تعود إلى فبراير/ شباط 2002، أي في الذكرى الأولى للميثاق، وهي ندوة آفاق التحول الديمقراطي في البحرين والتي عقدت خلال الفترة 16 – 18 فبراير 2002 في نادي العروبة، والتي أقامها نادي العروبة وشارك في تنظيمها شركة جولة مارك، وتشرفت برئاسة لجنتها التحضيرية، ونشرها نادي العروبة في كتاب، يعتبر وثيقة تاريخية لتلك المرحلة وما أثارته من آمال كبار. لست هنا في وارد استعراض الندوة ومحاورها، ولكن ما يهمني هنا ملاحظة التوافق الكبير والآمال المشتركة التي جمعت شخصيات نجدها اليوم في خندقين متقابلين، كما لفت انتباهي التحول الكبير في مواقف بعض هؤلاء في انعطافة حادة غير مفهومة.
من بين الأسماء التي شاركت في الندوة، وفي المحاور نفسها، وبأوراق متقاربة تكمل بعضها بعضا ولا تنقض بعضها بعضا.
في محور البنى التقليدية والولاءات السياسية شارك كل من غازي زبر وحسن مدن بورقه البنى الطائفية وتنظيماتها السياسية في البحرين، وفي الأوراق الثلاث تحليل للقوى التقليدية والطائفية بشكل موضوعي ومعالجة لضرورة تجاوزها.
في محور المرأة والعمل السياسي شاركت كل من سميرة رجب وشعلة شكيب بورقة لكل منهما عن المرأة والعمل السياسي في البحرين، وعلى رغم اختلاف منطلقات ومرجعية كلا منهما، إلا أنهما متفقتان بتقدير لدور المرأة البحرينية النضالي، ودورها في تحديث وبناء الوطن، والآمال المطروحة على دور مستقبلي ند للرجل وبكامل الحقوق والمساواة، كذلك الأمر بالمعقبات على الأوراق آمال الجزائري وعصمت الموسوي.
المشاركون في الندوة بأوراق عمل أو تعقيب على أوراق العمل أو المداخلات عديدون من داخل البحرين وخارجها، وذوو توجهات وانتماءات متباينة فمثلا شارك في محور وسائط الإعلام والاتصالات كل من أحمد البوسطة وسوسن الشاعر وعلي صالح وجهاد الزين (لبنان).
وفي محور المؤسسة التشريعية شارك كل من عباس هلال وعلي ربيعة، ومحسن مرهون وقيس الفرادي (العراق) ومارك لافرينية (فرنسا) وفي محور الدستور والتشريعات شارك كل من المحامي محمد أحمد وعيسى إبراهيم وعبدالوهاب أمين وعبدالله الشملاوي والمحامية زينات المنصوري وأدارها المرحوم جراد طالب (مصر) وفي محور الأحزاب والمنظمات السياسة شارك كل من المرحوم عبدالرحمن النعيمي وجواد عبدالوهاب وحسن مشيمع وأحمد برقاوي (فلسطين) وعبدالخالق عبدالله (الإمارات) ويوسف مكي (السعودية). وشارك المرحوم خلدوي النقيب (الكويت)، ورسول الجشي وعلي فخرو وفيصل شهاب وسبيكة النجار وفضيلة المحروس ومراد غالب (مصر) وجابر مرهون (عمان) ومارك بيلاس (فرنسا) في إدارة الجلسات.
الذي جمع هؤلاء من البحرين وبلدان الخليج والبلدان العربية والبلدان الأجنبية، هو أنهم جميعا حينها كانوا متحمسين للمشروع الإصلاحي المطروح حينها، ورتبطت أغلبهم علاقات نضالية وفكرية، وقناعة بضرورة الإصلاح الشامل والجذري للنظام والمجتمع في البحرين، على رغم اختلاف منطلقاتهم وتوجهاتهم واجتهاداتهم.
ونحن نعد الساعات لانطلاق الندوة، فوجئنا بإصدار سمو الأمير حينها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بإصدار دستور جديد في 14 فبراير 2002، ولقد تسبب ذلك في إرباك الكثيرين، ما جعل بضعهم يراجع أوراقه وتقسيمه واستخلاصاته، بل ان البعض اعتذر عن المشاركة، السبب هول المفاجأة وما قد توحي به عنوان الندوة من تفاؤل ليس في محله، منذ حينها اختلفت سبل المسير لعدد من المشاركين البحرينيين في الندوة وغيرهم. وتحول الإجماع على الميثاق إلى خلاف على الدستور، ودب الشقاق في المجتمع البحريني وقواه، وتوسعت الهوة بين السلطة من ناحية والمعارضة وقطاع كبير من الشعب من ناحية أخرى.
أرجو من الجميع قراءة كتاب أوراق ومناقشات ندوة آفاق التحول الديمقراطي في البحرين، وهو متوفر لدى نادي العروبة، وليمحصوا ما قالوه حينها وليراجعوا أنفسهم ويحكموا ضمائرهم.
شخصان لابد من التنويه بدورهما الحاسم في قيام الندوة وهما المرحوم جاسم فخرو (رئيس نادي العروبة حينها) والذي احتضن الفكرة ورحل قبل تحقيقها لكنه أوصى صديق العمر قاسم حسين وهو على فراش المرض بالمضي فيها والمستشار حسن فخرو والذي ذلل جميع الصعوبات الرسمية واستخدم كل نفوذه لتجاوزها، ورفض أن يكون في الواجهة.
إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"العدد 3492 - الخميس 29 مارس 2012م الموافق 07 جمادى الأولى 1433هـ
بارك الله فيك
الى الأمام دائماً تسير وعيناك على الخلف متفحصاً.
كلام مهم با ابو منصور خصوصا للساسة الجدد
يبومنصور صباح الامل
اين تلك الايام من هذه واين ايام البحرين الجميله ؟؟؟؟؟ديهي حر