العدد 3491 - الأربعاء 28 مارس 2012م الموافق 06 جمادى الأولى 1433هـ

قمّة بغداد 2012

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

القمة العربية تنعقد اليوم الخميس (29 مارس/ آذار 2012) في بغداد، وانعقادها يمثل انتصاراً لعدة جهات على المستوى العربي. فمن جانب، فإنّ هذه هي القمة العربية الأولى التي تنعقد بعد انتفاضات وثورات الربيع العربي في 2011، والتي أدّت إلى غياب عدد من القادة العرب الذين خرجوا من التاريخ بطريقة غير مشرفة بعد أن انتفضت شعوبهم عليهم. وعليه، فإنّ القمة فرصة سانحة لدول مثل تونس ومصر وليبيا، ولاسيما أن ليبيا لديها الرئاسة الدورية للجامعة العربية ستسلمها اليوم إلى العراق. ولنتصوّر أن الزعيم الليبي السابق معمر القذافي لايزال موجوداً فإنّ الحديث المكرر والكوميدي سيكون سيد الجلسة، أمّا هذه المرة فإنّ الموضوع يختلف، وهو الرأي الذي سمعته أمس من عدد من المفكرين والصحافيين العرب الذين حضروا بغداد ليتواجدوا بالقرب من هذا الحدث التاريخي.

انعقاد القمة في بغداد يمثل أيضاً انتصاراً للعراق؛ لأن هذا البلد كان معزولاً عن محيطه منذ العام 1990 عندما غزا الرئيس العراقي السابق الكويت، وتم إخضاع العراق لعقوبات اقتصادية شديدة، ومن ثم جاء الغزو الأميركي في 2003 ليفتح صفحة جديدة في تاريخ هذا البلد الاستراتيجي، وتوالت الأحداث المقلقة بشكل متواصل ما أفسح المجال لإبعاد العراق عن لعب دوره التاريخي على المستوى العربي. ولكن وبعد انسحاب القوات الأميركية من العراق في ديسمبر/ كانون الأول 2011 أصبح العراق ذا سيادة كاملة على أراضيه، ويأتي اجتماع القمة العربية ليؤكد عودة العراق إلى الساحة العربية وليلعب دوره في القضايا الاستراتيجية المطروحة في عواصم الدول العربية، إذ من المتوقع أن تحتل الأزمة السورية أولوية على جدول الأعمال، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية وموضوع الإرهاب.

القمة العربية تنعقد في بغداد بعد غياب 22 عاماً، وانعقادها انتصار لكل العراقيين ولكل العرب، إذ إن من مصلحة العراق أن يكون جزءاً من الوطن العربي الكبير، ولاسيما في زمن الصحوة العربية الديمقراطية التي أشعلتها انتفاضات وثورات الربيع العربي. كما أن من مصلحة العرب أن يكونوا متواجدين في عاصمة الرشيد وأن يمارسوا دورهم المتوقع منهم، ولاسيما مع ازدياد الاهتمام من دول الجوار العربي الذين يعون أهمية العراق وأهمية ما يحدث في مختلف دول المنطقة من تحوُّلات شعبية جذرية نحو استحقاقات ديمقراطية يكون فيها المواطن العربي محوراً للعمليتين السياسية والتنموية.

العراق له بُعْدٌ حضاريّ عميق جدّاً، ولديه مجتمع متنوِّع وتعدُّديّ، ولديه إمكانات كبيرة على مستوى الثروات الطبيعية والبشرية، وهذه كلها بالإمكان أن تكون في خدمة أمن واستقرار المنطقة، وجميعها أيضاً بإمكانها أن تفسح المجال لطفرة تنموية مماثلة للطفرة التي حدثت في عدة دول خليجية ولكن بأيد عاملة محلية (في غالبها)، وهذه الإمكانات يمكنها أيضاً أن تساهم في تعزيز الصحوة الديمقراطية المنتشرة في البلدان العربية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3491 - الأربعاء 28 مارس 2012م الموافق 06 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 7:29 م

      لا يوجد فرق في القمة العربية

      حسب رأيي لا يوجد فرق بين القمة العربية في العراق او في دولة اخرى, ما زالت القمة تطرح الرأي الأمريكي و ... بلسان عربي, فهي تناصر الثورة السورية لأن الإدارة الأمريكية تريد الإطاحه بالنظام هناك,

    • Ahmed Al aradi | 6:27 ص

      Baghdad Summit

      I agree, but why other importatn issues will not be discussed in the summit, is it becuase Iraq is trying to come closer to the amercian friends in this region only ?!!

    • زائر 15 | 5:47 ص

      albeem

      بيسرفون العراقيين فلوس وايد بلا فائده لو يعطونه الى الفقاره الي في بلادهم أحسن و أبرك

    • زائر 14 | 3:16 ص

      القرار للشعوب

      باختصار شديد اذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد للقيد ان ينجلي

    • زائر 12 | 2:44 ص

      الغزو الأميركي

      "ثم جاء الغزو الأميركي في 2003 ليفتح صفحة جديدة في تاريخ هذا البلد الاستراتيجي"
      بعيدا عن العواطف القومية المشكوك في مصداقيتها العراق بعد الغزو بل نتيجة له هو الديموقراطية الأكثر مصداقية في محيطه العربي!!

    • زائر 11 | 2:32 ص

      قممهم وقممنا

      قمم الدول المتقدمة تلامس تطلعات وآمال الشعوب ودائما يكون الخروج بأمور ملموسة على ارض الواقع
      لخير شعوب هذه الدول. وعلى النقيض هي قمم الدول العربية فهي قمم للتشرذم والتلاسن ومن ثم الخروج
      من القمم اكثر انشقاقا واكثر تباعدا وتزايدا في الخلافات
      والسبب معروف طبعا ولا يحتاج الى نقاش وجدال.
      لذلك القمم في واد والشعوب في واد آخر مغاير لهذه القمم

    • زائر 9 | 2:15 ص

      صرنا فرجة للعالم

      لن يضيف انعقاد القمة في بغداد للعراق كله مازال ينزف من الجراح ويرزح تحت التجاذبات والانقسامات الطائفية والاقليمية والدولية والاطماع من ذوي النفوذ في الداخل والخارج ، اما على صعيد التغيير في قرارات القمة . فهي كما قال الشاعر "قممْ
      قممْ
      قممْ...
      معزى على غنمْ
      جلالة الكبشِ
      على سمو نعجةٍ
      على حمارٍ
      بالقِدم
      وتبدأ الجلسة
      لا
      ولن
      ولم. الى آخر القصيدة التى توضح مآل العرب وبدل من الانشغال بقضايا التنمية ونشر راية الاسلام في أرجاء المعمورة ، صرنا فرجة للعالم بانحطاطنا.

    • زائر 7 | 1:23 ص

      الامل بالله

      اقول مع انه احنا مو متأملين خير في اي قمة شكليه

    • زائر 6 | 1:10 ص

      العراق ذو سيادة

      كلام مضحك !!!

    • زائر 5 | 1:08 ص

      لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم

      حضروا العرب في بغداد ام لم يحضروا فأن اجندتهم والدور الصهيوامريكي المناط اليهم لم يحيدوا عنه قيد انملة وبمجرد مغادرتهم بغداد سيشغلون ماكينة الارهاب وان غدا لناظره قريب.

    • زائر 3 | 12:54 ص

      منصور يا منصور

      ما اكثر القمم واقل الهمم دكتور ستين سنه والمواطن العربي يطحن بين رحاتين الرحاه الاولى مطامع الدول الكبرى في خيرات العرب والرحاه الثانيه هي الجامعه العربيه التى كانت معظم قراراتها طيله الستين عام الماضيه هشه ولم تحل مشكله واحده من مشاكل العرب اخوتنا في فلسطين يطحنون ويعجنون ويخبزون في تنانير العهر والتامر العالمي ولم تكون الجامعه في اي من الايام طيله الستين عام الا جزء من الجماهير التى ادمنت التصفيق للغالب ماذا قدمت الجامعه في احسن الحالات قرارت تشجب وتستنكر فهل رت فقرارتها تحرر فلسطين؟ديهي حر

    • زائر 2 | 12:51 ص

      لاجديد قمّة بغداد 2012

      صح كلامك وانعقادها انتصار لكل العراقيين

    • زائر 1 | 12:34 ص

      تبقى الحليمه ... حليمه !

      تبقى حليمه على عادتها القديمه و الشواهد كثيره على ذلك و الأهم قضايا الشعوب لن تضع على الأجنده و لكن قضية الدول التى تر طبة بخطط امريكا و اسرائيل و من فى جوارهم و ضع فى اولويات الأجنده .؟؟؟؟ !!!!!

اقرأ ايضاً