لقد تبين لكل من تابع ثورات وانتفاضات الربيع العربي أن الحكام العرب الذين تنازلوا أو تنحوا مكرهين أو مرغمين عن كرسي الحكم وعدد آخر مازال في سدة الحكم يعيشون في إطار مركب ثقافي سيكولوجي يقوم على (الأنا الأعلى)، حيث ان ما يراه الحاكم صحيحاً يجب أن يراه شعبه صحيحاً، والعكس صحيح. وما يقرره الحاكم يجب أن يقبل به شعبه دون نقاش أو اعتراض، وان فهمهم أو تفهمهم لمطالب ومعاناة واحتجاجات شعوبهم ليست بالأمر المهم بالنسبة لهم، لسبب واحد وهو امتلاكهم للعقلية والقبضة الأمنية.
ان تاريخ ثورات الشعوب وعلى مر العصور، يؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك، أن الإرادة الشعبية لا يمكن قهرها بالحل الأمني، حتى وإن استطاع أي نظام سياسي إخماد ثورة شعبية بالقمع سوف تبقى جذوة لهيب الثورة تحت الرماد. وحينما تتوفر الظروف الذاتية والموضوعية للشعب سوف ينتفض من جديد من أجل استكمال مشواره النضالي لتحقيق مطالبه المشروعة والمتمثلة في العدالة والحرية والعيش الكريم.
فالشعب العربي في كل من مصر وتونس وليبيا واليمن قام في فترات سابقة بالعديد من الانتفاضات ضد أنظمته المستبدة، ولكن الأنظمة السياسية المستبدة في تلك الدول استطاعت قمعها، وفي النهاية انتصرت إرادة شعوب تلك الدول.
إن الثقافة الأمنية السائدة في الوطن العربي جعلت بعض الحكام العرب يصل به جبروته وصلفه وغروره إلى احتقار إرادة شعبه، فالرئيس المصري حسني مبارك الذي أجبره شعبه على التنحي، وصف حراك 25 يناير بأنهم (شوية عيال). ومعمر القذافي وصف شعبه «بالجرذان والحشاشين والمهلوسين». وزين العابدين بن علي وصفهم بـ «المخربين».
ان هؤلاء الحكام المستبدين لم يضعوا على الإطلاق في حساباتهم أن إرادة الشعوب تنتصر ولو بعد حين، وكما قال أحد قاده التحرر العالمي «انك تستطيع أن تدوس على الأزهار ولكنك لن تستطيع أن تؤخر الربيع».
لقد شاهد العالم كيف كان حال الرئيس بن على عندما قال «لقد فهمتكم». ومن منا لا يتذكر وجه الرئيس المخلوع مبارك عند قال في خطاب الوداع «لا للتوريث» و «أنا أتفهم مطالبكم»، وكذلك حال الرئيس اليمني المخلوع بصفقة عندما أخذ يردّد في خطاباته كالاسطوانة المشروخة: «لا للتوريث! أنا على استعداد وأنا على استعداد»! والسؤال الذي تردده الشعوب: أين تلك الوعود خلال العقود التي حكمتم فيها شعوبكم بالنار والحديد؟ وهل فهمكم لشعوبكم نزل عليكم من كوكب آخر أم بسبب اهتزاز عروشكم التي بنيتموها بالظلم والقهر والفساد.
ان الشعوب العربية وغيرها من شعوب العالم التي قاومت المستعمر سنين طويلة للتخلص من ظلمه واستبداده ونهبه للثروات وخيرات البلد واعتقاله وتعذيبه المناضلين والزجّ بهم في السجون، ما الذي يمنعها من أن تنتفض ضد الحكام المستبدين الذين ينهبون ثروات وخيرات بلدانهم دون حسيب أو رقيب ويرمون بالمناضلين الأبرياء في المعتقلات، وبالتالي يلتقي عند هذا التقاطع المستعمر الظالم والحاكم الظالم.
إنني اعتقد جازماً بأن الربيع العربي سوف يتدحرج مثل كرة الثلج التي تكبر ثم تكبر بحيث لا يستطيع أحد إيقافها. والمطلوب هنا من الحكام العرب أن يتعظوا بما حصل في دول الربيع العربي، وأن يراجعوا حساباتهم السياسية في ظل ما أطلقت عليه عولمة الثورات الشعبية؛ وأن يسارعوا إلى مصالحة شعوبهم من خلال إرساء سياسات وقواعد العدالة الاجتماعية وإحداث تغييرات هيكلية جذرية في بنية النظام السياسي تقوم على إشراك الشعوب مشاركة فعلية لا صورية في صنع القرار السياسي، حتى لا يجد النظام السياسي نفسه في حالة صدام مع إرادة الشعب ويحدث له كما حدث في بلدان الربيع العربي... وهنا نستحضر القول المأثور «إذا فاتك الفوت ما ينفعك الصوت»... فمن يرفع الشراع؟
إقرأ أيضا لـ "عيسى سيار"العدد 3490 - الثلثاء 27 مارس 2012م الموافق 05 جمادى الأولى 1433هـ
الكاتب المحترم عيسى سيار
انامواطن عربي من دول المغرب العربي اتابع مايحدث بالبحرين عن طريق الجرائد واصبحت الان متابعا لهذه الجريده بالتحديد لسبب واحد حيث تتمتع بالصدق وكتاب الاعمده فيها يتميزون بالثقافه والاخلاق وبجودة مقالاتهم التي هي عباره عن فلسفه وتحليل جيد جدا.كنت ايضا اتابع جرائد البحرين الاخرى سابقا ولكن يوسفني القول انها تتميز ب.... في جميع المجالات وكتاب اعمدتها .... مسيئون جدا للشعب البحريني ولهم ميزه كبيره باالتطرف لانني اتابع كل شيء عبر الانترنت اليوتيوب.طبعا انا متخصص في اللغه العربيه الفصحى شكرا ل
يقول محمود درويش
أقول للمُحكم الأصفاد حول يدي
هاذي اساوير اشعاري و إصراري
في حجم مجدكم نعلي و قيد يد
في طول عمركم المجدول بالعار
أقول للناس للأحباب نحن هنا
أسرى محبتكم في الموكب الساري
في اليوم أكبر عاما في هوى وطني
فعانقوني عناق الريح للنار
بــ ــوح وطـــ ـــن
رائعٌ هو القدر الذي ينتظر الشعوب المتوردة بدماها..
ورائعةٌ هي الحرية حين تُقطف ثماراً للأرواح المُضَحية..
ورائعُ هو القادم.. ومضيئٌ ذلك النهار الذي ينتظر..
ينتظرنا أو بانتظار أجيالنا القادمة...
رائعٌ ما كتبت أستاذي
لا فُضّ فوك
بوحٌ من البحرين
النصر آت
إن الشعوب التي ثارت بها الهمم
بركانها غضب يا ويل من ظلموا
صف الخباز وطابوره
طابور الخباز طويل لكن الخباز سريع سرعان ما لبى طلبات زبائنه