ليس من شك في أن الخليج العربي يتعرض لأزمة حقيقية تستهدف أمنه وعروبته، وقد اتسعت هذه الأزمة كثيراً بعد أحداث «الربيع العربي»، إذ ان هذه الأحداث سهلت لبعض دول الجوار التدخل في الشئون الداخلية لهذه الدول، بالإضافة إلى أن هذا «الربيع» قد لا يستثني أحداً مادامت الظروف مواتية له ومادامت دول الخليج لم تتحرك بسرعة لتدارك أوضاعها وإصلاح ما فسد من شئونها.
الباحثون يرون أن عروبة الخليج مهددة؛ فالإحصاءات تؤكد أن نسبة الأجانب نحو 38 في المئة من نسبة السكان، وأن نسبتهم في الإمارات نحو 90 في المئة وفي قطر 72 في المئة وفي البحرين وعمان 26 في المئة وفي الكويت 65 في المئة أما في السعودية فنسبتهم نحو 30 في المئة، وهذا العدد الكبير يشكل تهديداً كبيراً على عروبة الخليج وثقافته وارتباطه بتاريخه، بالإضافة إلى تأثيره على الأمن والاقتصاد واستنزافه لموارد هذه الدول بشكل كبير.
ويزداد الخطر على الهوية العربية لدول الخليج عندما ندرك خطر انتشار المدارس الأجنبية على أطفالنا وشبابنا وتأثيرها المدمر على لغتهم وهويتهم وإسلامهم.
وإذا أضفنا إلى هذا الخطر تأثير العاملات الأجنبيات اللواتي تمتلئ بهن معظم بيوت الخليجيين على الأطفال أدركنا أننا نتعرض لغزو ثقافي كبير قد يصعب التخلص منه مستقبلاً.
واتفق الباحثون على أن أمن الخليج في خطر كذلك؛ والمؤسف أن دول الخليج لم تقم بواجبها كاملاً في حماية أوطانها وأبنائها مما يراد بهم وأوكلت هذه المهمة للولايات المتحدة! وهناك تهديد إيراني متكرر لدول الخليج، وهناك تدخل في الشئون الداخلية لبعض الدول الخليجية، هذا بالإضافة إلى الخطر الاسرائيلي والأميركي على هذه الدول وإن كان بأشكال متنوعة!
كان من المفترض أن تتوحد هذه الدول لكي تصبح قوية، لكنها لم تفعل. وكان من المفترض أن يكون لها جيشٌ قوي واحد يحمي حدودها، لكنها لم تفعل أيضاً. وكان ينبغي أن تكون لها سياسة واحدة مع الدول الكبرى لكنها آثرت أن تكون متفرقة لكل واحدة منها علاقاتها الخاصة مع أميركا وغيرها. وبهذه السياسة أصبحت كلها ضعيفة تتطلع إلى قوي يحميها عند الأزمات لكن هذا القوي لن يفعل ذلك لوجه الله!
لكي يحمي الخليجيون أنفسهم لابد من عمل مشترك يجمعهم ويوحدهم، وإذا أرادوا حماية عروبتهم فليعتزوا بلغتهم ويجعلوها لغة التعليم في مدارسهم وجامعاتهم.
الخليج ليس بمنأى عن الأطماع الخارجية، وما لم يتحرك أبناؤه وقادته لحمايته فقد يصيبهم ما أصاب غيرهم من التشتت والضياع.
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 3489 - الإثنين 26 مارس 2012م الموافق 04 جمادى الأولى 1433هـ
قالها ابن خلدون
لقد كانت العرب ( و لا زالت ) عيالا على غيرها
الاسلام انتشل العرب من كونهم عالة على غيرهم لكن الدول التي تتالت بعد الاسلام الرشيد اكبت العرب على امهات رؤوسهم ....يا الله بالفرج
صح النوم
صح النوم الاجانب في البحرين وصلوا ال 60 بالمائة ادا مو اكثر
bahraini
What are you talking about please
سأكون شاكراً مُمتناً لك كثيراً أستاذي الفاضل!!
لو تكرّمتَ و منحتني بضع لُحيظات من وقتك, و قُمتَ بالتعليق على السؤالين أعلاه.
مع خالص المودّة
سؤال آخر من بعد إذنك عزيزي الهرفي!!
ماذا تقول بالذي خلُص له تقرير لجنة تقصّي الحقائق, بأنّه لا علاقة لإيران ... بأحداث البحرين؟!!
مع فائق الإحترام
سؤال صغيّر
اقتباس:
((هناك تهديد إيراني متكرر لدول الخليج))
ما هو تعليقك يا أستاذ الهرفي على تصريح الإماراتي "ضاحي الخلفان" الذي ادّعى فيه بأنّ "الأخوان المسلمون" يسعون للسيطرة على دُول الخليج؟!!
مع وافر التحيّة