العدد 3489 - الإثنين 26 مارس 2012م الموافق 04 جمادى الأولى 1433هـ

المسيلات الخانقة مرةً أخرى

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لم أكن أتوقّع حين تلقيت مكالمةً من أحد المواطنين من قرية الغريفة، مساء السبت الماضي، أن شكواه ستأخذ طريقها إلى الصفحة الأولى.

كان يتكلّم بسرعةٍ كمن يستغيث لإنقاذ مأتم القرية من ألسنة النيران، وظننت أن في الأمر مبالغةً، وقال إن الأهالي تجمّعوا لإطفاء الحريق إلا أن قوات الأمن ألقت عليهم مسيلات الدموع. ثم أخذ يسعل وانخفض صوته... وانقطعت مكالمته.

في الصباح، قرأنا خبراً على الأولى: «الداخلية تقول: حريق مأتم الغريفة بسبب المولوتوف، والأهالي يردون: بسبب مسيلات الدموع». وبقية تفاصيل الخبر نشرت في الصفحة التاسعة (محليات)، التي اشتملت على تسعة أخبار، ثمانية منها متعلقة بمسيلات الدموع، مع ثماني صور.

في أعلى الصفحة خبر رئيسي يقول: «عائلة متوفى شهركان تتقدم ببلاغ إلى الشرطة»، وعنوان فرعي: «استنشق الغازات المسيلة وفارق الحياة قبل زواجه»، في إشارة إلى الشاب أحمد عبدالنبي البالغ من العمر 31 عاماً، مع صورة شخصية، إلى جانب صورة للنافذة التي اخترقتها طلقة القنبلة المسيلة للدموع.

الخبر الثاني عن احتراق سيارة بمسيل الدموع في البلاد القديم، اخترقت زجاجها الأمامي وهي متوقفةٌ أمام مأتم أنصار الحسين، عند مدخل منطقة الخميس. وإلى جواره خبر عن «خسائر في ممتلكات أهالي السهلة بفعل الغاز المسيل للدموع»، حيث أكدوا أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها ممتلكاتهم للتلف للسبب ذاته، بما فيها اختراق عشرات الطلقات لنوافذ منازلهم. وشكا أحدهم من تعرض منزله للحريق، بينما شكا آخر من نفوق عشرات الحيوانات والطيور التي قدّرها بمئات الدنانير.

تحت هذا الخبر مباشرة، هناك خبرٌ آخر عن «اندلاع حريق بمنزل بفعل مسيل الدموع في قرية النويدرات»، حيث تشهد بين فترة وأخرى مناوشات أمنية يستخدم فيها الغاز والطلقات المطاطية بكثافة بحسب الأهالي، وتؤدي إلى أضرار بالمنازل وتهشيم نوافذ واختناقات. وفي الخبر المجاور «اختناق عائلة بحرينية بالسنابس بفعل مسيل الدموع»، حيث استطاعت العائلة الخروج من المنزل بمساعدة الجيران. أما آخر الأخبار فيتحدث عن «تضرر حافلة مواطن بفعل مسيل الدموع بسلماباد»، وهي شكوى ترد على الصحيفة بشكل يومي من مناطق مختلفة من البلاد.

في عدد أمس (الاثنين)، وفي الصفحة التاسعة، خبر بعنوان «الأوقاف الجعفرية تتفقد مأتم الغريفة إثر احتراقه مساء أمس الأول»، مع صورة توضح حجم الدمار الذي لحق بالمأتم جراء الحريق، مع ذكر رأي وزارة الداخلية التي ذكرت على حسابها على «تويتر» أن المولوتوف تسبب في حريق المأتم، بينما ذكر الأهالي أن عدداً كبيراً منهم تعرضوا لإصابات متفرقة بعد أن قامت قوات مكافحة الشغب بإطلاق عبوات الغاز المسيل للدموع والمطاط عليهم أثناء محاولتهم إخماد الحريق الذي أتى على المأتم وجميع محتوياته بصورةٍ كاملة.

أسفل الصفحة خبر «الداخلية: مجموعات تغلق الشوارع بعد ختام عزاء متوفاة بجدحفص»، وتشير إلى أنها اتخذت الإجراءات القانونية حيال مجموعات من المخربين قاموا بأعمال شغب وتخريب وإغلاق الشوارع. وهي لازمة باتت معروفة عن ظهر قلب في ختام مراسم عزاء ضحايا باتوا يتساقطون أسبوعياً بمعدل اثنين أو ثلاثة، اختناقاً بفعل الاستخدام الواسع النطاق في الأشهر الأخيرة، للأنواع الجديدة من مسيلات الدموع، ضد مناطق شعبية محسوبة على المعارضة، ذات كثافة سكانية عالية، وبنية تحتية هزيلة، وخدمات عامة متردية، وتعاني من حرمانٍ طويل.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3489 - الإثنين 26 مارس 2012م الموافق 04 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 33 | 1:26 م

      bahraini

      This is what they call it made in bahrain . At least we can make tear gas And much more ,Ya subhaan ALLAH

    • زائر 32 | 8:47 ص

      قفوا

      هذا بلد الغانون بلد الغاب وعذاب الناس

    • زائر 31 | 7:42 ص

      ليس فقط الحتجين يستخدمون مالتوف

      فيديوهات وضحت ان الملتوف يستخدمه غير المحتجين

    • زائر 30 | 7:28 ص

      اذا عرف السبب

      كلام جميل عن المسيلات للدموع و لاكن لماذا لا يذكر السبب وراء اطلاق هذه القذائف؟ أهي للتسليه أم شيئ آخر ؟ يقولون ان لكل فعل رد فعل اليس كذالك . ابحثوا عن السبب فان عرف السبب بطل العجب .

    • زائر 29 | 6:27 ص

      العوض على الله

      محل في بيتنا مستأجر لاسيويين يتعرض للمرة الثالثة لعبوات الغاز السام واجهته مهشمة وحالات اختناق بينهم ماذنبهم ... سيارة لبنت اختي تهشم زجاجها للمرة الثانية وهي بقرب منزلهم ما الداعي لكل هذا ... والله حرام

    • زائر 26 | 5:39 ص

      وكأنهم يتعاملون مع أعداء في حرب

      من يرى طريقة رمي مسيلات الدموع والهستريا التي هم فيها يقول داخلين حرب ، حيث الوحشية في التعامل لكل مار على الطريق والضرب يمينا وشمالا رجل امرة طفل شايب شباب المهم انت من تلك المنطقة ( راحت عليك ) هذه الطريقة الحضارية جدا التي يتعاملون بها خاصة بعد ان أقر تقرير بسيوني اني الشرطة يراد لها تدريب للتعامل مع المظاهرات السلمية .

    • زائر 24 | 3:56 ص

      خلي لنا... للميتين في غد لو دمعتين

      واقع البحرين يذكرني بقصيدة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش

      يا أمه !

      لا تقلعي الدموع من جذورها

      خلي ببئر القلب دمعتين !

      فقد يموت في غد أبوه... أو أخوه

      أو صديقه أنا

      خلي لنا ...

      للميتين في غد لو دمعتين... دمعتين !

    • زائر 23 | 3:39 ص

      قمع لامنازل

      يبدوا ان المنازل في مسيرات غير مرخصة لذلك يتم تفريقها(احراقها) بمسيلات الدموع!

    • زائر 22 | 3:27 ص

      طرق الاستخدام الخاطيء

      لكل شيء طريقة استخدام وطرق استعمال فهل
      من يستخدم مسيل الدموع على دراية تامة بطريقة الاستخدام ؟
      انا لا اعتقد ان المستخدمين لهذه المواد الخطرة على علم بما يطلقون وما هي تأثيراته اذا القي بطريقة خاطئة

    • زائر 21 | 3:03 ص

      هل تعلمون ؟

      هل تعلمون بأننا في موطن ... ابناؤه في ارضه غرباء ؟؟

      السلام على شهداءنا الابرار رحمهم الله .

      البارحه كانت سحب بيضاء تغطي قريتنا ابنتي تقول لي انظري امي كأنها سحابة كبيرة قلت لها نعم الجو رطب ولا وجود للرياح لذلك تتكون بهذه الصوره.

      المشتكى لله .. ونقول كما قال امامي وحبيبي الحسين عليه السلام :انه هون ما نزل بنا انه بعين الله "

    • زائر 18 | 2:20 ص

      نصبح ونمسي مع مسيلات الدموع

      اولا: هي ليست مسيلات دموع وانما غازات سامه
      ثانيا: وبدون مبالغة, اصبحت رائحة المسيلات موجوده 24 ساعة (على طول) من كثرة الاستخدام المفرط وشدة الرائحة (واجد قوي) غير طبيعية
      ثالثا: كم من امراة اجهضة بفعل هذه الغازات ( اليس هولاء شهداء)
      رابعا: اشكر الاستاذ قاسم حسين و الوسط لنشر البعض والقليل من مظلومية هذا الشعب لمايقاسيه
      اخيرا: ارجو من الوسط كتابة موضوع او درسة عن مدى الضرر الممكن حدوثهُ بعد فترة من الاسخدام المفرط ل هذه الغازات علينا (اذا عشنا) و على الجيل القادم

    • زائر 17 | 2:13 ص

      للتصحيح سيدنا

      سيارة البلاد القديم الطلقة اخترقت الزجاج الخلفي مع العلم ان الزجاج الخلفي كان قد تعرض للطلقة مسيل دموع من قبل

    • زائر 15 | 2:06 ص

      كانت الحمامة مطمئنة مع فراخها في مكان آمن ولكن المسيلات ليس لها حدود

      هذا ما حدث عند اطلاق مسيلات الدموع لا يعرف بشر ولا حشر ولاحيوان ولا انسان الكل يحصل على نصيبه من الاختناق وحسب مقاومته و مناعته لهذه السموم القاتلة ؟؟
      الا يوجد عاقل رشيد يمكن أن يتفهم ؟ ويعاملنا كبشر وكمواطنين على الاقل من ناحية انسانية ؟
      اين حقوق الانسان والحيوان ؟

    • قلم أسود | 1:36 ص

      حادثة

      في منطقتنا اخترقت عبوة مسيل الدموع أو الغاز السام بالمصطلح الصحيح للعبوة .. اخترقت الزجاج الخلفي لسيارة أخي واحترق الكرسي الخلفي فخرج هو لاطفاء الحريق كون الحلال عديل الروح ولكنه تفاجأ بالطلق المباشر عليه فرجع أدراجه فلا شيء أعز من الروح
      والحمد لله الخسائر كانت جزئية
      لذا أنا أصدق رواية أهالي الغريفة لأني عاينت الأمر بعيني في منطقتنا ومثل ما يقولون زيد أخو عبيد

    • زائر 13 | 1:34 ص

      الى متى

      الى متى التفنن في قتل الابرياء واهدار المال العام لشراء السم القاتل لقتل الامنيين في بيوتهم

    • زائر 12 | 1:32 ص

      صباح الخير سيدنا

      ياسيد هل اي دوله في العالم العربي تعرض شعبها او يتعرض لما تتعرض له الناس في البحرين واغرب مافي الامر ان البحرين استخدمت مخزون من مسيلات الدموع والغازات الخانقه في سنه مالم تستخدمه اسرائيل ضد الفلسطينين في عشرات السنين نتائج العربده في استعمال هذه الغازات كارثيه و لاتقتصر على القرى وانما سيعاني منها كل اهل البحرين بدون استثناء والغازات والتلوث لا تفرق بين مذهب واخر او موالي ومعارض وكون الرياح في البحرين غالبا من الشمال فسئلوا من كان في الصخير عن معاناتهم من الغازات هذا العام..ديهي ح

    • زائر 11 | 1:31 ص

      والله عيب الجذب وبالخصوص ادا من جهه رسمية

      خبروا الداخلية ان مسيل الدموع ادا سقط على شئ قابل للاشتعال ممكن يشعل النار او ممكن يولع حرقة او يمكن يوري ضو او يمكن يحرق المكان او يمكن يسويه رماد والدخان في مكان مغلق يخنق ويسبب وفاة او موت او يمكن يلبس الواحد كفن ويدفنونه
      والله استحوا يا وزاره
      على قولت الشمطوط فشلتونه

    • زائر 10 | 1:27 ص

      الإدمان

      صرنا مدمنين على هالغازات

    • زائر 9 | 12:56 ص

      يالله بالفرج

      ان الله مع الصابرين

    • زائر 7 | 12:49 ص

      هذه الاجراءات الجديدة بعد التدريب المقترح من لجنة بسيوني..

      اتخذت الإجراءات القانونية حيال مجموعات من المخربين قاموا بأعمال شغب وتخريب وإغلاق الشوارع. وهي لازمة باتت معروفة عن ظهر قلب في ختام مراسم عزاء ضحايا باتوا يتساقطون أسبوعياً بمعدل اثنين أو ثلاثة، اختناقاً بفعل الاستخدام الواسع النطاق في الأشهر الأخيرة، للأنواع الجديدة من مسيلات الدموع، ضد مناطق شعبية محسوبة على المعارضة، ذات كثافة سكانية عالية، وبنية تحتية هزيلة، وخدمات عامة متردية، وتعاني من حرمانٍ طويل.

    • زائر 6 | 12:48 ص

      لا حياة لمن تنادي

      لا حياة لمن تنادي يا سيدنا العزيز فهولاء ليس بشر يملكون من الإحساس معنى أو من الانسانية نقطة حتى . نعم هم يحاولون قتلنا بالموت البطيئ ولكننا نقول لهم سنبقى صمود وشكرا لك يا سيدنا الف مرة

    • زائر 2 | 12:38 ص

      لصبر حدود

      كل شىء فى الدنيا له حدود ...................

    • زائر 1 | 11:12 م

      ما اقساه من فلفل ؟!!

      هل تذكر يا سيد عند ما كتبت قبل 6 اعوام عن المسيل للدموع ... وجاء الرد من قبل الداخلية بان مسيل الدموع ما هو الا فلفل مطحون...!! نعم إنه الفلفل المطحون الذي تسبب حتى اليوم في شهادة اكثر من 30 مواطن واحتراق العديد من المباني والسيارات .. واجزم إن ما يقل عن 100 شخص ليليا يتعرضون لإختناقات متعددة بفضل هذا الفلفل .. اتصلت قبل شهور بـ 999 محاولا الاستنجاد من هذا الفلفل .. قلت لهم إننا نختنق واطفالنا يتقيئون من الفلفل المطحون .. وكان الرد .. هذا بسبب المخربون .. فما اقساه من فلفل

اقرأ ايضاً