أكد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة أن مستقبل البحرين زاهر بقيادة جلالة الملك، وبوقفات شعبها وتصديهم لكل ما يعكر صفو وحدتهم التي هي الباعث للنهضة والتنمية، لافتاً إلى أن جلالة الملك وفق في تأسيس تنظيم مؤسساتي فريد، فتح المجال أمام الحريات والمشاركة الشعبية، مما يتنافى معه اللجوء إلى الطرق غير الحضارية للتعبير عن الرأي.
جاء ذلك خلال استقباله بديوان سموه صباح أمس الإثنين (26 مارس/ آذار 2012) لعدد من كبار المسئولين بالمملكة ورجال الدين والفكر والصحافة والإعلام وجموع من المواطنين.
ودعا صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء خلال اللقاء إلى أن يضطلع كل مواطن بدوره في الدفاع عن الوطن بالكلمة والموقف وإظهار الحق وبيان زيف من لا يريد الخير لهذا الوطن، وأكد ضرورة أن يستغل الانفتاح لتعظيم الإنجازات والمكتسبات، لا أن يكون مدخلاً لتجاوز القانون وتهديد أمن المجتمع واستقراره، مؤكداً أن الحرية والديمقراطية التي تأصلت في البحرين يجب السمو بها عن التصرفات التي تؤثر عليها، فالتخريب وتدمير الممتلكات ليس من الحرية في شيء، وأن الحكومة ستتعامل مع هذه الأحداث في الإطار الذي حدده القانون وبما يضمن حماية المواطنين وسلامتهم ورد كل من يسيء للوطن، لافتاً إلى أنه حتى الدول العريقة في الديمقراطية لا تسمح أبداً بأن يختبئ أحد تحت عباءة الديمقراطية ليخرب البلد، لأن الأمن والاستقرار أولوية لا يتقدم عليهما أي أمر آخر.
ولفت سموه إلى أن الاختلاف في وجهات النظر ظاهرة صحية في مجتمع ديمقراطي قائم على الحرية، ولكن هذا الاختلاف يجب ألا يتجاوز إطار مصلحة الوطن ويصبح عنصر تهديد لسلامة المجتمع ويخرج عن مساره الطبيعي والحضاري.
وأكد أن الحكومة يهمها كثيراً ألا يمس أي مواطن ولا يصيبه أي شر فالجميع أبناء هذا الوطن وشركاء في أمنه واستقراره، مشيراً إلى أن شعب البحرين كان وسيظل عائلة واحدة ولا أمل لمن يحاول أن يشق الصف بأن يصل لمبتغاه.
ونوه بما تمتلكه مملكة البحرين من كفاءات إعلامية تُبشر بتطور ونمو كبير في هذا المجال وتؤهل الإعلام الوطني بأن يكون متحدثاً باسم الوطن مدافعاً عنه وسداً منيعاً في وجه حملات التضليل والتدليس التي يقودها البعض ضد البحرين، فيما نوه سموه بكتاب الأعمدة وما تعكسه كتاباتهم من حس وطني ونظرة مستقبلية تقوم على أسس متينة.
وتطرق مع الحضور إلى الأوضاع ومستجداتها إقليمياً ودولياً، حيث أكد سموه في هذا الصدد ضرورة تعزيز التعاون العربي وتوحيد الكلمة والموقف لضمان أن تبقى هذه المنطقة الحيوية في استقرار وأمان.
تلقى رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة برقية شكر وتقدير وامتنان من رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين عصام عبدالله فخرو للموافقة على تمديد تجميد رسوم هيئة تنظيم سوق العمل حتى 30 يونيو/ حزيران 2012، والتوجيه بتأجيل العمل بالزيادة على رسم القيد والتسجيل التجاري، وتكليف اللجنة الوزارية للشئون المالية والاقتصادية بالتنسيق مع وزارة العمل وهيئة تنظيم سوق العمل بدراسة تداعيات الرسوم وإمكانية ربط قيمتها بحجم المؤسسة بالشكل الذي يزيد من دعم الحكومة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
كما أعرب عن تقديره للقرارات الحكيمة والمواقف الكريمة والأدوار الوطنية من قبل رئيس الوزراء في سبيل دعم القطاع الخاص والجهود المبذولة لدعم وانعاش هذا القطاع وتحريك النشاط الاقتصادي في مملكة البحرين، داعياً الله سبحانه أن يطيل عمر سموه وأن يبارك جهوده وينعم على البحرين بالأمن والاستقرار وبالمزيد من التقدم والرخاء.
العدد 3489 - الإثنين 26 مارس 2012م الموافق 04 جمادى الأولى 1433هـ