أعلن البنك الدولي الجمعة ان ثلاثة مرشحين يتنافسون لتولي رئاسته خلفا لروبرت زوليك الذي تنتهي ولايته في الثلاثين من حزيران/يونيو المقبل، هم اميركي وكولومبي ونيجيرية.
وقالت هذه الهيئة المالية الدولية في بيان نشر بعد انتهاء مهلة تقديم الترشيحات ان المرشحين الثلاثة هم الاميركي جيم يونغ كيم والكولومبي خوزيه انتونيو اوكامبو والنيجيرية نغوزي اكونجو ايويلا.
وقبل ساعات قليلة من انتهاء موعد تقديم الترشيحات، اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما انه اختار الطبيب وعالم الانتروبولوجيا جيم يونغ كيم (52 عاما) الذي يتحدر من كوريا الجنوبية ويترأس جامعة دارتماوث العريقة.
وقال الرئيس الاميركي ان "كيم امضى اكثر من عقدين في العمل من اجل تحسين ظروف الحياة في الدول النامية".
وشكلت تسمية جيم يونغ كيم مفاجأة لان اسمه لم يرد قبلا بين المرشحين المحتملين لخلافة زوليك.
وقال مصدر قريب من البنك الدولي لوكالة فرانس برس "لم يكن (ترشيحه) متوقعا اطلاقا".
من جهته، قال مسؤول كبير في وزارة الخزانة الاميركية ان اول الذين فوجئوا بترشيح كيم هم شركاء الولايات المتحدة في هذه الهيئة المتخصصة بالمساهمة في التنمية، والذين لم تتم استشارتهم.
وقبل ساعات من انتهاء المهلة، اعلنت جنوب افريقيا القوة الناشئة في القارة، ترشيح وزيرة المالية النيجيرية نغوزي اوكونجو ايويالا (57 عاما) التي كانت تعمل في ادارة البنك وتعد منافسة جدية للمرشح الاميركي.
وكان وزير المالية الكولومبي السابق والاستاذ حاليا في جامعة كولومبيا خوسيه انطونيو اوكامبو (59 عاما) اعلن الاربعاء ترشحه للمنصب.
وعبرت مجموعة المنظمات غير الحكومية اوكسفام انترناشونال عن ارتياحها "لوجود نقاش حقيقي حول طريقة الحصول على ادارة شرعية وتتمتع بمصداقية للبنك الدولي"، مشيرة الى ان افريقيا "تقدمت بمرشحة تتمتع بمؤهلات كبيرة".
وبموجب اتفاق ضمني بين الولايات المتحدة واوروبا يتولى رئاسة البنك الدولي اميركي بينما يتولى ادارة صندوق النقد الدولي اوروبي.
وكيم ليس معروفا لكنه تولى ملف الايدز في منظمة الصحة العالمية. وهو مختلف تماما عن الذين تولوا رئاسة البنك الدولي الذين جاؤوا جميعهم تقريبا من اوساط السياسة او المال.
وقال مارك فيسبروت من مركز الابحاث الاقتصادية والسياسية انه "اذا اصبح كيم رئيسا (...) فسيكون اول شخص مؤهل لهذا المنصب" يشغله منذ انشاء هذه الهيئة المالية الدولية.
وتعول واشنطن على التزامه قضايا المجموعات الاكثر ضعفا واصوله (هاجر الى الولايات المتحدة عندما كان في الخامسة من عمره) لايجاد توافق حول اسمه في مجلس ادارة البنك الذي يضم ممثلي 25 بلدا او مجموعة دول.
وفور اعلان ترشيح الاميركي جيم يونغ كيم، عبر وزير المالية الكندي جيم فلاهيرتي عن دعمه لانتخابه. وقال ان "كيم قيادي بارز في مجال التنمية والصحة في العالم ومشهود له في عمله في مكافحة انتشار الايدز والسل في الدول النامية".
واضاف "نعتقد انه المرشح الافضل لتولي منصب رئيس البنك الدولي".
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه انه "ليس هناك اي سبب حاليا" للتشكيك في اتفاق تقاسم السلطة بين الاميركيين والاوروبيين في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وقال مصدر قريب من البنك الدولي ان "الامر لن يكون بسيطا على الاوروبيين لانه من الصعب عليهم دعم هذا الترشيح الضعيف بالمقارنة مع ترشيح" وزيرة المالية النيجيرية.
واضاف "لا احد يعرف تفاصيل عن كيم".
واعترف مسؤول اميركي كبير بان اختيار رئيس للبنك يمكن ان يشكل موضوع خلاف للمرة الاولى.
وقد صرح المستشار الاقتصادي للرئاسة الروسية الجمعة ان جنسية الرئيس المقبل للبنك الدولي اقل اهمية من زيادة دور دول "بريكس" (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا) في الهيئات الادارية.
وقال البنك الدولي ان مدراء البنك ال25 سينظمون "مقابلات رسمية مع المرشحين الثلاثة في واشنطن مع بدء عملية اختيار الرئيس الجديد بالاجماع قبل اجتماعات الربيع" التي تعقد في 20 نيسان/ابريل.