بالأمس القريب، احتفلت كشافة العالم بمرور 100 عام على تأسيس الحركة الكشفية، التي تستهدف وتستقطب الأشبال والفتية والمتقدم الناشئة والجوالة من مختلف الأطياف، وذلك عندما أسسها اللورد بادن باول (Baden Powell) في جزيرة البراون سي ببريطانيا العام 1907. وبالأمس أيضاً، تزامن مرور أكثر من 80 عاماً على تأسيسها في مملكة البحرين، إذ كانت البدايات العام 1927 بمدرسة أبي بكر الصديق (المعارف سابقاً) بالمنامة.
«كانت البداية بتأسيس (كشافة السلم) حتى يمحو باول الصورة العالقة بالأذهان وقتها، بتلك التجربة التي خاضها في موقعة (مدينة مفكنج التاريخية)، وبدأ يشرح هذا التنظيم الأهلي الجديد على أنه وسيلة لتدريب الفتى للاعتماد على الذات وتنمية الشخصية، كذلك التنشئة الوطنية والاجتماعية التي تبث فيه الاعتزاز بقوميته والإيمان بمواطنته ووطنه وتزوده بالمثل العليا». (الاقتباس: من كتاب حركة الكشافة العربية لفتحي أحمد هادي السقاف).
واليوم، تحتفل الحركة الكشفية بيوم الأخوة الكشفية العربية الذي يصادف 22 مارس/ آذار من كل عام، وهو يوم تأسيس جامعة الدول العربية 1945، واختير هذا اليوم تقديراً لدور الجامعة في دعم الحركة الكشفية العربية منذ موافقة المجلس في الدورة 21 العام 1954 على تأسيس المنظمة الكشفية العربية. كما تتزامن المناسبة بالاحتفال بالمئوية العربية 1912 – 2012. فقد تأسست أول فرقة في الوطن العربي بالجمهورية اللبنانية ببيروت من قبل المرحوم المربي محمد عبدالجبار خيري.
يحتفل في هذا اليوم، يوم الأخوة، الأعضاء المنتسبون بتجديد روح التآلف والتكاتف عن طريق تعزيز أواصر الأخوة الدائمة التي تنم عن عمق العلاقات والروابط الناشئة بواسطة التعارف الذي غالباً ما يتحول إلى أقصى درجات الصداقة.
تتميز الكشفية عن سواها بين سائر الجمعيات، بكونها تمثل أسلوب حياة قائم بذاته، فهي لا تفرق بين طائفة ولا مذهب ولا جنس ولا لون، فهي تشمل الجميع، إذ تتقاطع بشكل ملحوظ مع القانون العالمي لحقوق الإنسان للعام 1948 الذي ورد في المادة الثانية منه أنه «لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع آخر، دون أية تفرقة بين الرجال والنساء».
تقوم الكشافة على تكريس روح الأخوة بشكل تلقائي، من خلال الاندماج في إقامة الأنشطة والبرامج طيلة السنة الدراسية، متخذين من المنهاج الكشفي طريقاً نحو التنفيذ بما يتضمن ذلك من برامج دينية، وطنية، كشفية، اجتماعية وبيئية، رياضية وصحية.
وتلعب المخيمات، دوراً مهماً في توطيد علاقات الروابط الأخوية، التي تستمر لسنوات طوال، وربما تتصل في ديمومتها إلى مدى العمر، في مكان قد احتواهم ولايزال، يجتمعون فيه ويتقاسمون يومياتهم وفق جدول وضوابط، يلفهم المرح، يولد فيهم ولديهم كيمياء المحبة، في مكان يكون فيه قاسمهم المشترك هو راية العلم.
إن من يعتاد في حياته، أن يكون حب الوطن مغروساً ومترجماً في تصرفاته وسلوكياته، حركاته وسكناته، يكون بالتأكيد صاحب روح وطنية يتميز ويفاخر بها. وإن من تنغرس في ذهنيته هذه الروح، ينعكس ذلك وبكل تأكيد إلى كونه شخصاً مؤثراً يحمل رسالة عظيمة بين أخوته وأقرانه. فما بالك، وما قولك، فيمن يتتلمذون ويتربون على هذه الغُرُس الطيبة وهم جماعات وأفواج.
على الأرجح، سيكون لذلك شأن آخر، وعالمٌ يحق لهم فيه أن يجتمعوا تحت راية الأخوة، مع اقتران اجتماعهم على حب العلَم الرمز، والوطن الأم، والأخلاق المبدأ. يجتمعون على مبدأ السلام ونبذ الفرقة وخدمة المجتمع، مضيفين إلى خبرتهم خبرات وإلى تواصلهم مزيداً من التواصل.
لقد استطاع، وأثبت، أعضاء وقيادات الحركة الكشفية في البحرين التأكيد على أنها حركة لا يمكن لها أن تكون وليدة تصرف ووليدة لحظة عابرة، بقدر ما هي مبادئ من الصعوبة أن يبدلها أي طارئ، أو حتى يقوم بتبديلها الطارئون، راسخة في قيمها وعطاءاتها، وأثبتت وتثبت، أن لها «وعداً» له جنود تفيه، و «قانوناً» له أشخاص كفوءة تلتزم به.
إلى جميع من تتمثل فيهم روح الكشفية، تهنئة، وإلى جميع أصدقاء الكشافة تهنئة، وإلى المؤسسين والرواد في العالم والوطن العربي، إلى من يجدون في التطوع غريزة، تجعلهم متمسكين ومتشبثين في عدم مبارحتها، تهنئة وتهنئة وزيادة. إلى الجميع، تهنئة... مئوية، أخوية، كشفية، عربية.
صادق أحمد
إن هذا العيد لي ولكِ يا حبيبتي ليس لغيرنا...
حين يسيل دمكِ فى شراييني
حين نشعل النجوم فى السماء
هذا اليوم هو أسعد يوم في حياتي حيث يضم حبي لكِ
أهديكِ كل كلمات الحب وكلمات الغرام
أهديكِ قلباً لا ينبض إلا بكِ ولا يدفق دماً إلا بهِ اسمك
أهديكِ عمراً وكم أريد أن أحياه معكِ إلى آخر أنفاسي
أنا مهما قلت من كلمات لا تكفيني الكلمات
ولا يسعني الوقت لأقول لكي كم أحبكِ
أحببتكِ وأنتِ قريبة مني وعشقت كل ما فيك
وأحببتكِ في البعد أكثر لأنكِ ملكتي كل تفكيري يا أغلى ملاك أحببت أن أقول
حبكِ أعماني... فلا أكاد أرى حباً غير حبك يكفيني
حبكِ أغناني... فلا أكاد أطلب حباً غير حبك يعطيني
كل عام وأنا حبيبكِ وأنت حبيبتي.
فحبكِ أنشأ في حياتي أعياداً كل لحظة تصف حبي وحالي.
وحبكِ غرس في حياتي أشواقاً كل لحظة تصف راحة بالي.
يالحبكِ المجنون... !
عام من حبنا وأنتِ حبيبتي...
كل عام وأنا معشوقكِ وأنتِ معشوقتي...
ابراهيم حسن الصيبعي
في مارس/آذار من كل عام، وإذا ما تلفع الكون بالربيع مجدداً، وبينما تشدو العصافير الملونة بألحانها الجميلة وهي تتنقل بين الأغصان التي كستها الأوراق الخضراء بعد شتاء بارد أفقدها إياها، كنت أنتظر أن يشدو جرس الباب بنغمته الهادئة معلناً عن وصول هديتك المعتادة، تفقدت الرزنامة لأتحقق أن اليوم هو الحادي والعشرين من مارس... وقد كان.
لعل المانع خيراً، ليس أمامي إلان سوى انتظار ساعى البريد يأتي حاملاً الطرد البريدي الذي يحوي هديتك كالعادة، فأنا أعدّ أيام الزمن وساعاته في انتظار هديتك... لا أذكر سوى مرة واحدة التي أخطأت في حسابي، حيث وصلت الهدية قبل موعدها بساعات قليلة، طال انتظاري لساعى البريد ولكنه لم يأت كعادته... يمر الوقت وبمروره تتناسل أسئلة القلق مستحضرة هواجس الخوف، ومع طول الانتظار يتزايد الشعور بالحزن، فما أصعب أن ينتظر الانسان لحظة لا تجيء!
هل يمكن لأحد أن يكسر ساعات الزمن أو يجر عقارب الساعة إلى الامام كي تمر بسرعة؟! أتمنى لو أسبق الزمن كي أرى مستقبل اللحظات القادمة، كنت أحسب أن قلق الأمهات غير مبرر طالما كان الأبناء بخير، بغض النظر عن بعدهم أو قربهم من أحضان أمهاتهم، لكن إن تأخر عادتك وعدم حدوثها جعل من حيرتي تأويلاً مفتوحا على كثير من الاحتمالات... يكاد يقتلني الخوف عليك، ويمزق قلبي طول الانتظار... أترقب في صمت شديد أن يقرع جرس الباب معلناً وصول هديتك... مازلت أنتظر في ترقب!
في مارس من العام التالي... وتحديداً يوم الحادي والعشرين... وفي صندوق البريد أمام المنزل وضع ساعى البريد لفافة مزركشة بعد أن فقد الأمل في أن يفتح له أحد باب المنزل، فالهدوء والصمت وحدهما هما من يسيطر على المكان، لقد ماتت الأم!
لا تأخذكم مشاغل الدنيا... فتنسيكم أقرب الناس إليكم .
أحمد مصطفى الغـر
إن إشعال الحريق يعتبر جريمة مادية من جرائم الضرر لأنها حتى إذا حدثت في نطاق ضيق فإنها قابلة للانتشار السريع في المكان والزمان أي أن ضررها قابل للتضاعف والامتداد وكون الضرر مصحوباً بخطر امتداده فإن الجريمة تقع تامة حتى لو تم إطفاء النار. والركن المادي فيها هو سلوك إيجابي مادي بحت يتمثل في إشعال النار بأي وسيلة ويستوي أن يكون إشعال النار في الثابت والمنقول مملوكاً لمشعلها أو لشخص آخر.
والركن المعنوي في الجريمة هو القصد الجنائي من إشعال النار عمداً والقصد يعني انصراف الإرادة إلى إشعال النار التي من شأنها تعريض حياة الناس أو أمولهم للخطر في مال ثابت أو منقول ولو كان مملوكاً للجاني فلا عبرة بالباعث أياً كان فقد يكون الباعث هو الحصول على قيمة الأشياء المحترقة المؤمن عليها أو قد يكون الباعث إخفاء معالم جريمة أو أي باعث آخر سواء التخريب أو الإتلاف المهم هو الإشعال الذي من شأنه تعريض حياة الناس أو أمولهم للخطر وسنتحدث اليوم عن الحريق الذي تنتج عنه وفاة الذي عاقبت عليه معظم التشريعات العربية والخليجية بعقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة ومنها المشرع البحريني.
ولاشك أن هذه العقوبة تتناسب مع كون هذه الجريمة من الجرائم ذات الخطر العام، فلم يتهاون المشرع في هذه الجريمة، حيث نصت على ذلك الفقرة الثالثة من المادة 277 من قانون العقوبات البحريني (تكون العقوبة الإعدام أو السجن المؤبد إذا أفضى الحريق إلى موت شخص) ويذكر أن المحرض على جريمة الحرق المؤدي إلى الوفاة سينال نفس عقوبة الفاعل الأصلي وهي عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة وفق المادتين 44 و45 من قانون العقوبات البحريني. إذا كان التحريض هو السبب المباشر إلى الوفاة نتيجة الحرق الذي تسبب فيه الجاني أشعل النار على أثر التحريض باعتباره شريكاً في الجريمة.
ولا يشترط أن تتجه نية الفاعل الأصلي أو المحرض إلى إزهاق روح إنسان أو قتله طالما توافر لديه التوقع المنطقي للأمور وهو عنصر العلم بأن من شأن هذا الفعل إحداث الوفاة فإذا حدثت الوفاة فعلاً كان العقاب الإعدام أو السجن مدى الحياة، وبشكل أبسط للقارئ لا يمنع من تطبيق العقوبة أن يكون الجاني قد تحقق من خلو المكان من الناس أو أنه لم يكن ينوي إزهاق روح كل هذه البواعث لا تعفي الجاني من العقوبة إذا ما أدى إشعال الحريق إلى موت المجني عليه حتى لو لم يقصد إحداث الموت طالما أن إشعال الحريق قد تم عمداً بهدف إشعال الحريق وأن القصد الجنائي هو قصد احتمالي يقتصر على توجه إرادة الفاعل اختياراً إلى وضع النار سواء كان الغرض إحراق المكان ذاته أو غرض آخر نتج عنه موت شخص والقول بغير ذلك أي بضرورة العلم اليقيني من شأنه أن يلغي إمكانية العلم مطلقاً لأن العلم اليقيني درجة يشك في وجودها أصلاً كثير من فقهاء القانون ولا يمكن قياسها إلا بعد وقوع الوفاة فعلاً أما قبل وقوعها فهو علم قائم على التدليل والتسبيب الشخصي ( قضاء الموضوع)، ولا يلزم العزم والتصميم على إزهاق الروح في هذه الجريمة لأن النية تكون قائمة بدون جدل إذا تم إشعال النار وكان من شأنه تعريض حياة الناس أو أموالهم للخطر والموت هي النتيجة المحتملة لذا يعاقب القانون على النتيجة لا الباعث.
ولاشك أن لهذه الجريمة ركنين ركن مادي وركن معنوي الركن المادي هو فعل إشعال الحريق ويلاحظ أن الجاني في هذه الجريمة يسأل أمام القانون عن القتل العمد إذا نشأ عن الحريق موت شخص ويسأل ولو لم يتوقع بالفعل هذه النتيجة فهي نتيجة كما ذكرنا سلفا محتملة وفقاً لما تجري عليه الأمور متى كان تعمد إشعال النار ناشئًا عن علم وإرادة بكافة النتائج الاحتمالية الناشئة عن فعله.
ولا تقوم الجريمة إلا عمدية فإذا نتج الموت بسبب حريق غير متعمد فلا تقوم هذه الجريمة وإذا جاء شخص بعد اشتعال الحريق وجازف بإطفائه وتوفي نتيجة عدم مراعاته الحيطة والحذر لا تقوم الجريمة لانتفاء صلة السببية بين الحريق والوفاة ولاشك أن الوفاة التي تنتج عن الحرق قد تطول أو تقصر فلا يمنع من إنزال العقوبة أن المجني عليه المتوفى نتيجة الحرق قد مات في يوم أو شهر أو سنة طالما أن علاقة السببية قائمة بين الفعل والنتيجة الإجرامية وطالما أن الطب الشرعي اثبت أن الوفاة نتيجة الحرق الجنائي.
أما إذا أسفر البحث والتحري عن أن الجريمة قد ارتكبت بغرض إرهابي وأخذت النيابة العامة في تحقيقاتها بالاتجاه الإرهابي وأقرت محكمة الموضوع بأن الوفاة الناتجة عن الحريق كانت بسبب إرهابي في جريمة الحرق فإن المشرع جعل العقوبة الإعدام حينما تكون نتيجة الحرق الإرهابي هي الوفاة وهو ما يوضح للكافة خطورة هذه الجريمة وجسامة العقوبة المقررة عليها إذا ما نتج عنها وفاة شخص أو أكثر وفقاً لأحكام قانون حماية المجتمع من الأعمال الإرهابية.
وزارة الداخلية
العدد 3486 - الجمعة 23 مارس 2012م الموافق 30 ربيع الثاني 1433هـ
اضواء المدينة
احسنت يا ابراهيم الصيبعي كلمات رائعة كتبت من انامل ذهب
الى الامام