العدد 3484 - الأربعاء 21 مارس 2012م الموافق 28 ربيع الثاني 1433هـ

الحوار ليس لعبة!

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

تتوالى التطورات سريعاً في موضوع الحوار وتتباين بين فريقين في البحرين، الأول يتعاطى معه بجد ويعتبره قرارا تاريخيا مصيريا، والآخر فريق يرى في الحوار لعبة يتسلى بها في «تويتر» وصفحات الصحف، فمرة يعلن انطلاقه ومرة يعلن توقفه، ومرة «يتحمس» له وأخرى «يحمس» عنه.

نحن نقول، على رغم الجدل الذي يرافق الحوار، والتشاؤم الذي يلف مصيره، ان قدر البحرين يكمن في أن تحل قضايانا سياسيا وليس امنيا، وذلك لا يتم إلا من خلال حوار جاد ذي مغزى ينقل البحرين إلى مصاف الدول التي تحترم شعبها ومواطنيها. وعلى العقلاء أن يراجعوا كم مرة استخدم الحل الأمني في البحرين قبال الحركات المطلبية، وكم مرة نجح في ذلك.

نستغرب من البعض الذي يقول ان الحوار مرفوض، لأن المعارضة كما يدعي رفضت «مبادرة سمو ولي العهد»، وعليها ألا تطالب به مجدداً، لأن هذا المنطق معناه أن رفض الحوار مرة – إن صح - يعني بالضرورة أن ليس لأحد أن يطالب بإيجاد حل سياسي لما نحن عليه الآن من أزمة الجميع متضرر منها، ويعني أن «تجمع الوحدة» و «الأصالة» و «المنبر» ليس لهم الحق في المشاركة في حوار وطني لا اليوم ولا بعد ألف عام ماداموا أعلنوا أنهم ليسوا موافقين على الحوار!

ونحن نتساءل، هل هناك عاقل أو سياسي رشيد، يقول ان الحوار مرفوض لأنه عرض سابقا على فئة ورفضته، وكأن الحوار ليس حوار شعب ومصير امة، وكأن البلد يدار بمنطق الغاب، فمن غلب كان عليه أن ينسف الآخر ويلغيه، وفي هذا سذاجة وضرر على صاحب هذا الفكر قبل غيره، لأن الدنيا تدور، وتنقلب المعادلات، وتتبدل التوازنات، وحينها لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.

ولنا الحق أن نسال، ألا توجد قنوات رسمية سليمة تستطيع من خلالها الجهات المعنية إيصال موقفها بوضوح عن موضوع وطني بالغ الأهمية كالحوار، إلا عن طريق «تويتر» وصفحات الصحف، بودنا جميعا أن نسمع رد الجهات الرسمية بشكل صريح عن كل ما يدور من إشاعات حوله، لأن للناس حقا على الدولة في أن توضح لهم ما يدور في الساحة، بدلا من أن تترك الأمور بهذه الصورة التي تعطي انطباعا أن السلطة منقسمة على نفسها، وأنها لا تستطيع أن ترسو على بر، ولا تطير في سماء وتبحر في خليج!

إن الإفراط في تغليب الحلول الأمنية منذ الخمسينيات والستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات وحتى الآن لم يجلب إلى البحرين إلا الخراب والتأخر، ففي حين كنا في مقدمة دول المنطقة علما وكفاءة واقتدارا، أصبحنا اليوم في مؤخرتهم، وكان بإمكاننا أن نظل في الطليعة لو كان الحوار السبيل لحل الأزمات التي خلقها عرابو الطائفية والتمييز والفساد.

أجزم بأن كل البحرينيين يريدون لهذه الأزمة أن تكون الأخيرة، لكنها هذه المرة لن تكون كذلك بغير تحقيق إصلاحات حقيقية ذات مغزى تنقل البلاد إلى ديمقراطية يحترم فيها المواطن وعقيدته وتاريخه ومساجده ورزقه وأمنه، يكون فيها المواطن مواطنا من الدرجة الأولى وليس العاشرة، وما عدا ذلك، فإن حلولا على شاكلة مسيلات الدموع والشوزن، أو التعاطي مع الحوار بأسلوب اللعب والدمى واللف والدوران، لن تكون قادرة على وقف التاريخ وسنن الحياة.

خلاصة القول، ان الحوار ليس لعبة، لأن الوطن ليس لعبة، والبحرينيون ليسوا دمى تتحرك متى ما حُركت وتصمت متى ما تُركت، البحرينيون أصبحوا واعين تماماً بأن الديمقراطية والكرامة والحرية والعدالة ليست مطالب بل هي حقوق طبيعية لأي شعب حي.

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 3484 - الأربعاء 21 مارس 2012م الموافق 28 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 4:32 ص

      اللعبه السياسيه قذره

      اتذكر قول معارض بحريني بارز قبل أسابيع وهو يحذر من التسويف وينصح من له عقل بحل الأزمه السياسيه التي تعصف بالبلاد في أسرع وقت!!

    • زائر 3 | 1:34 ص

      صح ااسانك

      وااله تقول الحق ولكن لا معتبر

    • زائر 2 | 1:32 ص

      نعم الحوار ليس لعبة

      شكرا لك علي هذا المقال الذي يحكي واقع الحكومة
      فمن خلال المتحدثين باسمها تلغب علي ذقون الناس

اقرأ ايضاً