العدد 3484 - الأربعاء 21 مارس 2012م الموافق 28 ربيع الثاني 1433هـ

11 درساً من حياة «مكنمارا»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يوم أمسِ كان مزدحماً بالأخبار المحلية من كل جانب، وحاولت التخفيف؛ فانتقلت لمشاهدة التلفزيون بحثاً عن آخر التطورات الخارجية، وأثناء تنقلي من محطة فضائية الى أخرى كان فيلم The Fog of War يبدأ عرضه في إحدى المحطات، وانشددت له بعد أن عرفت أنه توثيق لدروس من حياة وزير الدفاع الأميركي الأسبق روبرت مكنمارا (عاش من 1916 إلى 2009)، وكان وزيراً في الفترة من 1961 الى 1968.

فيلم «ضباب الحرب» يتابع، على لسان مكنمارا، أحد عشر درساً تعلمها هذا الصقر السياسي بعد حياة طويلة في مناصب حساسة وعليا. والدروس التي استعرضها الفيلم على لسان وزير الدفاع الأميركي الأسبق هي:

- «التعاطف مع العدو»، وذلك من خلال وضع نفسك مكانه، لكي تفهم لماذا توصل إلى قراره، وبالتالي يمكنك أن تتخذ رد الفعل المناسب. وأشار الفيلم إلى أن السفير الأميركي الأسبق في موسكو كان بجنب الرئيس جون كينيدي عندما تسلم الأخير رسالتين من موسكو بشأن الرد السوفياتي المحتمل في حال شنت أميركا حرباً على كوبا (بعد أن نصب الاتحاد السوفياتي رؤوساً نووية هناك في 1962 وتوقع العالم نشوب حرب عالمية ثالثة). إحدى الرسالتين كانت هادئة والأخرى شديدة، والسفير نصح كينيدي بالرد على الهادئة وتجاهل الشديدة، قائلاً إن الزعيم السوفياتي خروتشوف كان يود القول للروس إنه منع الأميركان من الإطاحة بالرئيس الكوبي فيدل كاسترو وذلك من خلال نصب الرؤوس النووية، وأن بإمكان أميركا أن تكيف قرارها بما يساعده في ذلك، وتم التخلي عن ضرب كوبا تعاطفاً مع الرسالة الهادئة.

- «العقلانية لوحدها لا تنقذنا»، يشير في هذا الدرس إلى أن الحرب النووية كادت تشتعل مع الاتحاد السوفياتي ثلاث مرات أثناء توليه مسئولياته، لأن التسلسل المنطقي للأحداث كان يدفع بذلك الاتجاه، لكن الرجوع إلى «القيم» التي تتخطى الجانب المنطقي يمنع الكارثة، وإن الحظ أحياناً يمنع الكارثة ويذكِّر الإنسان بالقيم العليا.

وأشار إلى دروس أخرى تتعلق بـ «ضرورة تحقيق أقصى قدر من الكفاءة في الأداء»، وأن «يكون الرد على العدو بصورة متناسبة - لكي لا يكون الرد طاغياً أو ضعيفاً»، و«ضرورة الحصول على البيانات الدقيقة قبل اتخاذ القرار»، وإن «المرء عادة يفسر الأحداث بحسب معتقداته السابقة»، أي أنه يحبذ التفسير المؤدلج وهذا يؤدي إلى نتائج كارثية.

وتحدث عن دروس أخرى مثل: «كن على استعداد دائماً لأن تراجع وتعدل وجهات نظرك بشأن قضية ما»، وإنك «من أجل فعل الخير، قد تضطر إلى الدخول في شر»، و«لا تقل (لا) بصورة مطلقة وكأنك لن تغير في كلامك أبداً في موضوع ما»... والدرس الأخير هو أن تعلم بأنه «لا يمكنك تغيير الطبيعة البشرية»، ويعترف من خلال هذا الحديث بأنه ارتكب أخطاء في حياته لأنه لم يكن يدرك هذه الدروس عندما كان في عز نشاطه السياسي.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3484 - الأربعاء 21 مارس 2012م الموافق 28 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 25 | 5:05 م

      رائع جداً

      «العقلانية لوحدها لا تنقذنا»

    • زائر 24 | 10:31 ص

      شكراياابن الاجاويدمن مفصولي البورصة

      كتاباتك كلها لاجل الوطن

    • زائر 23 | 5:50 ص

      إذا تأصل مبدأ الحقد بدل قبول الآخر فهنا تكمن الكارثة

      من المعروف على كل المعمورة ان الله لم يختص بشر بقطعت ارض لهم وحدهم فأرض الله لعباد الله يعيشون عليها والأولويات تخضع لقدم هذا الشخص او ذاك على هذه الأرض وهذا قانون متعارف عليه عالميا فلا يمكن لشخص قادم من بعيد ان يقصي شخص سبقه بالعيش والاستقرار في هذه الارض، ولكن بسبب ظلم بني البشر يحصل الاحتلال والاقصاء والعنصرية وهذه
      الصفات المقيتة التي إن عشعشت في مكان اودت به الى الدمار وقد أدركت حكومة جنوب افريقيا العنصرية ذلك فسارعت الى التصالح وانتهى الحال الى الافضل

    • زائر 22 | 5:34 ص

      رد الى 19

      من يوشي بالاخر في العمل ويكفر الاخر وجاء من بلد اخر هذا هو الفرق.

    • زائر 21 | 5:32 ص

      الربيع السني قادم ليش ماتصيرون اوادم

      الربيع السني قادم ليش ماتصيرون اوادم

    • زائر 20 | 5:18 ص

      الي 14 المرة هذه سيدفع الإقصائين الثمن باهض

      تحيرنا كل طائفة تتهم الاخري بالطائفية.

    • زائر 19 | 4:50 ص

      لا دكتور,,, يمكن تغير طبيعة البشر ,,,إلا,,,,

      كل داء له دواء إلا الحقد و الحسد,,,,,و ايضاً:
      كل العداوة قد ترجى مودتها إلا عداوة من عاداك من حسد,,,,

      حبيبي ,,,لا تتعب قلبك وياهم,,,

    • زائر 18 | 3:57 ص

      ومنكم نتعلم يادكتورنا العزيز

      ديننا الحنيف "الإسلام" يعلمنا الدروس وهو كافي لأن نتعلم منه لنخرج مما نحن فيه من محن.. ولكن ما نراه على أرض الواقع يقول بأننا نعيش فيه بيئه لا إسلاميه ولا أخلاقيه وقانون الغاب هو الحاكم.

    • زائر 17 | 3:29 ص

      لا اعلم

      هل ممكن ان نضع نفسنا مكان من قتلوا شهيد لنعلم كيف اتخذوا هذا القرار؟؟؟؟

      اؤمن بالدرس نعم ولكنه يطبق في ادارة الاعمال وجزء من السياسة ، لكنه لا يمكن ان اطبقه بما يوجد عندنا لانها ليست سياسة ، هي شيء آخر لا تعرفه المجتمعات البشرية ، ربما مجتمعات اخرى نعم!!!

    • زائر 16 | 3:08 ص

      كررها شوارسكوف

      في خيمة جمعت شوارسكوف وفريقه المفاوض والفريق المقابل من العراقيين اسكت شوارسكوف أحد أعضاء فريقه عندما أراد أن يتباهى بالنصر وأظهرت الصورة من تحت طاولة التفاوض كيف داس شوارسكوف رجل من أراد ذلك

      وكأنه يريد تعليمه درسا في أخلاق الحرب التي افتقدها تلميذه

    • زائر 15 | 3:08 ص

      الإقصائين سيدفعون الثمن باهض هذه المرة

      لن يتعضو الإقصائين الطائفين كلما ابعد المواطنين في الاعمال والجامعات والشارع وسنقلب الوضع عليهم .

    • زائر 14 | 2:29 ص

      دروس في الحرب

      الحرب والاعداء والمتحاربين هم أطراف يكيدون للبلد وعادة ما يكونون من دول غازية كالصهاينة وفلسطين مثلا، وإن أخذنا الرسول الاعظم رئينا ان الغزوات آن ذاك اتسمت بالاخلاق فلا يمس حاملي الرسائل ولا يضرب الناس من الخلف ولا يقتل الأسرى وأما عهدنا هذا فقد تباعدنا عن الاخلاق النبوية العربية الاصيلة وتباعدت الحكومات عن الاخلاق فذاك يبطش بشعبه بإستخدام ترسانة عسكرية متكاملة وذاك يقتل الاسرى أثناء التعذيب وذاك يلفق مع وجود شهود عيان والخافي أعظم.

    • زائر 13 | 2:25 ص

      ولكل داواء يستطب به الا الحماقة أعيت من يداويها

      تخيل يا دكتور بأن أحدا يحمل معول ويهو يحفر في الأرض لمدة عشر سنوات + سنة كبيسة كل يوم تكبر هذه الحفرة في العرض والعمق وحين يريد ردمها كم ستأخذ وهل سيعود وضع الحفرة الى طبيعته السابقة قبل الحفر فهذا هو الحاصل لن ترجع المياه الى مجاريها الا بعد سنوات وسنوات ومحاسبة الحفار ومن معه .

    • زائر 12 | 2:23 ص

      لايتعلمون

      ان بيننا أناس لايعتبرون ولايأخذون العبر من التاريخ ولا ويفهمون كيفية استعمال نعم او لا في اوقاتهما المناسبه وخاصه الناس الذين تعلمو على كلمة لا فهم غارقون فيها حتى الثماله فلقد ادمنوها واصبحت ديدن الحياة بالنسبة لهم

    • زائر 11 | 2:16 ص

      بدل اخذ الدروس هناك امور عكسية على ارض الواقع

      البعض اعتبر ما حصل فرصة لزيادة وتيرة الممارسات التمييزية والاقصائية بل وسأقولها بصراحة حتى العنصرية منها، نعم انها تمارس على ارض الواقع وبدل من التعلم الايجابي هناك تعلم سلبي أي ان البعض يقول ابعدوهم عن كل المناصب المهمّة حتى لا يتمكنوا في المستقبل من ممارسة اي دور مهم.
      هناك ايد تلعب في الخفاء وربما احيانا حتى بالظهور
      غير عابئة بما قد يحصل للبلد من كوارث.
      البعض يرى تلميع الصورة خارجيا سوف يخرج البلد مما هو فيه ونقول ان لم يصلح الداخل فلن يصلح الخارج

    • زائر 10 | 2:01 ص

      الدروس لمن يدرس و يعي ويفهم و يتعظ و يتعلم

      أولسنا مسلمون هل القصص والعبر التي جاءت في القرآن وفي ديننا الحنيف قليلة أو يعلمنا ديننا مباديء الأخلاق السامية اولم يحرم علينا دماء واعراض وأموال بعضنا بعضا حتى كانت هذه من آخر مقطفات حجة الوداع للرسول الاكرم ص .
      الدكتور منصور ساق القصص والعبر وتكلم كثيرا ولكن
      كما يقال عمك اصمخ وعلى ما اظن سيظل اصمخ على طول. لن يستمع اليك احد فهذه تجربتنا يقول المثل
      الكحل بعين الرمدة خسارة

    • زائر 9 | 1:41 ص

      اذا حكمت الأديولوجيا ( نونو الصغير )

      اذا حكمت أي قرار الأديولوجيا والحكم المسبق عن من تحاربه أو تدافعه فلن يكون للعقل أو المنطق مكان خاصة اذا كان يملك القوة قبالة من ليس لديه تلك القوة ، وقول كلمة ( لا ) هي المسيطرة بعل وجود القوة التي تكون في أحيان خاسرة في قبالة كسب من تعتبره خصم وسيكون الكسب أكثر لو اعتمدت الرسائل الهادئة للعدد الهائل من الناس قبال القوة الوقتية التي ستدوم لوقت بينما الرسائل الهادئة هى الأبقى لأن وقعها في النفوس أبلغ وان اختلف الأراء . فقط لنبتعد عن ( الحكم المسبق )

    • زائر 7 | 1:23 ص

      في منطقتنا البغض للاخر يمنع الدروس-محسن

      لو من الان اعطينا حقنا حقنن للدماء والاعراض والوقت والاموال لنطلقنا لعالم اوسع والامم المتقدمة خير دليل .

    • زائر 6 | 12:44 ص

      لذلك

      و بهذه الأسباب يستقدم رب العزه التزكيه قبل العلم .لآن مردود التزكيه التقوى و التقوى تعنى خوف من الله . و الذى بخاف الله لا يطغى مع الأسف الشديد فى تجاربنا التى مرة علينا لن نرى اى نوع من التقوى لدى الأشخاص الذى مكانتهم فى مستوى مكنامارا فى هذا البلد .

    • زائر 5 | 12:31 ص

      نشكر الدكتور ونقول ياسيدي هناك الكثير من الدروس ولأكن تطلب النيه الطيبه

      لتعاطف مع العدو»، وذلك من خلال وضع نفسك مكانه، وفي قانون المخالفات يقول القانون لأبد للمسؤل ان يتساءل هل يمكن اصلأح المخالفة وما اهميتها ولو انا من ارتكب المخالفة ماذا أتوقع رد الفعل وعليه اقرر الاجراء المطلوب والمناسبة ولكن لأيكن هد إلا إذا كان المسؤل صاحب رأي وحكمه ومطلع على القانون بعيد عن الحقد والكراهية الي الاخرين اما اذا عمل بعكس ذالك فانه يدمر ولا يعمر ويجب محاسبته وردعه، وخير دليل حكمة الرجال ,ما فعله هذا الوزير وجنب الدولتين الحرب فذكره التاريخ بحكمته وحسن تصرفه فرحمه الله وجزاه.

    • زائر 4 | 11:57 م

      الدنيا كلها دروس

      من ظلم الناس هلك ومن حفر لأخيه المسلم حفرة وقع فيها والجزاء من جنس العمل..

    • زائر 3 | 11:35 م

      سؤال

      الدكتور منصور اشكرك على كتاباتك واتسائل كما تسائل غيري ما هو رايكم في التقرير الاخير الذي قدمته لجنة متابعة تنفيذ توصيات بسيوني

    • زائر 2 | 11:23 م

      جميع الدروس لن تنفع الآن يا دكتور و الذي سيحدث عكسها تماما .... ام محمود

      and Lyndon Johnson. He talks about his work as a bombing statistician during World War II, his brief tenure as president of Ford Motor Company, and the Kennedy administration's triumph during the Cuban Missle Crisis. However, the film focuses primarily on his failures in Vietnam. . Some of these include improving military efficiency, understanding your enemy, and the frustrations of trying to deal with (and unsuccessfully trying to change) human nature

    • زائر 1 | 11:20 م

      Plot Summary for fog of the war, eleven lessons from the life of Robert. S ........ام محمود

      Documentary about Robert McNamara, Secretary of Defense in the Kennedy and Johnson Administrations, who subsequently became president of the World Bank. The documentary combines an interview with Mr. McNamara discussing some of the tragedies and glories of the 20th Century, archival footage, documents, and an original score by Philip Glass. Written by Rid Latham
      Robert S. McNamara discusses his experiences and lessons learned during his tenure as Secretary of Defense under John Kennedy

اقرأ ايضاً