منحت جائزة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش (للحرية والابداع) في دورتها الثالثة للكاتبة والممثلة التونسية جليلة بكار والشاعر الفلسطيني المقيم في الأردن زهير أبوشايب. وقال محمود شقير عضو لجنة تحكيم الجائزة في كلمته لإعلان الفائزين وشارك فيه عدد كبير من المسئولين والمثقفين ومحبي درويش «قررت لجنة جائزة محمود درويش للحرية والابداع في دورتها الثالثة منح الجائزة إلى المبدعة التونسية جليلة بكار والشاعر الفلسطيني زهيرأبو شايب».
واضاف «واذا كانت الجائزة في الدورتين السابقتين قد ذهبت إلى مبدع عربي (أهداف سويف) وغير عربي (الجنوب إفريقي برايتن برايتنباخ) فإن الثورات العربية الدائرة اقترحت عليها الخروج عن القاعدة دون أن تنسى اللجنة دلالة الجائزة التي تنطلق من كونية الإبداع الإنساني».
وتوفي درويش في التاسع من أغسطس/آب 2008 إثر مضاعفات لعملية جراحية في القلب أجريت له في هيوستون بالولايات المتحدة. وقررت الحكومة الفلسطينية برئاسة سلام فياض اعتبار يوم الثالث عشر من مارس/آذار الذي يوافق مولد دوريش يوماًللثقافة الفلسطينية. ولجنة جائزة محمود درويش للثقافة والابداع يرأسها الفلسطيني فيصل دراج وتضم في عضويتها عدداً من الشخصيات العربية الثقافية المعروفة مثل محمد لطفي اليوسفي من تونس وخالد الكركي من الأردن وصبحي الحديدي وجمال شحيد من سورية وشيرين أبوالنجا من مصر وأحمد حرب وسليمان جبران وإبراهيم موسى وإبراهيم أبوهشهش من الأراضي الفلسطينية. وقالت لجنة التحكيم في بيان منحها الجائزة «لجليلة بكار في تونس بلد الياسمين وفي المشهد الابداعي المغاربي والعربي منزلة ومكانة فهي مبدعة متفردة... امرأة وهبت نفسها للفن المقاوم وكرسته سواء في ما سمي مسرح المواطنة أو مسرح التحدي في أزمنة كان التحدي فيها حدث مقاومة لسطوة النسيان».
وأضافت اللجنة «مددت يدي فقطعوها... أهديت دمي فهدوره... صرخت فأضاعوا صوتي في غوغاء خطاباتهم... فاكتفيت بعدّ الموتى والتصدي للنسيان. هذا ما تصرح به جليلة بكار عالياً في مسرحية عائدة. إن المسرح عندها فعل وجود. إنه فعل جمالي مقاوم ينشد تأثيث ذاكرة المستقبل بما يتعالى عليه من جراحات بني البشر وعذاباتهم». وبعثت جليلة بكار بتسجيل مصور إلى الاحتفال بعد أن رفضت «إسرائيل» منحها تصريح دخول إلى الأراضي الفلسطينية قالت فيه: «كنت أود أن اشتم روائح فلسطين وأن أشد على أياديكم. كنت أود أن التقي بصديقة العمر عايدة اليافاوية التي غابت عني أخبارها غداة الانتفاضة الثانية. حلمت بهذه الزيارة. تشوقت واشتقت كاشتياق المسلمة إلى الكعبة. ولكنهم (اسرائيل) منعوني. لا تهمني الأسباب ولا تهمني الأطراف».
وتخلل الحفل إضافة إلى الفقرات الموسيقية صعود الطفل معتز مطور الذي يبدو أنه لم يتجاوز السابعة من عمره إلى المنصة بعد أن طلب من رئيس الوزراء أن يقرأ قصيدة «عابرون في كلام عابر» لدرويش وقد صفق له الجمهور الذي ضاقت به مقاعد قصر رام الله الثقافي الثمنمئة والخمسين. وأعرب الشاعر أبوشايب عن سعادته بالحصول على جائزة دوريش وقال في كلمة خلال الحفل: «اليوم إذ أتشرف بالحصول على هذه الجائزة الأدبية الرفيعة التي تحمل اسمها المزدوج المقترن باسم محمود درويش واسم فلسطين معاً فانني أشعر بأن ذلك يشكل اعترافاً وتكريماً لأبناء جيلي من الشعراء الفلسطينيين».
العدد 3484 - الأربعاء 21 مارس 2012م الموافق 28 ربيع الثاني 1433هـ