العدد 3480 - السبت 17 مارس 2012م الموافق 24 ربيع الثاني 1433هـ

المطبعة الشرقية سبّاقة في استحداث وتطوير صناعة الطباعة في الخليج

مجيد الزيرة «شخصية العام» لجائزة دبي الدولية للطباعة

مجيد الزيرة حاملاً جائزة دبي الدولية للطباعة
مجيد الزيرة حاملاً جائزة دبي الدولية للطباعة

حققت المطبعة الشرقية التي مقرها البحرين، انجازات ومساهمات في صناعة الطباعة على مستوى الشرق الأوسط، وكان لها الفضل في إدخال الكثير من الأمور الفنية إلى المنطقة.

وحسب رئيس مجلس الإدارة مجيد الزيرة، فإن المطبعة الشرقية كانت سباقة، في استحداث التطورات في الخليج، فهي أول من طبعت تذاكر سفر الطيران في الشرق الأوسط، وأول مطبعة خاصة تطبع طوابع البريد في الشرق الأوسط، أول من طبع أوراق الكمبيوتر في المنطقة، وأول من بدأت بطباعة المطبوعات ذات الجودة العالية والمعقدة التي كانت تطبع خارج المنطقة في لندن وسنغافورة وغيرها».

كما أن المطبعة الشرقية أحدثت تطورات مهمة في صناعة الطباعة في المنطقة، من خلال مواكبة التكنولوجيا، وتوطينها في منطقة الخليج.

والمطبعة الشرقية التي بدأت بمطبعة يدوية في 1952، أصبحت واحدة من أهم المطابع في المنطقة وتنافس كبرى المطابع العالمية، وتصدر منتجاتها إلى أكثر من 60 دولة.

قامت المطبعة الشرقية بإنتاج وتصدير أكثر من 200 مليون كتاب من نوعية الكتب الملونة ذات الجودة العالية إلى الأسواق العالمية.

وحصدت العديد من الجوائز، منها، حصول رئيس مجلس إدارتها «مجيد الزيرة» على «شخصية العام» لجائزة دبي الدولية للطباعة التي تنظم من قبل غرفة دبي للتجارة والصناعة.

وأجرت «الوسط» لقاء مع رئيس مجلس إدارة المطبعة الشرقية مجيد الزيرة، عن قصة نجاح المطبعة من التأسيس إلى التفوق، وهذا نص اللقاء:

كيف بدأت فكرة مشروع المطبعة الشرقية؟

- في سنة 1952 منذ 60 سنة، كان الوالد (عيسى الزيرة) رحمه الله، لديه أعمال تجارية، وكان بحاجة إلى طباعة مطبوعات، فتوجه إلى إحدى المطابع، فوجد إعلاناً على باب المطبعة مكتوب: «اعتذار عن استقبال طلبات جديدة لمدة شهر واحد بسبب زيادة الطلبيات». وهذا أعطاه انطباعاً أن هناك طلبا كبيرا على الطباعة ولا يوجد عرض كافٍ، فقرر البدء بإنشاء مطبعة.

وفي ذلك الوقت، كانت هناك مطبعتان، الأولى هي مطبعة المؤيد ومتخصصة للمطبوعات التجارية، والثانية، مطبعة الزايد، وهي متخصصة للصحف والجرائد.

وبدأ الوالد مع شريك هندي الجنسية اسمه (جورج) بمشروع صغير، بمطبعة يدوية، في دكان في شارع الخليفة، بالقرب من صيدلية الجشي، وبعد بضع سنين انتقل إلى محل أكبر، مقابل مكاتب يوسف بن أحمد كانوا.

هل كانت هناك رؤية في بداية تأسيس المشروع؟

- الوالد (عيسى الزيرة) رحمه الله، كان يركز همه في خدمة البلد، والجودة العالية في أي مجال يعمل فيه، وكانت لديه رؤية قائمة على الجودة والنوعية العالية، على الرغم من أنه في بداية الخمسينيات لم يكن هناك طلب قوي على المطبوعات ذات النوعية العالية، ولكن كانت بعض المؤسسات والشركات الكبرى مثل شركة نفط البحرين بابكو وبعض البنوك تستخدم مثل هذه المطبوعات كالكلندرات والتقارير السنوية والنشرات، وشيكات للبنوك، وسندات الشركات، وسندات الرسوم.

وشركة بابكو كانت الشركة الرئيسية في البحرين، فكان لديها مطبوعات تطبع في البحرين وأخرى في خارجها. وكان التحدي الذي واجهه الوالد، كيف يمكن طباعة مطبوعات ذات نوعية عالية، ووقف المطبوعات القادمة من الخارج في ذلك الوقت. فقد كانت تأتي هذه المطبوعات من لندن وسنغافورة.

في الخمسينيات والستينيات، كانت الشركات الكبرى تطبع المطبوعات ذات النوعية العالية في الخارج، وكان تركيز الوالد (عيسى الزيرة) على إيجاد الإمكانيات للمطبوعات ذات الجودة العالية، في البحرين، وتحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي.

واستطاع الوالد التغلب على هذا التحدي، ومنافسة المطبوعات ذات النوعية العالية التي تأتي من لندن وسنغافورة، وتفوق في هذا المجال، واستطاع أن يكسب الشركات والبنوك المحلية ثم الخارجية للطباعة لديه، وأخذ احتياجاتها من مصدر قريب يوفر نفس الجودة والنوعية وبخدمات عالية.

ما هي منتجات المطبعة الشرقية في بداية التأسيس وكيف تطورت؟

- بدأنا بالمطبوعات التجارية مثل أوراق الرسائل، والأرصدة والكتيبات وغيرها، ثم كان تركيز الوالد (عيسى الزيرة) على المنتجات المعقدة ذات النوعية العالية، والتي لا تطبع محلياً، وتطبع في الخارج في لندن وسنغافورة.

واتخذ الوالد خطوات مهمة في هذا المجال مثل استثمار في معدات حديثة وجلب فنيي طباعة. وفي الستينيات، بدأنا بالمطبوعات الأمنية بشيكات البنوك، وبدأنا نطبع لبنوك في البحرين وبعد ذلك لبنوك خارج البحرين، ثم بدأنا في طباعة سندات الشركات، وتذاكر السفر، ومع تطور الشركات واحتياجاتها زادت الطلبات المختلفة والمتنوعة، وعملت الشركة على تلبيتها. وهذا عزز موقف الشركة في الاستمرار في تحديث المكائن ومواكبة التكنولوجيا.

هل كانت طلبات الشركات، إحدى التحديات للمطبعة الشرقية؟

- عندما تطورت احتياجات الدوائر الحكومية والشركات والأفراد، كان لابد من تلبية تلك الاحتياجات، فمثلاً شركة طيران الخليج في نهاية السبعينيات أصبحت ملزمة بتطبيق شروط «أياتا»، وطلبت طباعة تذاكرها بحسب المواصفات العالمية.

ودفعنا هذا التحدي، إلى استيراد مكائن خاصة لطباعة هذا النوع من التذاكر، في ذلك الوقت لم يكن احد في المنطقة يطبع تذاكر سفر بمواصفات «أياتا»، لأنها مواصفات معقدة وعالمية. فكانت كل شركات الطيران تطبع التذاكر في الخارج.

في ذلك الوقت، كان سوق التذاكر صغيراً، والاستثمار في شراء مكائن لطباعة تذاكر السفر مجازفة لصغر السوق، ولكن قرر الوالد (عيسى الزيرة) الاستثمار في تذاكر السفر، وتمكن من طباعة هذا المنتج وفق مواصفات «أياتا»، وتغطية احتياجات شركة طيران الخليج من تذاكر السفر، ثم توسعنا في طباعة التذاكر إلى شركات طيران عديدة في المنطقة وفي إفريقيا وبريطانيا.

والمطبعة الشرقية هي أول مطبعة تطبع تذاكر السفر في الشرق الأوسط وفق مواصفات منظمة الطيران العالمية «أياتا»، كما أنها أول مطبعة خاصة تطبع طوابع بريد في الشرق الأوسط.

كيف بدأت المطبعة الشرقية بطباعة طوابع البريد؟

- في 1973، رأى الوالد وشريكه جورج أن هناك تحدياً جديداً، وهو طوابع البريد التي كان يتم طباعتها في بريطانيا.

وتقدمت المطبعة بعرض لطباعة الطوابع في البحرين، وبما أنه لم تكن للشركة خبرة سابقة، لم يتم أخذ عرضها بجدية، وكان مدير البريد بريطاني الجنسية، ينظر إلى العرض بنوع من الاستهزاء، وعدم الثقة بإمكانيات المطبعة، لأن طباعة الطوابع معقدة، وأن أفضل المطابع في العالم هي التي يمكن أن تطبعها، والمطابع التي كانت تطبع هذه المطبوعات في العالم تعد على أصابع اليد.

ولكن أصر الوالد وشريكه، على مواجهة هذا التحدي، وقالوا، نحن سوف نستثمر في معدات جديدة وسنطبع لكم طوابع البريد، وإذا لم يعجبكم لا تدفعوا أي شيء. فجاءت الموافقة من وزير المالية المسئول عن إدارة البريد في ذلك الوقت. وقدمت الشركة الطابع الأول (تجريبي). واستغرب مدير البريد من النوعية وقارنها مع النوعيات التي كان يتسلمها في السابق.

وبذلك نجح الوالد وشريكه، في إقناع المسئولين في البريد، وتغطية احتياجات البريد من الطوابع، كانت تجربة ناجحة، وبذلك أصبحنا المطبعة الخاصة الأولى في الشرق الأوسط لطباعة طوابع البريد والمالية.

كيف بدأت المطبعة الشرقية مرحلة التصدير؟

- في نهاية الخمسينيات بدأنا نتسلم طلبات محدودة من بعض مؤسسات وشركات في منطقة الخليج وشرق إفريقيا. وفي ذلك الوقت لم تكن هناك مطابع متطورة في المنطقة، فكانت بعض الشركات الرئيسية في المنطقة، تسمع عن المطبعة الشرقية، فيرسلون بطلباتهم إلى البحرين، واستمر ذلك في الستينيات والسبعينيات دون أن يكون لدينا قسم خاص للتسويق خارج البحرين.

ولاحظنا حاجة السوق الخليجي والشرق أوسطي، إلى بعض المطبوعات المتخصصة وذات الجودة العالية، وعليه في بداية الثمانينيات قررت إدارة المطبعة الشرقية استحداث قسم خاص للتسويق الخارجي والتصدير، ولكن وفي ذلك الوقت كانت صناعة الطباعة في المنطقة قد تطورت كثيراً، ولذلك كان تركيزنا على المطبوعات المتخصصة مثل أوراق الكمبيوتر.

ففي عام 1989 فتحنا أول مصنع للمطبعة الشرقية خارج البحرين، في منطقة جبل علي الحرة بدبي، وذلك لإنتاج أوراق الكمبيوتر المتواصلة، إذ كانت منطقة جبل علي مناسبة للتصدير لبلدان الشرق الأوسط وإفريقيا.

في الواقع هذا كان تحولاً استراتيجياً مهماً في تاريخ المطبعة، إذ كانت رؤية الوالد، في بداية تاريخ المطبعة هو التوجه بإنتاج جميع أنواع المطبوعات بجودة عالية بحيث نحقق لوطننا البحرين الاكتفاء الذاتي في مجال عملنا، وأن نصبح المطبعة الرائدة في صناعة الطباعة بالمنطقة، والحمد لله تم تحقيق تلك الرؤية بفضل الله سبحانه وتعالى.

وفي الثمانينيات حيث كانت قدرات المطبعة في تطور مستمر وكانت سوق البحرين محدودة الحجم تبدلت رؤية الشركة بأن تكون المطبعة عضوا فاعلا في صناعة الطباعة على مستوى العالم، وبذلك أصبحت اســــــتراتيجيتنا التركيز على التصدير للأسواق العالمية.

هل نجحت المطبعة الشرقية في تحقيق الرؤية الجديدة؟

- أستطيع القول، نعم، ولله الحمد، توفقنا لتحقيق تلك الرؤية إلى حد كبير إذ إن المطبعة اليوم تنافس كبرى المطابع في أوروبا وفي الشرق الأقصى على مناقصات عالمية، كما أننا نصدر أكثر من 70 في المئة من إنتاجنا إلى 65 دولة في أنحاء العالم. لقد تم تصدير 200 مليون كتاب ملون لأسواق أوروبا وأميركا، وكذلك ملايين المطبوعات الأمنية لزبائننا في أوروبا وآسيا وإفريقيا.

كيف دخلتم سوق الكتب الملونة؟

- نحن كأصحاب مطابع والعاملين في هذا المجال عادة نستأنس بالمطبوعات ونتفحصها، ونطلع على نوعية طباعتها، وتغليفها وجودتها، وأين طبعت.

وقد لاحظت في إحدى سفراتي أن الكثير من الكتب في المكتبات البريطانية مكتوب عليها هذا الكتاب طبع في هونغ كونغ أو سنغافورة، وكان لدي نوع من الاستغراب أن هونغ كونغ وسنغافورة بعيدة جداً، عن بريطانيا، ما الذي يجعلهم يطبعون هناك رغم البعد؟

بحثنا الموضوع وعملنا دراسة، ورأينا أن كثيراً من دور النشر في بريطانيا تطبع في هونغ كونغ وسنغافورة بسبب منافسة الأسعار، وقلنا إن هذا يعد تحدياً جديداً، ودرسنا الموضوع، ووجدنا أن بإمكاننا أن ننتج الكتب ونصدرها إلى بريطانيا بأسعار مقاربة لأسعار هونغ كونغ وسنغافورة.

مطابع هونغ كونغ وسنغافورة، يستخدمون نفس المكائن والمواد الخام التي نستخدمها، وتظل الأمور الإدارية والفنية، فتوكلنا على الله، وقررنا إنشاء مطبعة متخصصة، لإنتاج الكتب الملونة والتصدير. وفتحنا مكتباً في لندن العام 1992، وأنشأنا مطبعة متخصصة في جبل علي بدبي سنة 1993، لإنتاج الكتب الملونة، وبدأ الإنتاج الفعلي بداية 1994.

ما هي الصعوبات التي واجهتكم في دخول سوق الكتب الملونة؟

- أهم تحدٍ كان صعوبة اختراق سوق بريطانيا، إذ إن المطبعة الشرقية لم تكن معروفة عالمياً في مجال طباعة الكتب في ذلك الوقت، ولم تكن البحرين ودبي معروفتين كمراكز لطباعة الكتب الملونة ذات المستوى الفني.

بالنسبة لنا منتج جديد وكذلك السوق جديدة، ولكن بتوفيق من الله تعالى استطعنا أن نبيع إلى بعض دور النشر، وبعد 5 سنوات كانت أفضل دور النشر في بريطانيا تطبع بعض احتياجاتها من الكتب لدينا. كانت المنافسة الرئيسية في المرحلة الأولى مع هونغ كونغ وسنغافورة ومطابع في أوروبا، وكانت مطابع أوروبا المنافسة لنا بشكل رئيسي في إيطاليا وإسبانيا، استطعنا المنافسة من حيث السعر والنوعية والجودة، وتقديم الخدمة الممتازة.

كيف استطاعت المطبعة الشرقية مواجهة المنافسة في الأسواق العالمية؟.

- ومع نهاية التسعينيات، دخلت الصين على الخط في مجال إنتاج الكتب الملونة، والصينيون إذا دخلوا في أي مجال، فإنهم يقدمون أسعاراً لا يستطيع أن ينافسهم أحد.

في بداية دخول الصين سوق الكتب الملونة، كثير من الشركات في أوروبا لم تكن مهتمة بالصين، لأن النوعية والخدمة لم تكن بالمستوى المطلوب، لكن مع مرور السنين قام الصينيون بتطوير النوعية والخدمة، فأصبحت الصين منافسا قويا جداً لجميع المطابع في أوروبا وفي الشرق الأوسط.

ونحن كمطبعة في البحرين أو دبي، أصبحنا أمام خيارين، إما أن نخرج من سوق الكتب في أوروبا ونغلق المــــصنع في جبل علي أو نستمر في العمل وننافس المطابع الصينية.

طبعاً خيار الغلق صعب، ونحن في المطبعة الشرقية اعتدنا على مر السنين على روح المنافسة الشريفة ولدينا ثقافة قديمة بأنه كلما كان هناك تحدٍ أعظم، كلما كان الدافع للنجاح أقوى، ولذلك قمنا بعدة إجراءات منها تقليص تكلفة الانتاج، رفع كفاءة العاملين والفنيين، وبالتالي زيادة الإنتاجية وغيرها، حتى ارتفعت القدرة التنافسية لدينا، واستطعنا بتوفيق من الله، المنافسة واستمرار نمو مبيعاتنا في ألأسواق العالمية.

غالبية دور النشر الأوروبية والعالمية تعتمد معايير عالية في الجودة والانضباط الدقيق في مواعيد التسليم والخدمة الممتازة، ولا مجال للتساهل في هذه المعايير. ولذلك لكي نحافظ على قدرتنا التنافسية في السوق العالمية، وندرس احتياجات السوق باستمرار، ونستثمر في التكنولوجيا الحديثة، وننمي مواردنا البشرية لنواكب تطورات السوق.

فزتم بجائزة «شخصية العام» لجائزة دبي الدولية للطباعة.

جائزة دبي الدولية للطباعة تنظمها مجموعة الطباعة والنشر من قبل غرفة دبي للتجارة والصناعة. وتحتل جائزة دبي الدولية للطباعة مكاناً متخصصاً بين فئات الجوائز العالمية، وذلك بتجاوزها الحدود الجغرافية لتصل إلى العالمية.

صحيح أنه تم اختياري كشخصية العام، ولكن في الواقع إني أرى أن الجائزة منحت لإنجازات وإسهامات المطبعة الشرقية في تطوير صناعة الطباعة في العالم العربي والشرق الأوسط.

ولذلك في كلمتي في حفل الجائزة، أهديت هذا الانجاز إلى الذين حققوا هذا النجاح، وهم الوالد، وشريكه، وكذلك أخي محمد شريكي في كل الانجازات، وجميع المديرين والموظفين الذين ساهموا على مر السنين بجهودهم وإبداعاتهم، وما تم تحقيقه واقعاً هو نتيجة إسهاماتهم جميعاً.

فالكثير من الأمور الفنية كانت المطبعة الشرقية هي الأولى في إدخالها إلى المنطقة، على سبيل المثال، فرز الألوان الكترونياً، والتذهيب والثرموغرافيا وغيرها، ووصلت مطبوعاتنا إلى درجات الجودة عالمياً في فترة قصيرة.

المطبعة الشرقية كانت سباقة، والأولى في استحداث بعض التطورات الطباعية في الخليج، فمثلاً، هي أول من طبعت تذاكر سفر الطيران في الشرق الأوسط، وأول مطبعة خاصة تطبع طوابع البريد في الشرق الأوسط، أول من طبع أوراق الكمبيوتر في المنطقة، وأول من بدأت بطباعة المطبوعات ذات الجودة العالية والمعقدة التي كانت تطبع خارج المنطقة في لندن وسنغافورة وغيرها.

فعلى سبيل المثال في بداية السبعينيات في معرض «دروبا» الذي يقام في ألمانيا كل 4 سنوات، ويعتبر أكبر معرض طباعة في العالم، ويحضره كل شركات الطباعة من أنحاء العالم، وتفاجأنا أن اكبر شركة مصنعة لمكائن الطباعة وهي شركة هايدلبرج، عرضت مطبوعات للمطبعة الشرقية، ومكتوب عليها هذا المطبوع طبع في جزيرة صغيرة في الشرق الأوسط، على مكائن هايدلبرج.

الشركة لم تكن تهدف للترويج إلى مطبوعاتنا، ولكنها أرادت أن تروج إلى مكائنها وترسل رسالة، بأن هذا المطبوع ذا الجودة العالية والنوعية طبع في جزيرة تقع بمنطقة بعيدة لم يكن فيها تطور في ذلك الوقت، ولكن طبعت على مكائن هايدلبرج.

ومن أهم انجازات المطبعة الشرقية هو تحقيق الريادة للبحرين في مجال الطباعة في المنطقة، وأما على مستوى الشرق الأوسط فإننا المطبعة الوحيدة التي أنتجت أكثر من 200 مليون كتاب، وكذلك ملايين المطبوعات الأمنية والتي تم تصديرها إلى 65 دولة في أنحاء العالم.

لديكم تجربة التصنيع والإنتاج في البحرين وفي دبي كيف تقارن التجربتين؟

- مصنعنا في دبي هو بمنطقة جبل علي الحرة، ومن أهم المميزات في هذه المنطقة هو سهولة إنجاز الإجراءات الحكومية، إذ تتم جميع الإجراءات عن طريق سلطة جبل علي، فلا توجد أي معوقات أو عراقيل أو بيروقراطية للاستيراد والتصدير والبناء ورخص العمل والتأشيرات وغيرها من معاملات شبه يومية تحتاجها الشركات.

بالنسبة للشركات المصدرة فإن ميناء جبل ومطار دبي بهما وفرة الناقلات البحرية والجوية وبأسعار منافسة مما يسهل عملية الاستيراد والتصدير.

في بداية التسعينيات كانت المصاريف وتكاليف الإنتاج في دبي مناسبة جداً، ولكن مع الطفرة الاقتصادية التي شهدتها دبي ارتفعت الكثير من الأسعار مما جعل مصاريف الشركات المصنعة وتكاليف إنتاجها يرتفع بشكل ملحوظ، مما يؤثر سلبا على القدرة التنافسية للمصانع في دبي، ولذلك فإن هذه فرصة ممتازة بالنسبة للبحرين حيث يمكن الاستفادة من هذه الفرصة لتسويق البحرين للاستثمارات الأجنبية والمحلية حيث يوجد ميزة تنافسية واضحة بين تكاليف الإنتاج في البحرين ودبي، ولكن بالطبع هذا لا يكفي لجذب المستثمرين الصناعيين، فإن الاستقرار السياسي والقضاء على البيروقراطية والفساد الإداري له الأولوية على تكاليف الإنتاج بالنسبة للمستثمرين.

http://www.oriental-press.com/

العدد 3480 - السبت 17 مارس 2012م الموافق 24 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 7:52 م

      دبي الامارات العربيه المتحدة

      تحية وسلام حار للسيد مجيد الزيره يتستاهل كل خير يا صاحب الخير كله ربنا يكتبلك بكل خطوه سلامه ورزق وعافيه وفرحه لانك اسعد قلبي وقلب عائلتي طول ما احنا عندك بالشغل ربنا يجمعنا مره اخري بالمطبعه الشرقيه وارجع موظف من موظفيها لانه لو بنلف العالم ما بنلاقي متل كرمك وطيب اصلك ( ابو خالد وعائلته )

    • زائر 1 | 3:45 م

      كلمة حق و عرفان في حق هذا الرجل

      تحية للسيد مجيد الزيرة، هذا الرجل الذي يعطي المحتاج مما أعطاه الله، رجل يخاف الله و فاعل خير في الخفاء. لجأتُ إليه بعد الله يوماً، فلم يقصر معي، و ساعدني بما قسمه الله لي في ماله، فله مني كل الشكر والعرفان بالجميل، أسأل الله أن يطيل في عمره و يمده بالصحة والعافية و يبارك في ماله و أولاده

اقرأ ايضاً