العدد 3478 - الخميس 15 مارس 2012م الموافق 22 ربيع الثاني 1433هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

«ترومان» وحياة الوهم والأحلام 

15 مارس 2012

تستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت وتستطيع أن تخدع بعض الناس كل الوقت، لكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت «جورج واشنطن».

«ترومان شو» فيلم أميركي، بطله شخصية «ترومان» وهو شاب يقع ضحية حياة وهمية كبيرة صاغها وصنعها الآخرون الذين أرادوا ان تكون حياة «ترومان» وخصوصيته متاحة للجمهور يضحكون عليه او يتعاطفون معه، حيث ان بطل القصة يعيش في ستوديو ضخم عبارة عن جزيرة متكاملة بشوارعها وبيوتها وسواحلها الزائفة، بحيث تراقبه فيها الكاميرات الخفية المزروعة في كل مكان يحل به، وجميع سكّان هذه المدينة بما فيهم أهله وجيرانه ومعارفه والمشاة في الشارع هم ممثلون يؤدون دورهم حسب ما هو مرسومٌ لهم، فيكون «ترومان»هذا مسيّراً يمشي حسب ما أراد له صانعو حياته. إن سيناريو جميع الأحداث التي تقع لشخصية البطل، هي احداث مقررة سلفا ومخطط لها ينفذها الآخرون دون ان يشعر هذا الشاب انها أحداث مفتعلة.

لم تعد تبدو هذه القصة أو الفكرة خيالية او صعبة التحقق، بل ان المرء ليشعر يوما بعد يوم انه يعيش حياة الوهم والكذب والخداع وإنه فعلا «مسيّر» وان جميع (أو أغلب) ما يجري او يقع او يبرز من حوله من فعل او رد فعل او تصريح او تقرير او شخصية فإن له وجها آخر وقصدا آخر وهدفا آخر، المشكلة ان عقلك كثيرا ما يخذلك في إيجاد وجه الحيلة والخدعة، وقد تنساق خلف مقولة او مشروع او فكرة، عندما تجد ان هناك من يزرعها في العقل أو يقحمها كالمسمار في الوجدان والنفس بحيث يظل الشخص ينظر في اتجاه واحد كثور الساقية!

إن وسائل الإعلام (الصحف خصوصا) صارت تتحكم في العقول والمشاعر بحيث انها تتمكن من إقناعك بأمرٍ حدث محليا او عالميا صباحا لتقنعك بعكسه مساءً! وتجعلك تصدق خبرا ما وتبني عليه ولا تلبث الصحيفة ان نفت الخبر «جملة وتفصيلا» سواء كان النفي لعدم صحة الخبر فعلاً او لوجود امر صريح أو توجيه بنفيه!

غير ان الأكاذيب والأضاليل ودخان «الزار» يتبدّد مع اول هبّة لريح الحقيقة، ومهما اعتقد المرء انه وقع في بئر او نفقٍ لا نهاية له، فإن هناك من أصحاب الضمائر الحية ممن حمل على عاتقه ان يكشف الحقيقة ويبرز الواقع دون تزييف... وذلك مصداقاً لقوله تعالى «إن ربك لبالمرصاد»..

وعوداً على بداية الحديث، فإن صاحبنا «ترومان» ورغم انه لم يكن هناك ما يثير شكّه في تسلسل حياته «الوهمية»، إلا أنه اكتشف بعد ذلك زيف حياته ومن يحيطون به ليقرّر ان يخرج من الحياة المصطنعة (الاستوديو) رغم ما فيها من راحة ورخاء! في حين ان هناك من يستمرئ حياة الوهم والحلم مادام يحقق له الرضا النفسي والشعور بالزهو والغلبة حتى وان كانت تلك المشاعر مهزوزة غير طبيعية وغير حقيقية.

جابر علي


إلى الله مسافراتٍ

إلى أهالي الفتيات الستِّ الراحلات

أَفْجَعْتَنِيْ يَا مَوْتُ بِالفَتَيَاتِ

وَمَلأْتَنِي بِالهَمِّ وَالحَسَرَاتِ

وَأَحَلْتَ هَذَا الكَوْنَ أَسْوَدَ قَاتِمَاً

فِيْ قَلْبِ كُلِّ فَتِيَّةٍ وَفَتَاةِ

قُلْ لِيْ بِرَبِّكَ تِلْكَ أَيُّ فَجِيْعَةٍ

وَمَمَاتُ قُلْ لِيْ ذَاكَ أَيُّ مَمَاتِ

آهٍ جَوَى قَلْبِيْ المَلِيْءُ وَكُلُّهُ

حِمَمٌ مِنْ الأَحْزَانِ وَالعَبَرَاتِ

أُخْتَانِ كَالزَّهْرِ النَدِيِّ وَهَا هُمَا

تَتَقَاسَمَانِ المَوْتَ فِيْ الفَلَوَاتِ

غَيْدَاءُ، طَاهِرةُ الثِّيَابِ عَفِيْفَةٌ

وَرُقَيَّةٌ فِيْ الصَّبْرِ وَالصَّلَوَاتِ

وَكَلامُ مَرْوَى فِيْ الطَّرِيْقِ مُغَرِّدٌ

فِيْ أُذْنِ مَرْيَمَ أَعْذَبَ الكَلِمَاتِ

وَوِشَاحُ فَاطِمَةٍ وَنُوْرُ جَلالِهَا

مُتَأَلِّقٌ بِاليُمْنِ وَالبَرَكَاتِ

الَلهُمَّ صَبِّرْ أَهْلَهُنَّ بِرَحْمَةٍ

تَهَبُ الحَيَاةَ عَلَى فَقِيْدِ حَيَاةِ

علي عبدالوهاب البقالي


معايير متقلبة لشروط استحقاق علاوة الغلاء

إن الكثير من المواطنين يستبشرون خيرا عندما تتوارد الأخبار عن تغيير معايير وشروط الحصول على مبلغ غلاء المعيشة الشهري وهو 50 ديناراً لكل من يستحقها والذي يستوفي الشروط المعدة لذلك ولكن فئة المتقاعدين المغلوبين على أمرهم يواجهون اليوم مشكلة جديدة أخرى بعد انتظار وصبر طويل وحصولهم على الزيادة العمومية وهي مبلغ 75 ديناراً ثم ينصدمون بوقف مبلغ غلاء المعيشة أو بجزء بسيط من المبلغ الذي صرف للمتقاعد، وأن السبب في ذلك هو ارتفاع الراتب المعتاد بعد احتساب زيادة التقاعد وتجاوز السقف المتفق عليه وحسب الشروط المستوفاة للحصول على غلاء المعيشة، لذلك أريد أن أذكر وأوضح شيئاً مهماً في هذا الموضوع الحساس وهو بأن هذه المكرمة لن تكون فيها أي منفعة لفئة معدودة من المواطنين إذا واجهوا هذه الشروط التعجيزية وما فائدة تلك الزيادة في الراتب أو الدخل الشهري وفي المقابل يحرم المواطن من ما يستحقه، فيجب على وزارة حقوق الإنسان والتنمية ألا تنسى ارتفاع الأسعار الذي يضيق على كاهل المتقاعد الكثير من الأعباء. فنداؤنا نحن المتقاعدين أن يعاد النظر في معايير استحقاق غلاء المعيشة للفئة التي تضررت جراء هذه المعايير.

صالح علي


أما آن الأوان لإنصاف المتقاعدين...

نشرت «الوسط» في العدد (3450) الصادرة بتاريخ 16 فبراير/ شباط 2012 عن النائب عادل العسومي أثناء الجلسة الاستثنائية لمجلس النواب المنعقدة في يوم الخميس من الشهر الماضي قوله: «يجب أن يفعل مجلس النواب دوره الرقابي، والتجربة البحرينية مر عليها 10 سنوات والنواب أصبحت لديهم قدرة على التحرك ليقوموا بدورهم الرقابي والتشريعي»، وتابع «زيادة صلاحيات مجلس النواب هي لمصلحة البحرين، لأن المجلس هو ممثل شعب البحرين وأي وزير لا تريدون محاسبته فلا تعينوه».

نعم قول النائب ليس جديداً ولكنه عبر ما يجيش به خاطره من واجب إنساني قد يكون مفقوداً وللأسف في جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية، وإن دل على شيء إنما يدل على رغبته الصادقة في خدمة الوطن والمواطن، حيث إنه أحد ممثلي الشعب، آملين أن يكون ممثلونا بحسب ما اعتقده الناخبون فيهم كي يذكرهم التاريخ عبر الأجيال القادمة بحسن الحديث لا العكس، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

وبهذه المناسبة يسعدني أن أذكر النواب الأعضاء ما يثبتون لنا تمثيلهم الحقيقي بخصوص حقوق شريحة المتقاعدين المظلومين، المتقاعدين يستحقون كل تقدير لأنهم أفنوا أعمارهم في خدمة هذا الوطن وأهله حتى أصبح على ما هو عليه من تقدم وازدهار، وقد أصبحت مملكتنا في مصاف الدول المتقدمة، ولكن ما هو مأسوف عليه كان جزاؤهم تهميشهم وسلبهم حقوقهم، وحرمانهم من جميع الزيادات التي أقرتها الحكومة مراراً وتعديل الرواتب وحتى المكرمات الملكية استثنوا منها، وقد حصل عليها جميع الموظفين حتى المنحرفين وظيفياً إلا المتقاعدين استثنوا منها.

حقاً إنه ظلم يعترف به كل إنسان منصف، والمجلس النيابي مراراً وتكراراً يطلق تصريحاته الخجولة معلناً مظلومية المتقاعدين، ولكن للأسف لم نرَ رفع هذه المظلومية والتي هي من مسئوليتهم كممثلين الشعب. أما آن الأوان لإنصاف المتقاعدين؟ وإرجاع حقوقهم المسلوبة يا ممثلينا حيث لهم الفضل على الجميع، فجزاهم الله خيراً، والله نسأل أن يتم إسعادهم بحصولهم على كامل حقوقهم.

عبدالحسين جعفر إبراهيم عباس


الدفان وهجرة الأسماك والروبيان

في بعض الدول التي يحيط بها البحر من جهة واحدة فقط ترى سعر السمك خيالياً جدا ولا أحد يستطيع شراءه إلا الأشخاص الذين أوتوا سعة من المال والمترفين، وبعضها لا تشم رائحة البحر البتة ويستوردون السمك من الخارج أولئك محرومون منه فعلا ونحن بدورنا نحمد الله ونشكره على هذه النعمة الوافية الجزيلة، ونغبط أنفسنا ونتباهى أيضا بأننا أوتينا البحر بأكمله ويحضن جزيرتنا البحرين من جميع الجهات، كنا ننعم بالأسماك بجميع أنواعها وكانت أسماكنا أفضل وألذ أسماك على مستوى الدول المجاورة وكما نغدق ونصدر أيضا لإخواننا هناك بعد الاكتفاء الذاتي، وبأسعار زهيدة جدا لوفرتها وكثرتها لدرجة ان يصل كيلو الصافي الذي يعتبر أفضل أنواع الأسماك آنذاك ما يقارب 500 فلس فقط.

أما الآن فضاق البحر بما رحب بفعل الزحف المخيف للدفان والردم وطمر ما تبقى منه، حتى أتى على مصايد السمك ومكامنه وبيته وأخذت هذه الأسماك تهاجر جنة بحرنا رويدا رويدا متجهة إلى بحور بعيدة وآمنة بديلة عن الزلزال والمد المدمر لطمر بحرهم الذي طال أماكنهم وفشوتهم ومحل سكناهم. لذلك صارت أسعار الأسماك في وقتنا الراهن هذا جهنم لا تطاق واقتصر شراؤها (الأسماك) على المستطيعين ماديا فقط، وبتنا نتذكر الماضي القريب لأسعارها البسيطة جدا والذي كان بالأمس الكيلو يباع بدينار أصبح اليوم بـ 7 دنانير، والبقية تأتي والمفاجآت دواليك والسبب هو كما ذكرنا سلفا.

وجاء الزمن فعلا الذي كنا نتكلم عنه ونقول سوف يأتي علينا زمن نستورد فيه الأسماك من الخارج وها نحن في فلكه ندور، حتى أثريت أسواقنا بسمك الدول المجاورة الذي هو أقل جودة طبعا من أسماكنا.

فرفقا بالنعمة التي أسبغها الكريم علينا وهو القائل في محكم كتابه العزيز «وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا» النحل 14، كما ينبغي منا أيضا أن نحافظ على البيئة البحرية وثرواتها ومعطياتها التي فعلا بدأت بالانقراض والانتهاء، على حساب رفاهية الإنسان والمصالح المشتركة التي تربطه مع هذه الحياة الفانية.

مصطفى الخوخي

العدد 3478 - الخميس 15 مارس 2012م الموافق 22 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً