العدد 3477 - الأربعاء 14 مارس 2012م الموافق 21 ربيع الثاني 1433هـ

غضبة هيئة شئون الإعلام

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من أكثر الهيئات الرسمية التي تعرّضت لمؤاخذات شديدة ونقد مرير على المستوى الوطني أثناء الأزمة... هيئة شئون الإعلام.

فعلى رغم ثورة الاتصالات في عصر المعلومات وانتشار الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي؛ ظلّت الإذاعة والتلفزيون في البحرين والخليج تعامل نفسها كأجهزة سيادية خاصة بالحكومات. فلا يجوز أن تستضيف معارضاً أو تعرض رأياً آخر، وهو ما جعل الجمهور يهجرها لصالح بدائل أخرى أكثر تنوعاً وانفتاحاً، بينما اقتصر جمهور الأولى على تلك الشرائح التقليدية التي لم تفكر في التغيير، ولم تتفاعل لاحقاً مع حركات الربيع العربي.

الأداء في هذين الجهازين ظل تقليديّاً، وعلى رغم تغيّر خمسة وزراء خلال السنوات العشر الأخيرة؛ فإن الجهاز ظلّ على حاله، باستثناء فترة الوزير جهاد بوكمال، الذي لم يعمّر أكثر من عام، وأطاحت به حلقةٌ تلفزيونيةٌ خرجت عن الخط قليلاً بالحديث عن المال العام. هذه الحلقة اعتبرها البعض تاريخيةً، من حيث الموضوع أو التداعيات، فضلاً عن الضيف إبراهيم شريف (أمين عام جمعية سياسية معارضة والسجين حاليّاً).

بعد خروج بوكمال؛ عادت الوزارة إلى سيرتها القديمة، وعاد التلفزيون إلى الظل لسنوات لاحقة، حتى فبراير/ شباط 2011، حيث أخذ على عاتقه سياسةً كانت مثار جدل على المستوى الوطني، حيث تحوّلت البرامج «الحوارية» المباشرة إلى جلسات محاكمة وإدانة أدت إلى اعتقال كوادر طبية وتعليمية ورياضية وغيرها. وإذا أتيح لمؤرخٍ محايدٍ أن يكتب تاريخ هذه الحقبة؛ فستدهشه حقيقة تحوّل جهاز تلفزيوني إلى نيابة عامة وجهاز تحقيق وقاضٍ وجلاد. تجربةٌ ذكّرت الكثيرين بما قرأوه عن المكارثية في الولايات المتحدة في الخمسينات.

أداء الإعلام البحريني، وخصوصاً التلفزيون؛ لفت نظر أعضاء لجنة تقصي الحقائق، ولمّح تقريرها إلى شبهة التحريض وبث الكراهية وشق صفوف المجتمع الواحد. وتحدّث عن ذلك رئيس اللجنة البروفيسور محمود بسيوني، وطالب بتصحيح أوضاعه.

من تداعيات الأزمة السياسية، تعرض عشرات من كوادر الهيئة للفصل بسبب انتماءاتهم أو مواقفهم السياسية. وظلت هذه القضية تبرز على السطح بين فترةٍ وأخرى، وآخرها قبل أيام، حين سُمح لهم بالعودة، لكن بعد تحويلهم إلى العمل في المطبعة بدل وظائفهم الأصلية.

الجديد... قبل يومين، خرجت هيئة شئون الإعلام من صمتها على منتقديها الكثر. ففي بيان صدر أمس الأول، هاجمت من أسمتهم «الجمعيات السياسية المحسوبة على المعارضة»، وما تضمنه بيانها الأخير من «اتهامات باطلة للإعلام الرسمي بالتحريض على الفتنة الطائفية، وخطاب تأزيمي يستهدف الإساءة للتجربة الديمقراطية البحرينية». وادعت الهيئة أن البرامج الإذاعية والتلفزيونية إبان الأحداث كانت تركّز على بث الطمأنينة والروح الوطنية وإشاعة روح الحوار وتدعيم روح التسامح. وهي ادعاءاتٌ لا يسلّم بها غالبية الجمهور.

لم يمضِ على البيان الأول 24 ساعة، حتى صدر موقف آخر من الهيئة، وهذه المرة ضد منظمة «مراسلون بلا حدود»، التي أصدرت تقريراً اعتبرت فيه البحرين ضمن «الدول أعداء الانترنت»، بناءً على جملة معايير من بينها اعتقال مدوّنين وإغلاق مواقع الكترونية وملاحقة أصحاب الرأي.

البعض يرى أن «فلعتين» في الرأس توجع، فالهيئة التي مارست عملها من دون أن تكترث للانتقادات الصارخة طوال عام كامل، ولم تتوقف أمام تقرير بسيوني لتصحّح أوضاعها؛ أصدرت بيانين في يومين، ردّاً على بيانٍ لجمعيات محلية معارضة، والآخر على منظمة دولية ذات ثقل على مستوى العالم أجمع.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3477 - الأربعاء 14 مارس 2012م الموافق 21 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 43 | 3:51 ص

      هم يتحملون

      هي من تتحمل لوحدها الح الي حصل بين المواطنين من جرح عميق وشق واضح بسبب الاتهامات الباطله وبث الكراهيه ونقل الاكاذيب وعدم التحري بالدقه بالمواضيع

      يتحملونها التلفزيون وحتى الاذاعة

    • زائر 41 | 10:15 ص

      صحفي رياضي يتحول الى جيمس بوند

      كلنا نعرفه انه يحب البحرين اكثر من اي بحريني حتى اكثر من حكامها انه النفاق المكشوف والعين التي لاتستحي وقد صور لنفسه انه الرمز للديمقراطية والحضارة حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 39 | 6:47 ص

      وقف شجاعا بينهم والجمهم

      وقف شجاعا بينهم حتى الجمهم واظهر للمشاهد
      هشاشة مواقفهم رغم التلويح له بانه المذنب ومن يجب محاسبته

      يقولون بان الدستور لايسمح بمساءلة شاغل الوظيفة الرسمية اذا تركها ومع هذا يحققون معه

      ابحثوا عن الاختلاسات ستجدونها اراضي الدولة ولجنتها ماذا عملتم بها ونتائج عملها ؟؟؟

    • زائر 37 | 5:42 ص

      سينبلج الفجر

      اليوم الذي سنشكل فيه إعلاما رسميا جديدا مهنيا موضوعيا نزهيا بالإضافة إلى فرض حرية و التعددية الإعلامية ليس ببيعد

    • زائر 35 | 4:33 ص

      ماذا تتوقعون من قناة مسخّرة لشتم طائفة باكملها

      هذه القناة مسخّرة لشتم طائفة معينة بأكملها ولا يعتبرون هذه الطائفة من الوطن او لها حق العيش على هذه الارض فقد قالوا وكرروا مرارا القوهم في البحر
      او طرشوهم ايران.
      انا لا استمع لهذه القناة ولكن لو صادف وقت وسمعتها لسبب ما فإنني لا اسمع سوى السب والشتم
      لذلك اقترح ان يغير اسمها الى (قناة السباب)

    • زائر 28 | 3:20 ص

      الإعلام البحرين ثقيل الظل

      هو شعور داخل نفسي وداخل الكثير من الناس اراهم يشاركونني نفس الشعور سبحان الله متى ما تحدثت مع احدهم قال لي نفس الكلام لا والبعض يعتب علينا لأننا نناقش في موضوع منتهي وخالص يقول احنا من زمان لا نعرف عن قنواتهم وين تكون وفي اي تردد.
      بالله عليكم اذا كان هذا شعور غالبية الشعب تجاه
      القنوات الاعلامية لبلدهم الا يدرسو ما هو السبب.
      ولأن السبب لا يهمهم لأنهم لا عتبروننا شعبا لهم
      شعبهم المجنسون اما نحن فقد قالوا الكثير فينا
      وحاولوا تزوير تاريخنا

    • زائر 27 | 3:06 ص

      قناة البحرين

      شخصيا بعد الازمة لااحب ان اشاهدها ومن اوصل لقناة البحرين احس بنغزة ما اخب اشوفه تقريبا صار لي شهور ما شفته

    • زائر 26 | 3:00 ص

      بيني وبينك بعد المشرقين

      هذه المحطات لا تستطيع ان ترقى الى مستويات الفضائات الاخرى لذلك ارى الكثير من قبل الاحداث قد هجرها وقال (بيني وبينك بعد المشرقين). الناس صار لهم زمان صادين وقافلين عن هذه المحطات التي تخاطب نفسها بنفسها.
      هم ايضا لا يعبئون بنا لذلك خطابهم على مستوى
      من يلوذ بهم. ويبقى كل منهم يكلم نفسه.
      الناس الآن بعد الانفتاح اصبحوا يتلقوا مصادر المعلومات
      من شتى الاماكن ويدرسوا ويحللوا ويرفضوا السقيم
      ويقبلوا الصحيح وهؤلاء للحين مجودين لنا على هالموال

    • زائر 25 | 2:47 ص

      نعم هجرناها منذ زمن منذ رأيناه لا تمثلنا ولا نمثلها

      الجهة التي تستعر منا كشعب اصيل لهذا البلد المعطاة
      نقول لها انفسنا ليست بالرخيصة لكي نقف على اعتاب احد نطلب الحسنات والزكوات نحن مواطنون لنا حقوق وحقوق اوجبها الله واوجبتها القوانين الوضعية والانسانية.
      لقد ولى الزمن الذي يقبل فيه بني البشر التعامل بهذا الاسلوب الرخيص الابتزازي ومن يريد التقوقع في الماضي والعيش فيه فله ذلك ولكن لا يلزمنا فالزمن قد تغير ونحن لا نقبل العيش في القرون الماضية

    • زائر 19 | 2:05 ص

      قناة محذوفه من كل التلفزيونات

      يا سيد تصدق لو قلت لك اني قبل الازمه ما ادل قناة البحرين كم رقمها !!!وبعد الازمه حذفتها من التلفزيون كلش بالمره خير شر ومة بس تلفزيون الصاله حتى تلفزيونات الغرف حتى ما احد يخطأ ويشغل التلفزيون على هالقناة!!!! لا انا وزوجتي ولا اطفالي !!ولن اعيد هذه القنوات حتى لو تغيرت طريقة البرامج لأنما بثوه من كذب ومحاكمات وغيرها لا يمكن ان ننساها بين يوم وليله تحتاج منا الدهر كله لننسى

    • زائر 15 | 1:22 ص

      القاض والجلاد فى ان واحد

      عادي هم المحاكمة وادانة ونيابة عامة وجهاز تحقيق وقاض وجلاد سوبر هم فى كلش من الظلم والظلام مو بس عند هاد بعد امتنان عطينكم ودينكم رحلات علاج واكلناكم وشربناكم وعطينكم دورات من حسابهم الخاص مو كان من حق من حقوق المواطن

    • زائر 13 | 1:03 ص

      أفيقوا يا غافلين

      أستاذي أبو الهواشم
      كان بودي لو غيرت عنوانك إلى
      عصبة الإعلام أو عصابة الإعلام

    • زائر 11 | 12:42 ص

      أي والله .. الكل تحول الى المحقق كنن

      الله يعين.

    • زائر 6 | 12:20 ص

      رأينا البارحة برنامج مماثل للمحاكمات على الهواء.. وما زال التحقيق مستمراً..

      حيث تحوّلت البرامج «الحوارية» المباشرة إلى جلسات محاكمة وإدانة أدت إلى ...

    • زائر 5 | 11:59 م

      علم في المتبلم يصبح ناسي

      لو كنا في بلد حر لكان جهاز الاعلام من الأجهزة التي يجب فكها وإعادة بنائها
      لكن في بلد مثلىالبحرين، الامور تسير بالمقلوب!
      الأجهزة التي سببت الأزمة تكافأ !!

    • زائر 4 | 11:26 م

      القادم اكثر.

      ما بني على باطل فهو باطل.

    • زائر 2 | 10:42 م

      جهات الت على نفسها

      جهات الت على نفسها ان تراوح مكانها بنفس العقلية حتى لو تغير القائمين عليها

اقرأ ايضاً