لكل تغريدة في «تويتر» قصة بداخل مغردها، ولكل «هاش تاغ» قصته لدى مجموعة أطلقوه فتبناه غيرهم. كان «الهاش تاغ» الجديد في تويتر متنفساً لكثير من البحرينيين وهو الذي جاء تحت عنوان «حلم بحريني»، فصار صحيفة كل بحريني يحلم بتحقيق آماله، فيسطر من خلاله ما يتمناه لنفسه وللبحرين.
كتبوا كثيراً عبر هاتين الكلمتين عن هواجسهم وأفراحهم المنتظرة والمنى التي لا تموت بتحقيقها؛ لأنها ستكون حياة جديدة بطعم الانتصار. كتبوا وبرعوا في تصوير الوطن الذي يحلمون به، والمستقبل الذي ينشدونه والشعب الذي يمثلون.
«حلم بحريني»، بيّن مدى التوافق في مطالب البحرينيين وعكس ثقافة كل فرد من خلال ما ذكره وحلم به. لكن ما أثار التساؤل الممتعض هو تلك الأحلام التي لم تكن تتماشى مع أخلاق البحرينيين والتي تبين حجم المشكلة الاجتماعية التي أفرزتها المرحلة منذ 14 فبراير/ شباط من العام الماضي؛ إذ كان الكثير من أحلام فئة من تلك الفئتين المختلفتين سياسياً تسقيطاً للآخر ونعته بصفات يخجل المرء من ذكرها، إضافة إلى تصويره كمسخ يحاول الإجهاز على الآخر، وهو ما لم نعشه يوماً أو نسمعه قبل هذه الأحداث على رغم أنه قد يكون موجوداً من قبل في دواخل هؤلاء، قبل أن يجد الأرضية التي تسمح له بالنمو والانطلاق ليصم آذان التلاحم الاجتماعي.
وبجولة سريعة يمكن للمتتبع أن يجد أن المطالب السياسية هي الرائجة في هذا الحلم، وهي مطالب سياسية للطرفين: الموالاة والمعارضة، وكلٌ كان يغني على ليلاه وإن اختلف الأسلوب في الطرح وتناول الأحلام ونوعيتها.
كتب أحدهم: «ألا تتضارب أحلام البحرينيين «حلم - بحريني»، وهو بهذه التغريدة أوجز ما يتمناه كثيرٌ من المطالبين بحقوقهم حين يقولون انهم يريدون أن يعيشوا وطناً يعنى بالتنمية البشرية، فيحصل به كل مواطن على أبسط مقومات الحياة السياسية والاجتماعية والعلمية والعملية والاقتصادية التي تضمن له عدم المساس بحقوقه الإنسانية، وتلجم الآخر حين يفكر بالنيل من مكتسباته عبر أحلام تتضارب مع أخلاقيات الأمل، على رغم أن هذا الحلم قد يكون مستحيلاً لأن رضا الناس غاية لا تدرك، والاختلاف أمر صحي في أي مجتمع.
أحلام كثيرة كتبها الشعب البحريني منذ يومين بعضها امتزج بسخرية مؤلمة كانت وسيلة لإيصال رفضه لأمر ما من غير أن يجرح أحداً، وبعضهم الآخر تعمد الإساءة لأشخاص بعينهم، وكثيرون كتبوا ما يحلمون به بكل جرأة ومن دون لف أو دوران، فكانت مواضيع الحكومة المنتخبة ومشكلة التجنيس السياسي والكذب والتلفيق الذي امتهنه البعض هي الرائجة على تلك الأحلام.
وأخيرا لي حلمٌ أشاطره من اقتبست منه تغريدته أعلاه، وهو أن تتحقق أحلام البحرينيين التي من شأنها إصلاح الوطن وتحقيق العدالة المنشودة.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 3477 - الأربعاء 14 مارس 2012م الموافق 21 ربيع الثاني 1433هـ
هل الحلم فقط ولاتجاوز لما بعده ؟
يبدو ان الحلم مكتوب على البحريني بشرط عدم تجاوزه
والسؤال ما هو القدر المسموح به من الحلم ومتى يتحول الحلم الى حقيقة معاشة ؟
حلمنا وسنبقى نحلم
سلمت يديك استاذة سوسن . كلنا كتبنا احلامنا من خلال استخدام هذا الهاش تاج فعلا واعتبرناه وسيلة للتعبير عن الرأي والاحلام . جميلة التفاتتك لهذا الموضوع في كل يوم تبهريننا بمقالاتك والتفاتاتك الجميلة.
شكرا لكم