موقفان يطلان على الساحة البحرينية هذه الأيام، يبديان تحفظهما على الحوار الذي يشاع ذكره هذه الأيام، الأول يرفض الحوار الذي سقفه ومصدره صفحات «التويتر» والصحف، وكأنّ الحديث عنه بشكل رسمي أمر معيب، وهذا الموقف يرى أصحابه انه ينطلق من الرغبة في حل حقيقي، يحقق للبلاد وأهلها الأمن والاستقرار، وليس في دعوات لم يتضح مصدرها بشكل واضح ورسمي، فضلاً عن جديتها من عدمها للآن.
والآخر يرفض الحوار ويتحفظ عليه خوفاً من الحل أو هربا منه، إذ يرى في أي حوار مقبل يؤدي إلى سيادة مبادئ إنسانية أصبحت من القضايا البديهية، كالعدالة والمساواة والمواطنة، مساساً بالغنائم التي اكتسبها، وخاصة تلك التي تحققت بعد (محاكم التفتيش) سيئة الصيت التي ازدهرت تجارتها خلال الأشهر الماضية، والتي ستبقى ذكراها موشومة في ذاكرة آلاف البحرينيين وأسرهم وأطفالهم، الذين عانوا من قطع أرزاقهم والعبث بمستقبلهم ومستقبل أبنائهم.
وإذا قلنا ان من المسلمات، الجزم بأن البحرين وهي تسير في عامها الثاني بعد الأحداث التي انطلقت منذ فبراير/ شباط 2011، لا مخرج لها إلا بالذهاب الى الحوار الجاد المنصف، وأن من غير المنطقي رفض هذا النوع من الحوار تحت ذريعة أن الأولوية لاستتباب الأمن أولاً، فماذا لو لم يستتب الأمن لا في شهر أو عام أو عشرة أعوام، وهو أمر مازال محل نظر ولم ينته منه منذ أكثر من عام، أننتظر حينها كل ذلك الوقت للخوض في أمر لا مفر منه، بل إن تحقيق الأمن والاستقرار في هذا البلد لا طريق له إلا الحوار ذو المغزى المؤدي إلى إصلاحات عميقة.
ثم تعالوا نسأل من يرفض الحوار بحجج واهية، ألم تقولوا ان رفض الحوار الذي تعتقدون بأن المعارضة نحت إليه خلال أحداث شهري فبراير ومارس/ اذار العام 2011، كان سبباً لعدم الوصول إلى توافق ينهي الأزمة المحتدمة حينها، وجعلتم ذلك شماعة علقتم عليها كل ما جرى من انتهاكات، فما بالكم اليوم ترفضون ما كنتم تعيبون عليه غيركم!
من يظن أن رفض الحوار سيجعله يحافظ على الغنائم التي التهمها في ظل السطوة الأمنية، واهم، لأن ما بني على باطل فهو باطل، الحوار ليس دعابة أو لعبة يتسلى بها من يريد فيرفعها ساعة شاء ويرفضها متى ما أراد، الحوار الحقيقي مطلب كل وطني شريف ينظر لمصلحة الوطن، لا مصلحة الانتماءات الطائفية أو الحزبية، من يريد الحوار هو من يريد للبحرين أن تتعافى، وتصل إلى بلد يحترم فيه الإنسان وتصان كرامته وحريته، وطن ليس فيه مواطن من الدرجة الأولى وآخر من الدرجة العاشرة.
كما اننا يجب أن نلفت النظر إلى أن من يرفض الحوار الجاد، عليه أن يوضح لأهل هذا البلد ما هو بديله لتحقيق الاستقرار لهذا الشعب بمختلف طوائفه ومكوناته، الحل الأمني وخطط الغرف المظلمة لم تزد واقعنا إلا تعقيداً، هدم المساجد لم يولد إلا الخسران لدعاة الكراهية، ولم تستطع كل الانتهاكات على مدى أكثر من عام أن تجلب الأمن والاستقرار، بل على العكس قسمت هذا الوطن إلى قسمين.
ربما والله العالم، من يرفض الحوار الحقيقي، لا يملك مطالب حقيقية يضعها على طاولة أي حوار مقبل، لأننا لحد اليوم لم نسمع مطلباً جوهرياً واحداً من دعاة «لنا مطالب»، وإذا كانت معارضة المعارضة هي الغاية والمرتجى، فإن السلطة كفيلة بلعب هذا الدور باقتدار.
ومن جهة أخرى، نعتقد بأن من حق البحرينيين، كل البحرينيين، أن تفصح لهم الجهات الرسمية عما إذا كان هناك حوار جاد مقبل، لأن الوطن تعب من هيمنة الحلول الأمنية على مصيره منذ عقود وللآن، وبود هذا الشعب لو يتم التفكير بحل سياسي لمرة واحدة يجلب للبحرين الخير، ولأهله الأمن والأمان والحرية والكرامة عبر ديمقراطية صادقة، لا حيل فيها ولا غرف مغلقة، لأن في ذلك الخير لكل البحرينيين.
إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"العدد 3477 - الأربعاء 14 مارس 2012م الموافق 21 ربيع الثاني 1433هـ
Violence
First the street violence must be stopped
ولنا مطالب هي مطالب قروض وكهرباء لا مطالب حقيقية
شكراً أخي العزيز يا ولد المدحوب البار ... مقالك كما هي مقالاتك وطنية وجريئة وصادقة وتستحق القراءة والإشادة
لم يحدثنا إلا جماعة ولنا مطالب
إنّه البطل المغوار ..
الذي تخطّى الأسوار .. و قطع أصعب مشوار .. من أجل إنجاح الحوار .. و لمّا بلغ قمّة الأهوار ... إنطفأت الأنوار ... فأُصيب الجميع بالدُوار ..... و تحوّل الحوار إلى .."خُوار"!!
رافضاً للحوار
ارفض للحوار لأن البلد تحتاج إلى قرار لا حوار
الخوف على مكاسبهم ما نعهم
من يخاف على ضياع مكاسبه يخاف الحوار الصادق
الجاد المثمر