أنهى ممثل كرة اليد البحرينية التاريخي النادي الأهلي مشواره في بطولة الأندية الخليجية أبطال الكؤوس لكرة اليد في نسختها الثانية والثلاثين في المركز الثالث، فيما أنهى ممثل كرة اليد البحرينية الجديد نادي الدير مشواره في المركز الخامس، وكل النتيجتين بشهادة المتابعين والمراقبين لا تتناسب مع ما قدمه الفريقان من مستوى فني، فالأول خانته الظروف المعروفة والثاني قصمت ظهره قلة الخبرة واللاعب المحترف.

وقدم الأهلي كل ما يمكن أن يقدم وضرب الظروف التي سبقت مشاركته في البطولة الخليجية عرض الحائط ونجح لاعبوه في إثبات المقولة (الأهلي بمن حضر) لما احتل صدارة الترتيب العام في الدور التمهيدي برصيد 9 نقاط مستوى ونتيجة، وهو الفريق الخليجي الوحيد الذي شارك في البطولة وحقق النقاط الكاملة في الدور التمهيدي، ولعله الفريق الوحيد الذي لاقى الأمرين في مبارياته الثلاث، ولم يحسمها إلا بعد جهد جهيد.

وألقى المجهود البدني الكبير الذي بذله الفريق في الدور التمهيدي بظلاله على مباراة الدور نصف النهائي، ووضح ذلك جليا في الدقائق الحاسمة من الشوط الثاني، فقد كان على مقربة من الفوز والتأهل للدور النهائي، ولم يفلت من الظروف حتى في هذه المباراة بعد أن فقد مهدي مدن في أول مباراة، فجاء الخروج المؤثر فنيا ومعنويا وأخذ نصيبه من الفريق الذي قاتل حتى النهاية ولكنه لم يوفق وكان بالإمكان أن يخرج بنتيجة غير الخسارة لولا سوء التصرف في اللحظات الحاسمة، ولاسيما مسلسل إضاعة الفرص في الشوط الأول، إذ تشير الإحصاءات الرسمية أن الأهلي سجل 21 هدفا من 63 هجمة، وتصدت الحراسة السعودية ممثلة في مناف آل سعيد لـ 23 فرصة.

ويوم أن تأهل الدير لنهائي بطولة كأس الاتحاد البحريني لكرة اليد قبل نحو 4 مواسم ولعب أمام الأهلي قيل بأن خبرة لاعبي الأهلي ترجح كفته وخبرة لاعبي الدير بالمباريات النهائية قد لا تسعفهم ولن يلام على الخسارة، وقيل ذات الكلام لما تأهل الشباب لمواجهة الأهلي في النهائي ذاته وتكرر في الموسم التالي وبدرجة اقل بعد أن اكتسب خبرة المباريات النهائية ولو نسبيا.

ولم يكن الدير مطالبا في بطولة الأندية الخليجية بالتأهل للمباراة النهائية وكان التطلع إلى أن يتأهل للدور نصف النهائي كحد أقصى، إنما المطلوب منه تقديم مستوى يليق بسمعة كرة اليد البحرينية، وبعيدا عن عدد النقاط التي حققها فإنه قدم المستوى وكان متصدرا وصاحب الرهان الأول حتى الدقائق الأخيرة من مباراته الثالثة أمام الفحيحيل الكويتي وخسر التأهل أمام المستضيف وبطل البطولة 7 مرات وهو الأهلي السعودي صاحب الخبرة الطويلة.

وقدم الدير مباراة كبيرة جدا أمام الأهلي السعودي في أول طلة له في البطولة الخليجية وخطف الأنظار بروحه العالية وحماس لاعبيه الصغار الذين أحرجوا نجوم الأهلي السعودي وخطفوا منه التعادل في اللحظات الأخيرة في منظر مبهر، وبعد المجهود الكبير الذي بذله الفريق في تلك المباراة حقق الفوز الأول له وفي تاريخه على أهلي سداب العماني بعد مباراة لم يقدم فيها المستوى وحقق النتيجة المطلوبة والسبب في ذلك الجهد البدني الذي بذل في المباراة الافتتاحية.

وفي الجولة الحاسمة، كان واضحا تأثر الفريق من الناحية البدنية جراء المباراتين السابقتين، وهي المرة الأولى لهذا الفريق أن يلعب 3 مباريات في 5 أيام، وأثر ذلك على تركيز اللاعبين الشبان وبالتالي مستواهم الفني، وزادت حساسية المباراة أمام صاحب الأرض والجمهور بقيادة الدولي المصري من الوضع سوءا، ورغم ذلك يمكن القول بأنه فرط في الخروج بالنتيجة الإيجابية بعد سلسلة الفرص التي أضاعها في المواجهات المباشرة والتصويبات العشوائية المتسرعة من الخط الخفي.

ووضح جليا بأن الفريق يمتلك الإمكانات لتقديم الأفضل من خل تفعيل الإمكانات الفردية للاعبيه بالأخص في الجانب الهجومي، ومسألة افتقاد الفريق للاعب القائد الذي يتحكم في اللعب ويمثل نقطة الاتزان وصمام الأمان في اللحظات الهامة أمر واقع وكان من الأفضل التعاقد مع لاعب من هذا النوع، ليكون أكثر قدرة على تفعيل ما يمكن أن يقدمه الثلاثي حسين بابور ومحمد مدن ومحمد ميرزا الذين قدموا ما بوسعهم تقديمه قياسا بخبرتهم الميدانية.

وفي الأول والأخير، تبقى المشاركة في البطولة الخليجية فرصة لاكتساب الخبرة ومحكا يدعو اللاعبين لتغيير القناعات السابقة وإيجاد ثقافة جديدة فيها طموح المنافسة على البطولات المحلية بكل قوة للعودة للواجهة الخليجية، ولا بد أن تتحمل إدارة النادي المسئولية الكاملة لتأمين بقاء الفريق في هذا الجو، كما يفترض أن يكون اللاعبون قد وصلوا لمرحلة من الوعي والنضج بعد هذه المشاركة، وعليهم ترجمتها على المستوى المحلي في الحاضر والمستقبل.